2013/05/29
فرح بعلبكي – الديار
شهد الوسط الفني اللبناني حالتين فنيتين انتهى بها المطاف إلى التدين. ربيع الخولي اعتزل الفن قبل 12 سنة واختار الرهبنة والبقاء في كنف الكنيسة، وهذا العام فضل شاكر يقرر الإعتزال نهائياً ويختار التعبد في المسجد.
في العالم، يختار الفنان قرار الإعتزال عندما يشعر بالإرهاق ربما، ولا تسمح له صحته بالمتابعة، أو يوقف مسيرته الفنية عند القمة ويفضل الالتفات إلى حياته الشخصية. آخرون، يجبرون على الإعتزال بسبب خطأ فني أو تراجع في نشاطهم الفني. أما الظاهرة في العالم العربي أن يعتزل الفنان وينسف مسيرته الفنية ويصفها بالفسق ويختار التعبد والصلاة.
ظاهرتان في لبنان لفتا أنظار الجمهور، الأولى هي قرار اعتزال الفنان ربيع الخولي الذي قرر الإعتزال في عز شهرته ونجوميته، والذي بحسب المصادر المقربة منه أعلن اعتزاله بعد أن توفي شقيقه بحادث سير مريع. الخولي(1961)، واسمه الأصلي، طوني الخولي، بدأ مسيرته الفنية من برنامج الهواة "استوديو الفن" عام 1980، والذي اشتهر بمجموعة من أجمل الأغاني وصوته المميز دخل أحد الأديرة اللبنانية حمل صليبه وأصبح راهباً عام 2000 ثم رسم كاهناً عام 2008. اعتذر الخولي من جمهوره عبر شاشة التلفزيون، وقال أن قراره أمر شخصي يتعلق به وحده وتمنى أن يسامحوه. قرار اعتزاله جاء هادئاً وبسيطاً واختفى عن الناس لوقت طويل.
الظاهرة الثانية، كانت هذا العام، مع الفنان التائب فضل شاكر(1969) والذي بدأ يظهر في مسيرات الشيخ أحمد الأسير في صيدا ومناطق لبنانية أخرى. وقبل اعتزاله، مهد شاكر لقراره من خلال حفلاته الفنية وأخذ موقفاً سياسياً من الثورات العربية ولا سيما الثورة السورية فسرعان ما فتح النار عليه من قبل جمهوره. أرخى لحيته، وابتعد عن كل المظاهر الفنية ووصف الوسط الفني بال"وسخ". فتح قرار اعتزال شاكر جدل واسع في الوسط الفني، الكل أجمع أن هذا قراره الشخصي إلا أنه اعتبروا على الوصف الذي وصف به الوسط الفني بالإضافة إلى الإساءة لبعض زملائه السابقين بكلمات وصلت إلى حد القدح والذم والشتيمة مما أثار زوبعة في الصحافة الفنية. الكثيرين اعتبروا أن من قرر الإعتزال وترك الفن واختار طريق العبادة والتقرب من الله عليه أن يتحلى بالأخلاق الحميدة وأن يتلفظ بالعبارات اللائقة.
قرار شاكر أتى بعد أن توفيت والدته العام الفائت، بحسب مصادر مقربة منه، وفي اللقاء التلفزيوني الذي ظهر فيه شاكر على شاشة روتانا خليجية، قال أن سبب اعتزاله هي الرسوم المسيئة للرسول محمد (ص).
قرار الخولي الراهب تحول إلى مثالاً ناجحاً فهو أحب الدين ولم يدخل السياسة ولم يدخل في الترهات السياسية، اعتنق الدين قلباً وقالباً، أما شاكر فأثار اعتزاله وتصريحاته النارية حفيظة الكثيرين.
إن قضية الإعتزال في حياة الفنانين تأخذ حيزاً كبيراً من تفكيرهم بالرغم من أن البعض منهم يخاف كلمة الإعتزال ويربطون الموضوع بالشعور بالوحدة. ولطالما نشأ الجدال هل الفن حرام؟ هل المشاهد الحميمية والقبلات حرام؟ هل التمثيل كذب؟ هل الغناء حرام؟ هل فيه إيحاءات؟ أسئلة كثيرة يواجهها الفنانون وتسبب لهم اضطرابات نفسية تسوقهم إلى قرار التدين والإعتزال.