2013/05/29
لن أعتزل العمل التلفزيوني.. أما المسرح فيحتاج إلى الشباب
لبنى شاكر – تشرين
في ظهور شامخ، أطل فنان الشعب رفيق سبيعي على شاشة الميادين مساء الثلاثاء الماضي، وتحدث عن مشواره الفني الطويل، ونفى عزمه اعتزال العمل التلفزيوني، وأكد أن رفيق السبيعي هو (أبو صياح)، في داخله، وعبّر عن حزنه الشديد لاستشهاد الفنان ياسين بقوش، وقال: ما الذي فعله هذا الفنان الذي أسعد الناس، حتى يستهدف بالموت.
وأكد سبيعي أنه لن يغادر دمشق أبداً، ولن ينسلخ عن الشام ومياه الشام، وسأل: هل أترك الشام بعد كل ما أعطتني إياه.
وانتقد (أبو صياح) فشل الجامعة العربية منذ تأسيسها في تحقيق أي إنجاز، مشيراً إلى وقوفها غير المفهوم ضد سورية.
ما أشبه حضوره بالزمن، يباغتك باستعادة الماضي، جمالاً وحضوراً وقيمة فنية، هو الفنان رفيق سبيعي، يختزل السنين بكلمات، بعد نصف قرن من العطاء الفني، ويحكي لبرنامج بيت القصيد، مع الإعلامي زاهي وهبي على قناة الميادين، في الحياة والفن والسياسة.
يتناول الحوار أعمال سبيعي الأخيرة، وما لديه من أفكار وآراء عن الوضع الراهن، ويعرج على صداقات وعلاقات, بعضها انقضى وبعضها لا يزال حيا.
في الفن
بداية أشار سبيعي إلى أنه لا يرغب في اعتزال العمل التلفزيوني والاكتفاء بالأعمال الإذاعية لأسباب صحية كما قيل، وهو يشعر بتدني مستوى الأعمال الشعبية المقدمة بعيداً عن عملي «ليالي الصالحية» و«أيام شامية» اللذين شارك فيهما قبل سنوات طويلة. ورأى أن شركات الإنتاج استغلت حب الناس لهذا النوع من الدراما، وحدث لغط كبير حولها لاحقا، الأمر الذي ساهم في تدني مستواها.
وقال إن شخصية (أبو صياح) هي رفيق سبيعي الحقيقي، وكل ما عداها زيف، وهو لم ينفصل يوما عنها، وما زال رغم تجربته الطويلة في الفن يشترط دورا فيه مقولة مفيدة للناس قبل أن يوافق عليه.
مشيرا إلى أن بعض الأدوار فرضت عليه كما حدث مؤخرا في مسلسلي (قمر شام) الذي لم يعرض بعد، و(طاحون الشر) في العام الماضي، لكنه يسعى لاختيار المناسب قدر المستطاع، وإن كان يضطر أحيانا للقبول بما لا يقنعه تماما، والسبب عدم رغبته في الابتعاد عن الجمهور.
ورأى فنان الشعب أنه يفترض في أي عمل تقديم رسائل مفيدة للمجتمع، فلا يكفي اللجوء إلى الصورة المبهجة أو المغرية في الفن، وإلا لِمَ يدعي البعض أنهم فنانون أصلا؟.
ما بين أبو صياح وطوطح اليهودي، أدوار وشخصيات وتجارب قدمها فنان الشعب، وهو ما زال كما حين بدأ لا يريد من الفن إلا أن يكون فنانا فقط.
عن شخصية طوطح اليهودي الدمشقي، التي قدمها سبيعي في طالع الفضة، وعدّها ولادة ثانية فنيا، قال (استعددت لهذه الشخصية جيدا، وحاولت أثناء أدائها أن أبحث عن مكامنها، واتصالها مع عقيدتها).
الجامعة العربية فشلت في تحقيق أي إنجاز إلا إلحاق الضرر بسورية
أما عن مدى الشبه بين الحارة الشعبية الدرامية والحارة الحقيقية، فقال (في الفترة الأخيرة التي تمت فيها للأسف فبركة بعض الأعمال الشعبية، لم يعد هناك شبه حقيقي، فأيام شامية مثلا عمل استند إلى مراجع ومصادر وشهادات لمقيمين في تلك الحارات، عاشوا وأرّخوا لكثير من تفاصيلها، لذلك لاقت صدى طيبا لدى الناس، لكن حين لجأ المؤلفون إلى خيالهم في الكتابة، صار هناك استنساخ مشوه ، وابتعد الناس عن تلك الأعمال). مشيرا إلى أنه يعمل على تحويل برنامجه الإذاعي (حكواتي الفن) إلى عمل تلفزيوني.
عن الوضع الراهن
رأى سبيعي أن الفنانين اليوم باتوا ضحية، ويسهل وضعهم في لوائح العار أيا كانت، وهم في وضع لا يحسدون عليه. ولا شك في أن استشهاد الفنان ياسين بقوش، جزء من هذه الحالة، فهو على مدى سنوات كان يُفرِح الناس محاولا الدخول إلى قلوبهم، فكانت نهايته تلك.. للأسف!.
وقال (ما يعذبني هو شعوري بأن الناس يبحثون عن طريقة ليعيشوا وهم يرتبطون في الوقت نفسه بالوطن الذي أعطاهم، بل ويبحثون عن طريقة يردون فيها شيئا للوطن). رافضا فكرة مغادرة سورية تحت أي سبب من الأسباب، فلا يمكن له كما قال ترك البلد الذي أعطاه كل شيء في عز أزمته.
وكان قد سجل للإذاعة مجموعة من الأغاني التي تتحدث عن الوضع السوري الراهن ، داعيا فيها السوريين جميعا إلى أن يحبوا وطنهم ويلتفوا حوله من جديد.