2013/06/21
ماجدة موريس – الحياة
لماذا يتابع المشاهد برامج اكتشاف النجوم؟ الإجابة تختلف باختلاف فئات الناس، فهناك من يسعى ليرى عالماً أسطورياً، وهناك من تشغله عمليات الاختيار والفرز والتصويت، وهناك من يشاهد البرنامج من أجل الراحة، سواء راحة البال من مطالب الحياة الضاغطة أم راحة «البدن» من إجهاد اليوم كله. وهناك بالطبع ذلك الأمل الدائم عند غالبية تحب الفن وترى أنها قد تشارك في مولد نجم جديد. ولكن، بعد برامج عدة، أصبحت «لجان التحكيم» جزءاً من اهتمام المشاهد بالبرنامج، وربما قبوله أو رفضه. وهنا يتعرض «النجوم» لتقويم الجماهير العريضة لهم، بغض النظر عن الإعجاب بأغانيهم. فإما ترتفع أسهمهم إلى السماء أو تهبط إلى دائرة إزالة الهالة عنهم.
إنه فخ حقيقي، يخرج منه نجوم ونجمات خاسرون بسبب برامج، ويحدث العكس مع آخرين، أذكر منهم عاصي الحلاني وزملاءه في فريق التحكيم في برنامج «الصوت» في نسخته الأولى، وأتوقف عند راغب علامة في قيادته لفريق التحكيم لبرنامج «أراب آيدول» في عامه الثاني، والذي كشف خلاله عن صورة أخرى للفنان تستحق التوقف أمامها لقدرتها على التأثير الإيجابي على مجريات الأحداث داخل حلقات البرنامج. وعلى رغم أن علامة كان موجوداً في العام الأول، إلا أن وجوده هذا العام أتاح له المزيد من المواقف التي كشفت عن شخصية ذكية وثرية قادرة على التواصل مع الحضور والمتسابقين وجمهور القاعة الكبير سواء كان عادياً أم مؤدلجاً، وأخيراً جمهور البيوت الغفير، وهو الجمهور البعيد عن حمى الانفعال بالحدث مباشرة والذي يدرك بهدوء الفروق بين هذا الحكم وذاك.
وعبر حوار مع مثقفين وأناس عاديين، كان التوقف أمام موهبة راغب علامة في إدارة التحكيم، وحتى في الاستجابة لمطالب بقية المحكمين معه نانسي عجرم وأحلام وحسن الشافعي. كان هذا يتم برقي وإدراك معنى المناسبة وأهميتها وأي مساحة يأخذها برنامج يعرض على شبكتين من أكبر شبكات الترفيه المرئية العربية («إم بي سي» و «الحياة»). في أحيان عدة، بدت ثقافة علامة الموسيقية واضحة ومعرفته بمدارس الموسيقى العربية وفي كل بلد، وبأشهر المغنين والأعمال وأيضاً حسه السياسي والإنساني حين رحب بمتسابقة كردية بكلمات من التي تجيدها وثمّن جهدها الكبير في تقديم الأغاني العربية الصعبة، ثم وصفه الدقيق لأساليب المتقدمين للمسابقة ولأصواتهم وقدرته على التقاط مواضع الإجادة لديهم والإضافة إليها، مروراً بتعليقات ذكية سريعة، منها ما هو سياسي حول أحوال الفلسطينيين، ومنها ما يخص تأكيد قيمة الفن والغناء العربيين (حتى لا يعتقد العالم أن العرب يجيدون الإرهاب ولا يحبون الغناء).
«أراب آيدول» الذي سيقدم لنا نجماً جديداً، أعاد تقديم نجم كبير إلينا بكشفه عن إبداع آخر لدى راغب علامة، من دون غناء، هو إبداع الشخصية الثرية والقوية والذكية.