2013/05/29
سامر محمد إسماعيل – تشرين
لا يبدو أن معظم من سافر خارج الوطن من نجوم الدراما السورية يفكر فعلياً بالعودة، لى الأقل في الفترة القادمة، فالموسم الرمضاني لسوق العرض التلفزيونية أتم بشكل تقريبي جدولة أعماله،
سواء التي تم تصويرها خارج البلاد، أو تلك التي تكمل تصويرها الآن بجهود من ظلوا داخل الوطن وما أكثرهم، إلا أن الذين هاجروا أو التزموا الصمت، أو اختفوا حتى عن ساحات اللقاءات التلفزيونية التي كانوا يجرونها ليل نهار، ها هم اليوم لا ينبسون ببنت شفة، فهم غالباً يعرفون كيف يديرون أعمالهم، وكيف ومتى يظهرون على الشاشة، ولاسيما أنهم كانوا قبل سنتين ممن يبرعون في الحديث عن كل شيء، من برامج الطبخ إلى برامج السياسة, على الأغلب هم الآن في حيرةِ من أمرهم بعد أن وقعوا في فخ التهرب من المواقف أو تسجيلها، سواء مما يحدث على الأرض السورية، أو حتى عبر تصفية حسابات عداوات الكار بين بعضهم بعضاً..
أجل, لقد فضحت الأزمة السورية الكثيرين، فقد وضعت نجوم حملات التبرع ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة على محك مختلف هذه المرة، فلم تعد القصة مقتصرة على حضور حفلات دعم أسر شهداء غزة، ولا التنطح لأدوار اجتماعية خاطفة لطالما أتقنها هؤلاء، فكانوا أول من «يتبروظ» أمام الكاميرات، وأول من يوزع الابتسامات في حفلات العشاء ومهرجانات التكريم، إن الوطن هذه المرة هو من احتاجهم، الوطن الذي رضعوا من ضرعه لسنين، فتقاضوا أعلى الأجور لقاء تمتعهم بمذاق لحمه, الوطن الذي قبضوا باسمه ملايين الليرات، فأصبحوا طبقة من أثرياء جدد، بمديري مكاتب وسكرتيرات لمواعيدهم العظيمة، ها هم اليوم الذين تبجحوا أيام السلم بالحديث عن مذاق الوطن اللذيذ وسر نكهاته، يلتزمون الصمت, إذ حالما اشتكى هذا الوطن من شراهتهم لمناسفه، هم وأشباههم من نجوم أيام السلم تركوه وحده، ركبوا أول طيارة تُقلهم خارج سمائه، فالوطن بالنسبة لهؤلاء فندق تجب مغادرته حين تسوء الخدمة.
في المقلب الآخر هناك من ظل في بيته، في وطنه، ووقف موقفاً أخلاقياً لا رجعة عنه، فلا مناص من التشبث بهذا الوطن، ولا مجال للتخلي عنه، فالوطن الذي كان يدر الأرباح في وقت السلم لا يجوز، ومن غير المنطقي, تركه وحده أيام الحرب.