2013/05/29
آمنة ملحم – عربي برس
درويش الكوميدية السورية .. فقير الدراما .. هو من تجاهله كثيرون بأدوار البطولة سجل أمس ملحمته ببطولة لن ينساها التاريخ، كما ستسطرها الكتب على مر العصور .. حياته الهادئة لم تجعل رحيله كمثلها، بل جاءصخباً ليملأ الوطن حزناً ودمعاً على من نجح وبجدارة بزرع ابتسامة صادقة على شفاه ترابه لزمن لم ولن يموت من تاريخ التلفزيون السوري .. قذيفة "أر بي جي" حمقاء إغتالت ابتسامته التي لم تفارقه على الشاشة، ولا حتى في حياته البسيطة التي عاشها في حي " العسالي " الشعبي، فكان مصيره ألا يفرق فيه بين الحجر والبشر، بل إغتالت الأحداث السورية كافة معالمه .. "ياسين بقوش سلم بطريقك على ابو عنتر وقل له : حارة كل مين إيدو إلو صارت حقيقة، وهيه اللي قتلتني وقل لحسني البرزان أنه "إذا أردنا أن نعرف ماذا يجري في سورية علينا أن نعرف ماذا يجري في روسيا وأميركا وإيران وتركيا وكل دول العالم وقل لبدري "أبو كلبشة"، وأنه ماعدت قادراً على تدويخ موسوليني .. وانه صار عندنا ألف موسوليني وأخبرهم أن أوتيل صح النوم إقفل .. كما أن فطوم خطفت و"غوار" ضاع والحارة تهدمت... مفجع غيابك أيها المبدع .. قتلوك مرتين .. الرحمة لروحك الطاهرة ".. بهذه الكلمات ودعه السيناريست مازن طه عبر صفحته على "الفيس بوك" الذي إمتلأ برسائل الحزن والوداع لروحه المرحة.
من جهته رأى الفنان فراس إبراهيم " أنه لا يمكن لأي كاتب سيناريو تراجيدي مأساوي مهما بلغ من الموهبة وسعة الخيال أن تجود قريحته برسم نهاية أكثر فظاعة من النهاية التي أُسدلت الستار الأخير علی حياة الفنان الكوميدي البسيط ياسين بقوش !!، والسؤال الذي يطرح نفسه .. هل يستحق ياسين بقوش بعمر السبعين عاماً وأكثر قذيفة "أر بي جي لإغتياله ؟ هل كان قائداً لدبابة ام لمدرعة ؟ أم ان المطلوب هو اذابته واذابة ذاكرتنا الجميلة معه ؟! رحمك الله يا ياسينو أنت ورفيقك الذي سبقك بساعات "الغضنفر" صباح عبيد .. أما نحن فسنبقی علی قائمة الإنتظار ليرثينا أحدهم يوماً ما كما افعل أنا الآن بمثل هذه الكلمات الخجولة !!!".
كما أعرب الفنان أيمن زيدان عن حزنه على رحيل بقوش المفجع في هذه الحرب المجنونة التي تشهدها البلاد " ياسين بقوش ... توقف قطار حياتك في زمن أغبر ... قلائل من ادركوا قسوة موتك ... أعرف أن الحياة لم تنصفك إلا قليلا لكن مايحزنني أننا ايضا لم ننصف موتك... ها هم كثيرون يسيرون في موكب رحيلك بين تجاذباتهم السياسية متناسين فجيعة رحيل فنان شاطرنا سنوات مديده من عمرنا وكان ضيفاً يحمل معه مواسم الفرح والبهجة .... إغف وادعا في ملكوتك... فموتك شاهد على فظاعة هذه الحرب المجنونه ...وإسمح لي ان أدون على شاهدة قبرك ... هنا يرقد "مهرج لير" الذي خذلته الحياة كثيرا ولم تخفف ضحكات البلاط فجيعة الرحيل ... هنا يرقد ياسين الذي حلم أن يموت على المسرح فمات بقذيفه داخل سيارته ... يا لقسوة البشر ويا لبشاعة الدنيا .... وداعا وسنظل نذكرك في زحام الموت الذي لا ينتهي ".
من جهتها دوّنت الفنانة أمل عرفة قائلة: " الرحمة لروحك ... معك رحل جزء كبير من ذاكرتنا الجميلة ياسين بقوش (لن تتكرر) من الزمن الجميل جئت وفي أبشع الأزمنة رحلت ....."
كما رثته الكاتبة نور الشيشكلي قائلة: " ياسين بقوش .. زرع الإبتسامة على كل الوجوه .. اليوم اختفت الابتسامة وساد الصمت .... الرحمة لروحك الظاهرة شهيد الفن".
وقال المخرج السينمائي جود سعيد فخر: دور البطولة التي شهدتها وفاة بقوش " قُتل من لم يكن لأدوار البطولة، موتك كان دور بطولتك الأوحد، رحل ياسين، رحل الشعب... ياسين بقوش صورة ماضي وطن في ذمّة الذاكرة...".
كما رأت المخرجة سهير سرميني " ياسين بقوش...... دور البطولة المطلقة في استشهادك .. رحمك الله ".
كذلك توجّهت الفنانة نسرين الحكيم بالرحمة لروح بقوش والفنان صباح عبيد الذي رحل منذ أيام قليلة " قائلة: أجهلُ حجمَ المأساةِ التي في داخلي مع كلّ خبرٍ أسود .. فقد تجاوز حدّ الأبجدية أو الشرح أو حتى الصمت .... يقيني فقط بأنّ كلَّ من رحلوا ... كيفما رحلوا ... أينما رحلوا ...هم الآن في مكان أقلُّ قسوةً من هذهِ الأرض ..... بصحبةٍ أكثرُ رحمةً من صحبةِ البشر .... الحمد لله على كلّ شيئ .... ورحمة الله عليهم جميعا .. أقل من 48 ساعة بين الرحيلين ... قامتين في الفنّ السوري .... رحمة الله عليكم أساتذتي ... الله يصبر عائلتكم ... و من بقيَّ منَّا".
وكتبت هبة نور مدونة: " لم ألتق به .. لكنني تعلقت به مثلي مثل كل السوريين .. رحمة الله عليك ياسين بقوش .ببساطة... إنه ياسين بقوش ".
كما خاطبه الفنان جهاد عبدو قائلاً: أيها المواطن السوري الرحمة لك " ليس المهم هو من قتل الفنان الرائع المرحوم ياسين بقوش ..! ما يجعل من وفاته حدثاً مؤلماً ، بشعاً كأي جريمة .. أنه قتل بقذيفة حقد .. الرحمة لك ولروحك الطاهرة أيها المواطن السوري الجميل والشفاء العاجل للجرحى والمنكوبين ".
وكتبت ديمة قندلفت: " ياسين بقوش... باقٍ أنت في ذاكرة الوطن" .. وقالت تولين البكري " الرحمة لروحك ياسين بقوش....".
وقال الفنان مالك محمد " رحمه الله على الفنان ياسين بقوش .. دماء ..دماء .. دماء .. دماء ..على الارض.. دماء على حبل غسيل يرتجف.. دماء تناثرت .....لتلون أرواحنا بالأحمر.. دماء تنثر في السماء الأحمر .. لتمطر ...دماء .. بلون نفوسنا . مطرأسود ..يخيم على دمشق.. يغسلنا بالأسود .. يمحينا بالاسود .. هل بقي للانتظار معنى ... وهل من ضوء في هذا النفق .."
وبموت بقوش رأى المخرج علي وجيه " أنه عبّر عن الفقراء حتى في موته ..
وكتب الفنان الشاب كنان علوش " إرتبطت أسماؤهم بذاكرة جميلة وأيام دافئة ... الرحمة لك ياسين بقوش ... باسمك الكبير و فنك الأجمل ".
كما كان للإعلاميين حصتهم في رثاء شهيد الفن الخالد فأعربوا عن حزنهم على فنان أعطى الكثير ولم يحظ سوى بالقليل .. حيث كتب الإعلامي سامر محمد إسماعيل قائلاً: " صح النوم يا بلد..صح النوم..ياسين هذه المرة لم يمت بمقلب من مقالب غوار..ياسين لم يمت بقبقاب معلمته فطوم..بل مات في حيص بيص هراءاتنا..حيص بيص شوقنا المجنون لغرز السكين حتى المقبض في صدر الأمل..".
وقال وسام كنعان " بعد سنين من التجاهل والنسيان والنكران، ها هي قذيفة عمياء تغيّب ياسينو عن الحياة، فهل سيتمكّن مجرم آخر من محو تاريخه الفني الطويل؟ ".
وتابع " لم يعد ياسين بقوش ليضحك الوطن العربي بسبب مقالب غوار الطوشة، أو لـ«سحسوحة» يتلقاها من أبو عنتر. هذه المرة، الجمهور هو من «أكل الضرب» وتلقى الصفعة! عاد ياسينو على غير الهيئة التي حفرت مكانها عميقاً في ذاكرة الجماهير. عاد شهيداً مضرجاً بدمائه..".
وكتب أمجد طعمة "ياسين بقوش .... رحمك الله ..... ليس عدلا أن تغادر هكذا مظلوماً مغدوراً كما حييت.
ووجهت أروى الباشا دعوتها له:" ياسين بقوش.... الله يرحمك ويجعل مثواك الجنة يارب"
وقالت إلهام موصللي " لم نعد قادرين على اليأس أكثر مما يئسنا ... الله يرحم الشهيد ياسين بقوش وجميع شهدائنا ويرحمنا احياء و أموات .."
تجدر الإشارة أن ياسين بن عبد القادر ممثل سوري مواليد دمشق 1938، أشتهر بأعماله الكوميدية مع الفنان دريد لحام بدور ياسين وهي شخصية الإنسان البسيط الساذج، ، ومما ساعد على الالتباس عنده، أنه حمل في التمثيل نفس إسمه الحقيقي ياسين أو ياسينو. واشتهر بشخصيته الكوميدية المحبوبة في المسلسلات مع الفنانين دريد لحام ونهاد قلعي مثل "صح النوم" إضافة إلى بعض الأفلام السينمائية".
اليوم الموت غيبه .. لكن تلك القذيفة العمياء وأدواره الفنية بالتأكيد لم ولن تغيب ذكراها من مخيلة الوطن والجماهير.