2013/05/29

روبين عيسى: معظم الممثلين الجدد يتجهون نحو التلفزيون
روبين عيسى: معظم الممثلين الجدد يتجهون نحو التلفزيون

بديع منير صنيج – تشرين

تسعى الفنانة «روبين عيسى» إلى إثبات ذاتها كممثلة متميزة عبر العمل الجاد على تطوير أدواتها الفنية، فهي لا تعد فن التمثيل بسيطاً،

كما أنها لا تفضّل استبدال روحانية الخشبة بأضواء الكاميرا، مع أنها تعد امتلاك المعرفة الأساسية للعمل في الدراما التلفزيونية والسينمائية ضرورياً للممثل ومنذ سنوات دراسته الأولى، وتؤكد أيضاً على أهمية تولي وزارة الثقافة دورها في تشجيع ممثلي المسرح مادياً ومعنوياً والترويج الصحيح لهم، ليساهموا في تطوير الحركة المسرحية. عن رأي خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية في دراستها الأكاديمية وأهمية شخصية المرأة التي تتدرب عليها الآن لتؤديها في مسرحية «ليلي داخلي» المأخوذة عن نص «خطبة لاذعة ضد رجل جالس» كان الحوار الآتي:


•أنت خريجة آخر دفعة من المعهد العالي للفنون المسرحية، كيف تنظرين إلى تجربة الدراسة الأكاديمية فيه؟

••المعهد مهم جداً لأنه يصقل الكثير من أدوات الممثل، من خلال الأساتذة والعمل والمشروعات، كما أنه يؤسس لفن التمثيل ويعلّم معنى كلمة ممثل، فقبل المعهد كنت أنظر إلى هذا الفن على أنه بسيط، لكن بعد التعمق أكاديمياً أدركت مدى صعوبة هذا الفن ومقدار المسؤولية التي تُلقى على كاهل طالب التمثيل، ولاسيما أنه لا يمكن لأحد أن يلقن هذا الفن، إذ إن الموهبة فيه أساسية، وللاجتهاد الشخصي دور رئيس أيضاً في تكوين شخصية الممثل.

إن مجرد الانتساب إلى هذا المعهد يعني أنه ينبغي تخصيص الكثير من وقت الطالب له، فهو يصبح بيته، ويصبح زملاؤه مع أساتذته عائلته.


•ما رأيك في المناهج المطروحة عبر المعهد؟

••المعهد يتيح صقل الموهبة من خلال المكتبة ومواد الليونة، الرقص، الصوت، التمثيل، والمواد النظرية التي لها علاقة بالأدب المسرحي والثقافة المسرحية واللغة الإنكليزية.. إضافة إلى مادة «الكاميرا» التي تتيح لطالب التمثيل أن يمتلك المبادئ الأولية للوقوف أمام مخرجي الدراما والسينما، بمعنى أن في المعهد الكثير من المواد الدرسية المفيدة، لكن الطالب وحده من يحدد مقدار استفادته.


•ألا ترين أن إضافة مادة خاصة بالكاميرا نحت بالمعهد من هويته المسرحية باتجاه التلفزيون والسينما؟

••أرى أن ذلك جيد جداً، وهو أساس في عمل الممثل، لذا أعتقد بأنه ينبغي تطوير مادة التصوير أمام الكاميرا، وألا تقتصر دراستها على السنة الرابعة، ولاسيما أن طالب التمثيل يكون اكتسب جميع أدوات الممثل وصَقَلها بشكل جيد، لكنه يتعرض في الحياة العملية للكثير من المواقف المحرجة، كونه لا يعرف مبادئ الوقوف في الكادر التلفزيوني، ويبقى بحاجة إلى وقت ليكتسب تلك المهارة.


•هل يعني ذلك أنك تسوغين تخلي خريجي المعهد عن المسرح والسعي وراء التلفزيون؟

••أوافقك بأن معظم الخريجين الجدد يتجهون نحو التلفزيون ويحلمون بأن يصبحوا نجوماً، لكنني أعتقد في الوقت ذاته بأن ما يحول دون قبولهم المشاركة في العروض المسرحية هو المردود المادي بشكل أساس، وهذا ما يدفعهم للبحث عن أسباب العيش الكريم من خلال الأجور التلفزيونية، مع العلم بأن دعم ممثل المسرح مادياً ومعنوياً هو موضوع يتعلق بوزارة الثقافة ومديرية المسارح، ولا يقع ذلك على طالب المعهد العالي للفنون المسرحية الذي لا ينبغي أن نحمّله المسؤولية كلها، ولاسيما أنني متأكدة من أنه في حال توفر المردود المنطقي فإن معظم الخريجين سيشاركون في العروض المسرحية ويساهمون في نهضة المسرح السوري، تماماً كما يفعلون وفعلوا في الدراما التلفزيونية والسينمائية.

بالنسبة لي أحب المسرح جداً، وحلمي مرتبط به أكثر من التلفزيون، لكنني لا أستطيع نفي أن التلفزيون يحقق الوصول إلى الجمهور بسرعة أكبر.

•تتدربين الآن لتقديم شخصية مركبة لامرأة محتقنة من كثرة النفاق الذي يمارسه زوجها ومجتمعه المخملي الزائف، وذلك ضمن مسرحية «ليلي داخلي» المُعدَّة عن نص «خطبة لاذعة ضد رجل جالس» للكاتب الكولومبي «غابرييل غارسيا ماركيز»، ما أكثر ما أغراك في أداء هذه الشخصية على الخشبة؟


••بصراحة، الشخصية مغرية بالنسبة لي بقدر ما يخيفني هذا الموضوع، ولاسيما أن هذا العرض هو الأول لي بعد التخرج، وهو مونودراما، وأنا لم يسبق لي أن اشتغلت ضمن هذا النمط المسرحي، لذا أشعر بالمسؤولية الكبيرة تجاه هذا العمل، وأسعى لأن أكون دقيقة في طرح هذه الشخصية المركبة، الطموحة، فهي طوال الوقت تشكو وتبوح مُقدِّمةً «خطبتها اللاذعة ضد زوجها» لكنها في كل لحظة من العرض تعترف له بحبها الكبير. أتمنى أن أنجح في تقديم هذه الشخصية ولاسيما في ظل استمزاج الآراء حولها والذي يقوم به جميع فريق عمل المسرحية، إضافة إلى المساحات الشاسعة من الحرية التي يتيحها لي المخرج على صعيد بناء أفعال تلك الشخصية.