أوراق الذاكرة والوجدان - مها الصالح.......... الحورية

مظهر الحكيم – الوطن السورية

كانت طلّتها مفاجأة للجميع.... نظرات حيرى لهذه الحورية القادمة من الساحل السوري.. من أمواج البحر.... من مرجان الأعماق المتلألئة بالحياة.

بسرعة البرق صعدت ووضعت بصمة خاصة بها في الدراما السورية والمسرح القومي بمسرحياته العربية والعالمية....

مها الصالح... ذات النبرة الخاصة بحنجرتها... ذات النغمة المحببة لأذن المستمع.. وذات الحضور المُريح للمُشاهد...

في السينما قدّمت الكثير وفي عدّة أفلام التقينا....

رحم اللـه المخرج رضا ميسّر والمنتج تحسين قوادري عندما جمعا نجوم مصر وسورية ولبنان... أحمد رمزي.. نيللي.. محمد رضا.. أديب قدورة.. مها الصالح. نبيلة النابلسي... ومحسوبكم في فيلم... صور على شاطئ اللاذقية (بنات للحب).

فترة فنية جامعة لكل الفنانين العرب

عندما استفاد المخرج نبيل المالح من صوتها في فيلم (الفهد) من بطولة أديب قدورة وإغراء كانت رنّة صوتها الجميلة من العوامل التي أثرت في نجاح الشخصية ودخولها لقلوب الكثيرين التعاون الفني دائماً هو مجال النجاح في جميع الأعمال العربية والعالمية..... ومها كانت واحدة من الفنانات التي تربّعت في أدوارها على عرش نجومية خاصة بها.

حتى عندما تحولت إلى الإخراج المسرحي قدّمت بصمة خاصة بها.... كانت تختار النص المميّز لتقدم العرض المميز.. فتصل إلى آراء متميزة من النقاد.

عندما التقينا في مسلسل الأميرة الشمّاء كان لقاء كبيراً مع المخرج علاء الدين كوكش الذي جمع به نجوم الدراما السورية.....

رحم اللـه ملك سكر وأمل سكر وطلحت حمدي ومها الصالح... كانت مجموعة رائعة مع اسعد فضة.. عبد اللـه عباسي.. سليم كلاس... ومحسوبكم. وكان هذا المسلسل نقطة تحول في حياتي الفنية والذي دعاني على أثره سيادة الرئيس المرحوم حافظ الأسد وكرمني لدوري فيه.

كانت مجموعة كبيرة من الفنانين العمالقة في عمل واحد.. وهذا يدل على أن البطولة الفردية غير محببة في الدراما السورية منذ ذلك الوقت. مسيرة مها التلفزيونية والسينمائية والمسرحية والإذاعية مسيرة مميزة وخاصة خطواتها قوية في السينما.... ومع دريد ونهاد.. ومع ناجي جبر وحياة قنديل... رحلت مها وتركت إرثاً كبيراً من أعمالها الفنية.

كان لها محاولة لإنتاج عمل فني واحد ولم تستمر في هذا الاتجاه وأجهل السبب.. هل هو مسؤولية الإنتاج أم إخفاق التجربة إذا اعتبرنا أنها فشلت.

يجب ألا ننسى وقوف النجم أسعد فضة معها في مسيرتها منذ انتسابها إلى المسرح القومي وحتى آخر يوم لها في هذه الدنيا... كان معها زوجاً ورفيقاً ومستشاراً وصديقاً ناصحاً.

رحلة في حياة مها الصالح... رحلة يحق لنا أن نسجلها في تاريخ الدراما السورية... يجب أن تنضم إلى قائمة الفنانين الذين سبقوها... هذه الرحلة تركت حالة فنية خاصة في الذاكرة... اسمها مها الصالح

رحمك اللـه مها وجعل مثواك الجنة...... وأطال في عمر من بقي ليتابع المشوار.