2013/05/29

دراما السيرة
دراما السيرة


راسم المدهون – الحياة

دراما السيرة الذاتية مرة أخرى وجديدة وربما دائماً. هذه المرة يتعلق الأمر باستعدادات لتحقيق مسلسل درامي عن حياة الراقصة نجوى فؤاد، وهو عمل يضاف إلى عدد من أعمال سبقته تناولت حياة مشاهير عرفناهم في مجالات ثقافية وفنية متنوعة، حقق بعضها نجاحات لافتة فيما لم تتمكن غالبيتها من ذلك.

هو نوع من الدراما الأشد التصاقاً بالواقع، تحديداً بما نصفه عادة بقصة من الواقع وليست من نسج الخيال، وبهذا المعنى تنتمي هذه «الواقعية» لعاملين أساسيين أولهما الشخصية التي تنهض عليها الدراما، ثم أحداث العصر والمجتمع التي عاش خلالها صاحب تلك الشخصية.

بديهي هنا أن يأتي اختيار شخصية ما لعمل درامي إنطلاقاً من دوره في الحياة وما تركه من أثر يمكن أن يشدَّ المشاهدين. هذا النوع من الدراما هو قراءة بصرية وفكرية في وقائع شخصية هي في جانب منها وقائع عامة تنطلق من شخصية صاحبها لتصبح بعد ذلك ملكاً للمجتمع بأسره وبأجياله كلّها فيما يقارب بعداً رمزياً لبطل السيرة وصاحبها.

مع ذلك فما نشاهده على الشاشة الصغيرة من أعمال هذا النوع يأتي – غالباً – مغايراً ومخالفاً لهذه المفاهيم، بل يبدو نوعاً من «تلميع» أصحابها وعرضهم درامياً في صورة «مغسولة» لا تملك شبهاً كبيراً لصورهم في الواقع.

تصبح هذه التوقعات مشروعة أكثر مع بعض مسلسلات السيرة الذاتية التي تتحقق عن شخصيات فنية أو أدبية لا يزال أصحابها أحياء بل ويشرفون بأنفسهم عليها ويتابعون خطواتها ومفرداتها الفنية، أي أننا في شكل واضح أمام دراما أقرب إلى دراما «المذكرات الشخصية» بكل ما يحمله نوع كهذا من غياب لفكرة أساس تقع في صلب مهمات الدراما، ونعني فكرة استقصاء الوقائع والبحث في خلفياتها وارتباطاتها الاجتماعية وغير الاجتماعية.

هل نتحدث هنا عن لون من الدعاية الشخصية في شكل درامي؟

يبدو الأمر غير بعيد عن هذا خصوصاً أن قراءة أية سيرة تقتضي أن تحمل روحاً نقديَة هي أساس لا بد منه إذا كنا نريد حقاً عرض وقائع مرحلة زمنية محددة انطلاقاً من عرض وقائع شخصية مشهورة.

أما غير ذلك فليس سوى السرد الذي يذهب بالضرورة في اتجاه الدعاية لصاحب السيرة.