2013/05/29
مسلسل "حائرات" يدخل في صلب الأزمة السورية
مشروعي الأول في الدراما المصرية... لم يكتمل بسبب ظروف الجهة المنتجة
المزاج العام خلال هذه المرحلة غير مهياً لمتابعة الأعمال التاريخية
مشروعي المقبل... في سوريا.. بعنوان "برزخ
خاص بوسطة – أجرى المقابلة: محمد الأزن
اعتبر المخرج سمير حسين أن مسلسله الجديد "حائرات" يستكمل المشروع الذي بدأه قبل سنوات، ويسعى من خلاله إلى تقديم أعمال إجتماعية "تحترم عقل المشاهد، وتسلط الضوء على هوية مجتمعنا، وثقافتنا السورية"، وقال حسين في مقابلة خاصّة مع موقع«بوسطة»: "هناك عشرات القضايا التي لم تتطرق إليها الدراما السورية بعد، وهذا ماينبغي أن نسعى إليه مستقبلاً"، وعلى المستوى الشخصي يعيش سمير حسين ما يعيشه المواطنون السوريون على مستوى الحياة اليومية، وفقد اثنين من إخوته في الأحداث الدائرة بالبلاد..
وتالياً نص المقابلة:
هل ستكون أحداث مسلسل "حائرات" على خلفية الأزمة السورية، أم سيتناولها المسلسل على نحو أكثر عمقاً؟
"كُتِب المسلسل سنة 2010 أو ماقبل قليلاً، لكننا أعدنا صياغته من الألف إلى الياء بما يتلاءم مع الزمن الذي نعيشه، فذهبت مسيرة الشخصيات باتجاهات أخرى، لنرى تجليات ما يحدث في سوريا اجتماعياً على شخصيات العمل دون استثناء، فهو يحمل مجموعة من التفاصيل التي تلامس كل شخص يعيش في البلاد خلال هذه المرحلة، ويدخل في صلب الأزمة السورية، ولكن بالاتجاه الاجتماعي، بعيداً عن التناقضات والتجاذبات السياسية لها."
يسجل هذا العمل عودتكم للأعمال الاجتماعية بعد موسمين من المسلسل التراثي "دليلة والزيبق" الذي قدّم على جزئين، هل ينطوي هذا على نوع من الرغبة لديكم بالعودة إلى الجمهور السوري بأعمال أكثر واقعيةً؟
"الحقيقة أنني خضت تجربة اجتماعية بمصر خلال الموسم الفائت 2012، بمسلسل "أرواح منسية" عن نص للروائي السوري نبيل ملحم، لكن هذه التجربة لم تكتمل لمجموعة ظروف لها علاقة بالجهة المنتجة، منها أزمة اقتصادية عانتها الشركة، إلى جانب الأوضاع التي تشهدها الساحة المصرية عموماً، وأعتقد أن مسلسل (حائرات) يستكمل المشروع الذي بدأته منذ سنوات طويلة باتجاه تقديم صيغة جماهيرية بالدرجة الأولى، وتحترم عقل المشاهد، وتسلط الضوء على هوية مجتمعنا، وثقافتنا السورية. "
ماالذي أغراكم في مشروع "أرواح منسية" ليكون أول الأعمال التي تقدمّها في الدراما المصرية، بصرف النظر عن عدم اكتمال المشروع؟
"سبق أن عُرِض علي مسلسلي (ليلى مراد) و (ملكة في المنفى)، لكنني اعتذرت عن عدم إخراجهما لأنني أردت تقديم تجربة مختلفة تنافس ما يقدم بمصر... (أرواح منسية) هو نص سوري بالأساس كما ذكرت، لكن تم (تمصيره)، لكونه مناسباً للمجتمعين السوري والمصري على حدٍ سواء، ويتناول مجموعة من الشخصيات تعيش في (بانسيون) منذ زمنٍ بعيد، تجتر ماضيها، وتغلق الأبواب والستائر على ذاتها، متجاوزةً المرحلة الحالية التي تعيشها مصر مؤخراً، وفجأة يدخل أحد الشخوص في حياتها حيث تقيم، لتبدأ النوافذ بالانفتاح تدريجياً بالانفتاح باتجاه الخارج، وتبدأ بالخروج إلى الشارع لترى مشهداً مختلفاً عن زمن الخمسينيات، والستينيات الذي أسرت ذاتها فيه، إذ مرّ زمن بعيد على عدم مغادرتها (البانسيون) لمجموعة ظروف منطقية تتوافق مع الشرط الدرامي الذي كتبت فيه الرواية، ويسلط العمل الضوء، على المخاض الذي يعيشه الشارع المصري، ويشارك فيه مجموعة كبيرة من الفنّانين المصريين، الذين كان لي شرف التعاون معهم في تجربة شديدة الخصوصية: كـ عزت العلايلي، صابرين، وعبد الرحمن أبو زهره، ووجوه مصرية شابّة، ومن سوريا؛ فراس إبراهيم، ومروة أحمد."
بالعودة إلى موسمي 2011، و2012؛ ماهي الأصداء التي وصلتك عن مسلسل "دليلة والزيبق"؟
"للأسف الشديد... لم يحظ (دليلة والزيبق) بفرصة مشاهدة كبيرة، سواءً داخل سوريا، أو خارجها لمجموعة اعتبارات تسويقية بالدرجة الأولى، حيث واجهت الجهة المنتجة صعوبات هائلة في التسويق، كما ينبغي ألاّ نتجاهل وجود نوع من الردّة عند المشاهد السوري والعربي تجاه الأعمال التاريخية، وهذا مالمسته من عشرات ردود الأفعال التي وصلتني ممن شاهدوا المسلسل، وذلك رغم الجهد الهائل المبذول فيه، فالناس يرغبون بمتابعة أعمال معاصرة لها علاقة بالزمن الحالي، وبمجرد سماعهم لعمل ناطق بالفصحى، أو رؤيتهم لملابس تاريخية، يصبح لديهم نوع من الإحجام عن المتابعة،... المزاج العام غير مهيأ أبدأً خلال هذه المرحلة، أو ربما في السنوات القادمة لمتابعة أعمال مماثلة، حيث يرغب المشاهدون بمسلسلات اجتماعية تكون أكثر التصاقاً بهمومهم، وقضاياهم، وهناك عشرات القضايا التي لم تتطرق إليها الدراما السورية بعد، وهذا ماينبغي أن نسعى إليه مستقبلاً، على مستوى تقديم ثقافتنا الاجتماعية، لأن السوريين يشكلون مثالاً مهماً جداً بما يمتلكونه من عمق حضاري وتاريخي، لإضفاء حالة من التنوير داخل مجتمعنا، والمجتمعات العربية."
ماذا عن يومياتك كمخرج، وكمواطن؟... وكيف توازي بين جدول عملك اليومي، وأعباء الحياة اليومية التي أصبحت أصعب في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد؟
"كوني مخرج؛ أعمل على تقديم عمل اجتماعي في الموسم الدرامي المقبل 2013، بعنوان (حائرات) كما بات معروفاً، أنهيت تصويره مؤخراً، ويناقش مجموعة قضايا ملحّة، لها علاقة بعدد لا بأس به من شرائح مجتمعنا،... صورنا المسلسل ضمن ظروف قاسية جداً، عاشها كل طاقم العمل على حدٍ سواء، وتعايشنا معها، فنحن جميعاً جزء لا يتجزأ مما يحدث، وجمعتنا الرغبة بصنع عمل معاصر وسط الظروف التي نعيشها، وهذا يشكل تحدياً كبيراً بحد ذاته، لأننا نريد الاستمرار، وتقديم أعمال تنويرية مهمة، تعالج قضايا حساسة نعاني منها اجتماعياً، وتحديداً الأزمة السورية بكل تجلياتها."
يضيف سمير حسين:
"كمواطن؛ أعيش ما يعيشه المواطنون السوريون تماماً، مع تركيز أكثر ربمّا، لأننا نسعى إلى تكثيف أوضاعنا المعيشيية في ظل الأزمة ضمن مجموعة مشاهد وحكايات...، على المستوى الشخصي فقدت اثنين من أخوتي (جهاد، وأمير) استشهدا في الأحداث الدائرة بالبلاد، ولك أن تتخيل مدى قسوة هذه التجربة بالنسبة لي، ومع ذلك مستمر في العمل، أنا، وكل أصدقائي الفنّانين، والفنيين، الذين شاركوني بصناعة مسلسل (حائرات)، وخضنا معاً تجربة لصيقة بما يحدث بسوريا."
هل تخطط لمشاريع في المستقبل القريب؟
"بعد استكمال العمليات الفنية على مسلسل (حائرات) سأبدأ التحضيرات مع شركة (آرت وير) لمشروع درامي من نوع خاص في سوريا، بعنوان (برزخ)، عن نص للكاتب بلال الشحادات، وهو من أهم النصوص التي قرأتها مؤخراً."
كلمة أخيرة لقرّاء موقع «بوسطة»..
"شكراً لكل من ساهم في إنجاز (حائرات)، هذا العمل الذي أهديه إلى أخوي الشهيدين (جهاد، وأمير)، والله يحمي هالبلد... لترجع أفضل مما كانت عليه."