2013/05/29
دار الخليج
في الفيلم الكوميدي “أناس يتعانقون” تغير النجمة الايطالية الشهيرة مونيكا بيلوتشي من صورتها أمام الكاميرا، حيث كانت دائماً تجسد تلك المرأة الجميلة الذكية، لكنها تجسد من خلال هذا العمل تلك المرأة الغبية الهزلية التي لا تكاد تتوقف عن الضحك وقول التفاهات، كيف عاشت مونيكا بيلوتشي هذه التجربة؟ تجيب في حوارها مع مجلة “باري ماتش”:
لماذا أنت مقلة في الأعمال الكوميدية؟
لأنني لا أتلقى عروضاً كوميدية بل يراني الكثيرون ملاكاً أسود، وكأنه حكم عليّ أن اظهر الجانب المظلم والمثير في شخصيتي، أو كأن الجمال يمنع المرأة من أن تكون ظريفة ومضحكة، من هنا كانت دهشتي عندما عرض عليّ دانبيل طومسون هذا الدور لم أتردد لثانية واحدة في قبوله .
ألا يبدو أن شخصية جيوفانا، وهي ملكة جمال سابقة وبسيطة، تناسبك تماماً؟
هل تريد القول إنني أبدو مثلها جميلة وغبية؟ الواقع أن جيوفانا تعيش وسط عائلة متدينة وتريد أن تعرف إن كانت مهنتها تمكنها من تغيير تاريخ مناسبة دينية . في الحقيقة أنا لا أتبع تربيتي الدينية، ولكن هذا لا يعني أنني غبية، وأعتقد أن جيوفانا أرادت أن تقول إنها تحب الترف وتعرف كيف تحب، وهذا هو مصدر قوتها .
هل أنت أيضاً متقلبة المزاج مثلها؟
أنا “أبيقورية المذهب” أي أحب الحياة بكل ملذاتها، فأنا أريد كل شيء: العيش والتمثيل والاستمتاع لأنني أتصور هذه الحياة على شكل سلسلة من الاستكتشات فأنا أحب الضحك، وتناول الطعام اللذيذ مع الأصدقاء، وقد يكون في ذلك مكمن قوتي وضعفي، وأقول دائماً إن الغد ربما لا يكون مثل اليوم، فالحياة قصيرة ولسنا فيها إلا عابري سبيل فقط، ولابد ان نستمتع بها .
ما الذي يحفزك في هذه الحياة؟
الحب والعاطفة والهوى، والتمثيل بالنسبة لي هو كعلاقة حب ملتهبة ولحظة الابداع سريعة الزوال، قصيرة وقوية جداً، ولذا أحمل في نفسي دائماً الحاجة إلى حب كبير لا يمنحك إياه إلا الأطفال، ولا استطيع أن اتخيل الحياة من دونهم، ولو لم أكن قادرة على الانجاب، لكنت قد تبنيت الأطفال واعتبر نفسي الأم الايطالية النموذجية في كل بريقها وتناقضاتها، كما أنني أعشق وظيفتي إلا ان أولادي هم على رأس أولوياتي .
الحب يعني أيضاً التخلي عن الآخر لأمر ما فهل توافقين؟
تعلمت من خلال الحب ان أعطي بالقدر الذي آخذ فيه من الآخرين، وأعتقد أنه يجب أن نعطي لأولئك الذين يعرفون كيف يأخذون .
هل ارتكبت الكثير من الأخطاء في حياتك؟
نعم، فقبل انجاب الأطفال كانت العاطفة تغلبني والهوى يلوح بي لأنني ضعيفة أمامه، وبسببه بلغت حد الجنون، ولكنني كنت دائماً استطيع النهوض من عثراتي .
من هم هؤلاء الرجال الذين جعلوك تصلين إلى حد الجنون؟
هم أولئك الذين يجعلونك تعيش عاطفة لا حدود لها، ويتوجب عليّ أن أشكرهم لأنهم دفعوني إلى زاوية واجهت فيها ضعفي وجعلتني أتقدم .
ماذا وجدت لدى زوجك فانسون أكثر مما وجدته في غيره؟
أولاً هو والد أطفالي، كما أنه أب رائع، ومنذ أكثر من ثمانية عشر عاماً نشأت بيننا كيمياء صامتة، فهل قصتنا سوف تستمر إلى الأبد؟ لست قادرة على الإجابة فالمسافات بين فرنسا وإيطاليا وإنجلترا والبرازيل في كثير من الأحيان تفرقنا، ولا نعرف أي واقع آخر .
هل أنت دائماً فيلسوفة؟
جاء ذلك تدريجياً، وأعتقد ان العلاقة بين الرجل والمرأة إما ان يكتب لها الحياة أو تموت في المهد .
هل كنت محبوبة دائماً؟
عندما كنت طفلة كنت محبوبة جداً، وهذا ما منحني بعض الثقة، واليوم أعيش في سلام مع نفسي، وأحب الشخصية التي أصبحت عليها، والسنوات الثماني الماضية من الأمومة كانت فترة من التأمل والاستبطان، حيث اكتشفت أنني أقل استقلالية وحرية مما كنت أعتقد . وأود في النهاية ان أخرج ما دفن في كياني كي أصل إلى مكان أبعد، واعتقد ان الأنثى في داخلي هي التي أخرجت الممثلة الى النور .
ما هي خططك؟
سأذهب على مدى اربعة أشهر لتصوير فيلم مع أمير كوستوريكا في صربيا . ولن يكون ذلك سهلاً وأعرف ذلك، لكنني عازمة على المضي قدماً في هذا العمل لأنني أحب الطريقة التي يراني فيها الآخرون، لكنني لست متأكدة من أنهم رأوني حقاً، وأعتقد ان كوستوريكا شخص يعرف كي يرى، ولو اضطررت إلى إعادة كتابة سيناريو حياتي، فلن أغير شيئاً لأن كل التجارب التي مررت بها أثرتني على الصعيد الإنساني، حتى السيئة منها .