2013/05/29
امين حمادة – السفير
لُقّبت ليليان نمري بإبنة الكوميديا، واعتلت خشبة المسرح في السادسة من عمرها إلى جانب والدها الكوميديّ الراحل عبدو نمري المعروف بـ«شرنو»، ووالدتها الممثلة الراحلة علياء نمري. «عفيفة» أو «عفّو»، كما عرفت بدورها الشهير أمام الراحل إبراهيم مرعشلي في «المعلمة والأستاذ»، متعدِّدة المواهب. تنشط على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً فايسبوك، بهدف الدفاع عن حقوق المرأة «القضية الأساس في حياتي»، حسب تعبيرها.
«ليلو» كما يسميها المعجبون بها، معروفة بقربها من الجمهور، وتواصلها الدائم معه، وبعفويتها... الطفوليّة أحياناً. تذكر نصائح والدها التي لا تزال ترافقها في مسيرتها. «كان أبي يقول لي دائماً انني ممثلة مهمّة، لكنه طلب منّي أن أعتزل التمثيل مباشرة في حال أخطأت أو نسيت أثناء تصوير أحد مشاهدي». أمّا عن والدتها التي تشتاق لها تقول: «كانت أماً للكثيرين وليست فقط أمي، لم اعرف الوحدة قبل غيابها».
تشارك نمري حالياً في تقديم برنامج «من يوم ليوم» الذي يُعنى بمختلف شؤون المرأة على قناة «المرأة العربية». وتقول لـ«السفير» إنَّ «البرنامج خطوة مهمة جداً تساعدني على دعم قضيتي والمطالبة باحترام المرأة ككيان وعنصر مستقل، والدفاع عن كامل حقوقها». وتعتبر نمري أنّ الدراما اللبنانية لا تعطي الصورة الحقيقية عن المرأة، ولا تهتم بهمومها ومشاكلها بل «تستلذّ بإبراز جسدها وجمالها ومفاتنها، وتكريس بعض الأفكار غير المنصفة والدونية تجاهها».
وفي هذا السياق، تعيد نمري سبب تأخر الدراما اللبنانية إلى إهمال الدولة المطلق لها، وتقول: «الدولة اللبنانية لا زالت تجهل أن تطوير القطاعات الفنية يزهر الثقافة ويساهم في إنماء البلد ودعمه مادياً». لكنها تعتبر أن المشكلة تكمن أيضاً في شركات الإنتاج وانتقائيتها: «كيفما ندور ونجول نعود لشركات الإنتاج، على قلّتها، بغياب النقابات الفنية والدولة. لدينا كتَّاب ومخرجون وممثلون مبدعون، لكن لا احد يعلم على من يقع الاختيار من شركات الإنتاج».
نمري المشغولة حالياً بتحضير مسرحيتها الكوميدية «خلص الحكي» المرتقب عرضها الشهر القادم برعاية وزارة الثقافة، هي أيضاً بصدد إصدار كتابها الذي تجمع فيه عدداً من الخواطر والرسائل الخاصة بها وبعائلتها. يحمل الكتاب عنوان: «عندما تكتب الروح»، ويصدر في أيار المقبل.
وفي مجال الشاشة الصغيرة، أنهت الممثلة اللبنانية منذ فترة وجيزة تصوير مشاهدها في مسلسل «حدود شقيقة» («نيران صديقة» سابقاً) للمخرج أسامة الحمد. تجسد في العمل شخصية سميرة، المرأة العانس من قرية «أم النور» التي «تدافع عن حقوق المرأة وتطالب باستقلالها في قريتها، وتنتظر رجل أحلامها، لكنّها تسعى لهدم كل بيت عامر في حال لم تجده»، تقول. كما تصف نمري «حدود شقيقة» بالعمل «الكوميديّ الهادف الذي يحمل رسالة سياسية مبطنة»، متوقعةً له نجاحاً باهراً. «فريق العمل استنفد كل طاقاته وقدم أفضل ما يملك».
تشير نمري إلى أهميّة الأعمال الدرامية المشتركة بين لبنان وسوريا، وتعتبر أن مشاركتها في الأعمال السورية تضيف إلى تجاربها وخبرتها الكثير. «استمتع كثيراً في التمثيل مع السوريين، وأتعلم منهم وأرتاح في العمل معهم. إنّهم باختصار عمالقة الدراما العربية الآن».