2013/05/29
هيثم صالح – تشرين
لو كان الكذب والخداع والتضليل يتكلم, لقال للمتاجرين بالدم السوري والمشاركين في سفكه: كفى, فلا أحد يصدق حرفاً مما تقولون
يكذبون ويكذبون عله يصدقهم أحد, ولن يصدقهم أحد, يسوقون أكاذيبهم وافتراءاتهم عبر فضائيات الدم ومواقع الفتنة والغدر, بعد أن يكونوا قد اقترفوا جرائمهم الفظيعة ونفذوا أفعالهم الإرهابية لإلصاق ما قاموا به من اعمال دنيئة تغضب الله والبشر بغيرهم, فتأتيهم الوقائع والدلائل لتدحض أعمالهم وأفعالهم وأقوالهم.
هكذا هي حال فضائيات الفتنة والجريمة أمثال الجزيرة والعربية وأخواتهما, فضلاً على نقاط مواقع المجرمين الالكترونية المظلمة. ومما تفتقت عنه أضاليلهم هو نشر مقطع على اليوتيوب يصور لحظة استشهاد العالم العلامة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بعد استهدافه من قبل إرهابيي القاعدة في مسجد الإيمان واتهامهم للدولة السورية بأنها هي من قامت بهذا الفعل الشنيع. لقد أعمى الله على بصرهم كما أعمى على بصيرتهم لدرجة أنهم ظنوا بأن أحداً لا يستطيع أن يميز عملية التفجير بحزام ناسف عن عملية إطلاق النار وإن حفيد الشيخ الشهيد, الشهيد أحمد الذي قام من مجلسه لنجدة جده وهو مصاب إصابة مميتة لا يشبه رجال الأمن لا بلباسه ولا بهيئته ولا بحركات يديه الفارغتين اللتين وضعهما على رأسه لهول ما شاهد من دماء جده الطاهرة.
وكما هي العادة في وسائل الاعلام الوطنية التي واظبت منذ بداية الحرب الاعلامية الكونية على سورية على فضح أضاليلهم وفبركاتهم وافتراءاتهم فقد جاء الرد سريعاً على شاشة الاخبارية السورية.
حيث استضافت نجل العلامة الشهيد الشيخ محمد توفيق البوطي نائب عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق وإمام خطيب جامع الملا رمضان البوطي ليدحض بلسان ولي الدم المكلوم بولده ووالده أكاذيبهم وأضاليلهم, حيث قال في برنامج (ساعة وعشرون) الذي أذيع الساعة التاسعة والربع من مساء الثلاثاء الماضي: لقد أجرموا ويريدون إلصاق الجريمة بغيرهم, حملة التضليل لا تزال مستمرة يرون النور بعيونهم فقط ولكن نفوسهم المظلمة ترى النور ظلاماً.
والدي حمل هويته على أنه على هذا الدين الحنيف يبلغ رسالة ربه لا ينعطف ولا ينحرف, يعرض الاسلام بصورته الصحيحة, وهؤلاء حملوا هويتهم الارهابية
واستخدموا الاسلام لحرفه عن صوابه, صحيح أنهم اغتالوا والدي جسداً لكنه باقٍ فكراً ومنهجاً ونبراساً. ووصف الشيخ البوطي الابن هؤلاء الارهابيين الذين يقومون بقتل العسكريين والعلماء والقادة ورجال الفكر والإبداع والناس الابرياء من طلبة وأطفال ونساء وشيوخ بأنهم خوارج هذا العصر بل إنهم أبعد عن الاسلام من الخوارج في بدايات الاسلام. وأضاف: الاسلام يقول: بشروا ولا تنفروا, يسروا, ولا تعسروا. لكن هؤلاء ومفتيهم يقومون بعكس ذلك تماماً ينفرون ولا يبشرون يعثرون ولا ييسرون.وعن الحرب التي تدور على سورية قال الشيخ البوطي: جاهليو قريش هم من يحاربون سورية كما حارب أجدادهم الاسلام في بدايات الدعوة..
الاسلام دين محبة وإخاء وسلام يستجيب لتطلعات العقل ولا ينفر ولا يرعب ولا يأمر بالقتل وتقطيع الأوصال وأما عن الفتاوى التي تحض على القتل في سورية ومنها فتوى شيخ الفتنة القرضاوي التي أحلت دماء العلامة الشهيد وغيره ممن وقفوا مع الحق فقد قال الشيخ توفيق البوطي: لم أجد في حياتي اسلوباً في الشتم والافتراء والحقد والكراهية كالذي يتبعه هؤلاء لدرجة أنهم جرؤوا أدواتهم للوصول إلى درجة القتل فصار الأخ يقتل أخاه وأمه وشيخه ووالده ورفيقه وابن حيّه وجاره.. من يخطط لديه أجندة يجتزئ كلام الله ليشوهه بل ليحرفه, أما من ينفذ فهم أدوات جاهلة حيث يستغلون الصبية والشباب اليافعين الذين لديهم الحماسة الحمقاء والاندفاع البعيد عن العقل والتعقل لارتكاب هذه الأفعال بحق السوريين.
هذا المصاب الجلل الذي أصاب الشيخ الابن بفقدان ولده ووالده لم ينسه حكمة العقل ورباطة الجأش ونور الاسلام السمح وواجبه الشرعي والوطني فختم بالقول: سورية يجب أن تبقى ينبوع الاسلام الذي أنزله الله, الاسلام الذي يدعونا إلى مخاطبة الجميع بالحكمة والموعظة الحسنة. ولذلك أوجه نصيحتي إلى كل أبناء وطني أن يسعوا إلى الحوار والبناء والمحبة والتعاون واغماد السلاح وأن يعود من يحمل السلاح إلى وطنه الجريح ليداوي جراحه.
أما نحن فنضم صوتنا إلى صوت هذا الشيخ الجليل لنقول رحم الله أباك فأنت خير خلف لخير سلف وسورية ستبقى نبراساً للسيف والقلم كما يجسدانها ضريحا السلطان صلاح الدين الأيوبي والعالم العلامة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي.