2013/05/29
محمد موسى – الحياة
دفـــعة قوية جديدة تلقاها سوق المحتوى التلفزيوني على شبكة الإنتــرنت. ففي غضون الأسابيع القليلة الماضية، أعلنت مؤسسات إعلامية وتجارية عملاقة أنها ستستثمر أو تتجه للمنافسة على خدمات تقديم البرامج التلفزيونية والأفلام المدفوعة الثمن عبر شبكة الإنترنت، والتي يُمكن الحصول عليها أيضاً، ضمن برامج تطبيــقية خاصة عبر الهواتف الذكية.
وأفادت «هيئة الإذاعة البريطانية» ( بي بي سي)، التي تقدم منذ سنوات برامجها التلفزيونية والإذاعية عبر خدمتها الناجحة «آي بلاير»، أنها ستنتج للمرة الأولى محتوى خاصاً لهذه الخدمة، ربما لن يمّر على الشاشات التلفزيونية، في إشارة الى استجابة المؤسسة البريطانية الرائدة في الاستثمار في الإنترنت ووسائط الاتصال الجديدة، لشعبية «أي بلاير» الكبيرة، فهناك زيادة بنسبة 42 في المئة في نمو الخدمة العام الماضي، كما كان كانون الثاني (يناير) من هذا العام، قياسياً بعدد المرات التي جرى فيه تحميل برامج من الخدمة، إذ وصل إلى 272 مليون مرة.
هذا النجاح الكبير لبرنامج «آي بلاير»، يعود إلى انفتاح «بي بي سي» على السوق العالمية، فبعدما كانت تَحصر استخدام خدمتها، والتي بدأت في كانون الأول (ديسمبر) 2007، بالذين يعيشون في بريطانيا فقط، قدمت منذ عام تقريباً نسخة دولية من الخدمة للراغبين حول العالم، إذ يمكن دفع مبالغ معينة مقابل الحصول على هذه الخدمة في أجهزة الهواتف الذكية.
وفي بريطانيا أيضاً، أعلنت سلسلة متاجر «تيسكو» الشهيرة، أنها ستبدأ قريباً خدمة توفير برامج تلفزيونية وأفلام سينمائية، عبر شركة «Blinkbox»، والتي كانت اشترتها عام 2011. وأفادت بأن الشركة تجرّب الخدمة على موظفيها، قبل أن تبدأ في الخطوة المقبلة بتأمينها مجاناً، لأعضاء نادي المتجر من الزبائن العاديين، لتدخل بهذا المنافسة مع «بي بي سي» وشركة «نيتفليكس» الأميركية وعدد آخر من الشركات ومواقع الإنترنت.
كما يتردد أن شركة «سبوتيفاي» السويدية لسماع الموسيقى عبر الإنترنت، تستعد لتوفير خدمة مشابهة تختص بتقديم برامج التلفزيون والأفلام السينمائية. وتخطط الشركة أيضاً لإنتاج محتوى خاص بها، على غرار ما فعلته شركة «نيتفليكس» الأميركية، التي قدمت مسلسلها الأول «منزل من ورق» قبل شهرين، بموازنة تعدت المئة مليون دولار، ونجاح نقدي كبير، أثار شهية شركات منافسة أخرى لإنتاج برامجها ومسسلسلاتها الخاصة.
ويبدو أن شيوع استخدام أجهزة التابليد لمشاهدة برامج التلفزيون بدأ يُغير من عادات المشاهدة في العالم، إذ بيّن بحث بريطاني أجرته مؤسسة «TeleScop»، ونشرت نتائجه أخيراً، انخفاض مُعدل عدد أجهزة التلفزيونات في المنازل في بريطانيا، فبعدما كان هذا المعدل يقارب 2،03 جهاز لكل منزل في 2003، انخفض إلى 1,83 في عام 2012. هذا مقابل ارتفاع مبيع عدد التلفزيونات الذكية (مُجهزة بخدمة الاتصال بالإنترنت)، إذ زادت بنسبة 211 في المئة في العامين الماضيين.
اللافت أن البحث البريطاني بيّن أنه ورغم انخفاض أعداد أجهزة التلفزيون في المنازل البريطانية، إلا إن مُعدل المشاهدة التلفزيونية للعام الماضي زاد عن نظيره لعام 2003، من 3 ساعات و36 دقيقة إلى 4 ساعات ودقيقتين. ويُشير هذا الأمر إلى إن التلفزيون، ورغم المنافسة الشديدة له، مازال يتصدر كل الوسائط الأخرى، وأن إقبال البريطانيين على مشاهدة البرامج عبر أجهزة التابليد، لم يُقلل أوقات جلوسهم أمام التلفزيونات «التقليدية».