2013/05/29
ميادة أنيس حسن – البعث
> يحتاج عمل الممثل إلى العديد من الملكات التي تساعده في تحقيق التميز والحضور، كالإحساس والصوت بالإضافة إلى عنصر الحركة والمرونة التي يجب على الفنان التمتع بها، فهي تعطي الفنان القدرة على تقديم الأعمال بطريقة أكثر إبداعاً وواقعية، وقد تميز الفنان مهيار خضور باهتمامه الكبير بهذا العامل وعن ذلك تحدث لـ "تلي دراما" :
بحكم أنني رياضي ولدي ميول إلى هذا الجانب فإن هذه المسألة تعني لي الكثير، ولقد طورت هذه الآلية وساعدت نفسي كممثل من خلالها، كما عملت على تدريس مادة الحركة في العديد من المعاهد الخاصة، لأنها عنصر له قواعده وشروطه تسمى (الأكروبات) "الليونة المسرحية" وتدرس في أكاديميات التمثيل في أنحاء العالم، وكان ترددي من تدريسها في المعهد العالي للفنون المسرحية نتيجة تخوفي من أن ألتزم ببرنامج ثابت يتعارض مع أوقات التصوير، ولكنني بدأت هذا العام بتدريس هذه المادة لأنني أؤمن بأن الممثل يجب أن يتمتع بجسد حاضر فهو يعمل على المجهود والمهارات الحركية، ويجب أن يتمتع بهذه الملكات .
كذلك تألق خضور في العديد من الأعمال الدرامية التي حقق فيها تميزاً جعله حاضراً على الساحة الدرامية بقوة رغم حداثة تجربته، وهناك الكثير من الذين يحرصون على متابعة أعماله فأضاف: من الضروري أن يتهيأ الممثل لأي فرصة تُقدّم له كي يستطيع الانسجام معها وتقبلها، وهدفي لا يتوقف عند دور معين من الشهرة والانتشار، إنما هي حالة من الاستمرارية والعطاء الدائم، فالممثل ليس صاحب القرار، بل هو انتقائي فقط في الأعمال التي تُعرض عليه، لكن بالنسبة لي أقرأ الشخصية أولاً ثم النص الحامل للشخصية، وعندما أقتنع بالعمل أقبل به، ودائماً أبحث عن الجديد والجيد، وبالعموم كل الأعمال التي قدمتها تراكمت فزادت معرفتي وخبرتي، وفي كل عمل قدمته كان يتمم التجربة التي سبقته، فالنجاح مرهون بعملية التطوير الدائم، وفي كل مرة يمكن تقديم العمل بطريقة أفضل، لأن كل شخصية أديتها كنت فيها ممثلاً، وهذا هو بيت القصيد مع الاختلاف في سوية الأعمال، بمعنى أن النص والمخرج والإنتاج يصنعون عملاً جيداً، وهي معادلة ليست سهلة، وتجربتي في مسلسل "خالد بن الوليد" حاولت أن أصل إلى الشخصية بضمير لأن لها خصوصيتها، فالأبطال ينمون في خيالنا، ويصبح من الصعب إرضاء خيال المشاهدين، ولكنني حاولت أن أصل لعوالمها والاقتراب منها، وأعتقد أن العمل على الشخصية هو تجربة قائمة بحد ذاتها حتى لو كانت مجهولة النهاية، وفي الفن يوجد النجاح والإخفاق معاً، لكن المهم هو معرفة الأثر الذي تتركه الشخصية لدى المشاهدين، أم أنها تمر مرور الكرام دون أن تؤثر بهم.
وعن عنصر الحركة في المسرح أجاب:
أستخدم كل طاقتي على المسرح، لكن الدراما أخذتني منه وأعود إليه في فترات منفصلة لأستمد هذه الطاقة منه فأنا أعي انتمائي لهذا المكان، خاصة الآن فالمادة التي أدرّسها في المعهد مرتبطة بخشبة المسرح
وعن جديده لهذا الموسم الدرامي قال خضور:
أشارك في تصوير الجزء الثاني من "زمن البرغوث" إذ أتابع شخصية وضاح التي سيكون فيها بعض المتغيرات والمنعكسات، ويزداد العبء على الشخصية، لأن هناك كشفاً للأوراق التي كانت غير معروفة في الجزء الأول، تكشف في هذا الجزء .
أما مشروعي الخاص، فسيكون عرضاً حركياً مسرحياً يعتمد على الجسد، ويتطلب سوية عالية من الأداء لانعدام الحوار فيه، و يعتمد أيضاً التعبير الجسدي والصورة والتشكيل لإيصال الفكرة المراد تقديمها، ويتقاطع مع الرقص التعبيري بآلية الحركة، والمشكلة أننا نرى عروضاً راقصة ولكن لا يوجد لدينا عروض حركية، لذلك أحاول أن أخرج بنتيجة وفكرة العرض بمرحلة النضج وأنا أعمل عليها.