2013/05/29
تشرين
ممثل وكاتب سوري، من كبار الفنانين السوريين الذين صنعوا بدايات التلفزيون السوري، عمل في السينما. وله عدد من الأفلام السينمائية والأعمال المسرحية.
ولد نهاد قلعي في مدينة دمشق عام 1928م واسمه الكامل حسب الهوية الشخصية نهاد قلعي الخربوطلي وعرف بلقبه الفني حسني البورزان انتسب نهاد إلى مدرسة البخاري الابتدائية وبدأت موهبته بالبروز وقتها وصقلها الأستاذ عبد الوهاب أبو السعود الذي كان يعد المسرحيات المدرسية ويدرب الطلاب على أداء دورهم، في غضون ذلك أسند الفنان وصفي المالح دوراً صغيراً لنهاد في مسرحية مجنون ليلى.انتسب نهاد إلى استديو البرق سنة 1946، وفي عام 1954 أسس النادي الشرقي مع سامي جانو والمخرج خلدون المالح.بين عامي 1957 و1959 قدم مسرحيات (لولا النساء) و(ثمن الحرية) على مسارح القاهرة حيث شهدت إقبالا كثيفاً من الجمهور وأشادت بهما الصحافة المصرية وحازت إعجاب المسرحيين المصريين.
عند افتتاح التلفزيون العربي السوري قدم نهاد مع دريد ومحمود جبر برامج منوعة كوميدية خفيفة وأولها كان سهرة دمشق.
بدأ القطاع الخاص في سورية ينشط وبدأ المنتجون يتهافتون لإنتاج أفلام تحقق أعلى الإيرادات وبدأ نهاد قلعي بأول فيلم سينمائي له مع دريد لحام وصباح وفهد بلان بعنوان (عقد اللولو) وذلك عام 1964.بعد نجاح الفيلم قرر المنتج نادر الأتاسي والمخرج يوسف المعلوف إعادة التجربة مع الثنائي دريد ونهاد في فيلم اسمه (لقاء في تدمر) وذلك في سنة 1965 .
كانت سنة 1967 عاماً خيراً على نهاد فقد كتب المسلسل الدرامي (حمام الهنا) الذي يتحدث عن حسني البورزان الذي يرث تركة جدته الموجودة داخل الكراسي بينما غوار يوزع الكراسي على الفقراء لتبدأ أحداث القصة بحثاً عن الكراسي والتركة.
في عام 1968 قّدّم نهاد مسلسله الدرامي الثاني (مقالب غوار) مع دريد لحام وإخراج خلدون المالح في قالب كوميدي ضاحك حيث يتحدث المسلسل عن منافسة غوار لحسني في الغناء بمقهى الانشراح، وقد قدم المسلسل في نسختين إحداها للتلفزيون السوري والأخرى لتلفزيون لبنان والمشرق محققاً جماهيرية واسعة..وفي العام نفسه وقف نهاد أمام كاميرا المخرج الكبير حلمي رفلة في فيلم (الرجل المناسب) مع رفيق دربه دريد لحام والممثلة نادية لطفي، كما قدم مسلسله الدرامي الثالث (صح النوم) بجزأيه الأول والثاني, يتألف الجزء الأول من 13 حلقة ويتحدث عن حارة (كل مين إيدو إلو) حيث يتنافس غوار وحسني على قلب (فطوم حيص بيص) وكانت الشوارع تخلو من المارة عند عرض المسلسل لما له من جماهيرية واسعة وخاصة الأغنية المشهورة (فطوم فطوم فطومة) أما الجزء الثاني فكان مؤلفاً من خمس حلقات منتقداً الظواهر السلبية في المجتمع يذكر أن المسلسل من تأليف نهاد ودريد ومن بطولتيهما ومن إخراج خلدون المالح.
بعد نجاح مسلسل (صح النوم) قرر نهاد ودريد تحويله إلى فيلم سينمائي وفعلا تحول الحلم إلى حقيقة سنة 1975 وكان من بطولة دريد ونهاد وإخراج خلدون المالح وليكون خاتمة مشوار نهاد قلعي السينمائي وآخر فيلم للثنائي الذهبي سوية.
بالنسبة للمسرح: يعد نهاد قلعي المؤسس الحقيقي للمسرح القومي في سورية وذلك عندما عهدت إليه وزارة الثقافة والإرشاد القومي مهمة تأسيس المسرح القومي وإدارته عام 1959 فقد قدم عدة مسرحيات منها مسرحية (المزيفون)، (ثمن الحرية) (عقد اللولو).
كما أسس نهاد مع دريد وآخرين مسرح تشرين وقدموا من خلاله أجمل العروض فقدموا (ضيعة تشرين) (مسرح الشوك) الذي كتب نصه عمر حجو، أما آخر عمل لنهاد قلعي مسرحياً كانت مسرحية (غربة) تأليف محمد الماغوط وتتحدث عن الغربة داخل وخارج الوطن والتي تعرض خلالها لحادث أليم، أقعده في الفراش وأبعده عن عمله الفني.في الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن العشرين قام الفنان نهاد قلعي بتأليف قصصٍ مصورةٍ للأطفال في مجلة «سامر» مستخدماً شخصية (حسني البورظان)، وشخصية (ياسينو) التي جسدها الفنان ياسين بقوش في عدة مسلسلات، إضافة إلى شخصية فرنسية خيالية اسمها «شارلي».بعد الحادث الأليم الذي تعرض له نهاد بقي في الفراش في حالة شلل لم يستطع أن يتابع مشواره الفني إلا عن طريق الكتابة للأطفال في إحدى المجلات اللبنانية.اشتد المرض على نجم الكوميديا نهاد قلعي وتغلب عليه المرض ووافته المنية إثر جلطة قلبية عام 1993 بعد أن ترك إرثاً سينمائياً ومسرحياً وتلفزيونياً حافلاً راسماً في مخيلتنا كاريزما حسني البورزان التي ستظل حية في ذاكرتنا.