2013/05/29

 رفيق سبيعي: أنا متفائل بأن السلام والأمان سيعمان سورية
رفيق سبيعي: أنا متفائل بأن السلام والأمان سيعمان سورية


البعث ميديا

يقول الفنان رفيق سبيعي: إن أكثر ما يتأثر بالأحداث الجارية في سورية هو الفن إلا أنني متفائل بأن الخير قادم رغم كل ما يحصل وبأن الأمور ستعود لتأخذ مجراها الطبيعي والسلام والأمان سيعمان.

ويدعم سبيعي تفاؤله بالتأكيد على أن عجلة الدراما السورية ما زالت دائرة شركاتٍ وممثلين ومخرجين وفنيين حيث سيجسد لهذا الموسم شخصية الزعيم في مسلسل قمر شام لمخرجه مروان بركات ويقول عنها: كما كانت هذه الشخصية طاغية في مسلسل طاحون الشر فإنها في هذا العمل ستحتل أيضاً الحيز الأكبر من الاهتمام لاسيما أنها باتت مكوناً أساسياً من دراما البيئة الشامية وخاصة التي تتحدث عن فترات الاحتلال العثماني أو الفرنسي لسورية حيث بات الزعيم هو المرجعية الأساسية في حل جميع المشاكل التي تجري في حارته.

ويؤكد صاحب شخصية أبو صياح أن الدراما السورية لم تعد تؤسس لشخصيات استثنائية كما في السابق مع بعض الاستثناءات ومنها شخصية طوطح في مسلسل طالع الفضة التي قال عنها: كنت أكثر جرأة من العديد من زملائي فقبلت بأدائها بعد أن أعرضوا عنها ومع العلم أنه من الصعب إيجاد الشخصية التي تطمح بأن تترك أثراً عند الناس فهي لن تستطيع ذلك إلا عبر ارتباطها بالبيئة التي تعيش فيها وشخصية طوطح تمتلك هذه الميزة فهي تعبر عن الارتباط بالوطن الذي عاش فيه الإنسان وذاك الارتباط هو ما يحفزه لتقديم الأحسن لفائدة بلده قبل فائدته الشخصية.

يقول السبيعي: إن أعمال البيئة الشامية انحرفت عن الواقع لكنها بطبيعة الحال صورة مصغرة عنه.. والحارة تصور البلد بما فيها من نماذج مختلفة وهو ما أعجب الناس بها لكن تلك الأعمال بمعظمها لا تحاول إلا استعراض أمور ليس فيها ما يفيد المجتمع فمثلاً لا يوجد في كل أعمال البيئة باستثناء القليل منها ولد ذاهب إلى المدرسة وكلها أعمال فيها بوجقة وتقليد أعمى لشخصيات البيئة الشامية في حين أنني عندما أديت شخصية أبو صياح قصدت أن أقدم نموذجاً من الإنسان الذي قلبه على بلده ويهتم به ويحب حارته والناس الذين حوله لكن المسلسلات الشامية تتحول إلى خناقات وبوجقة لذلك أرجو من كتاب البيئة الشامية أن يرجعوا إلى الصواب ويقدموا الصورة الموضوعية والمفرحة لتلك الشخصيات.

يبدو أن هناك مشروعا لتشويه مجتمعات بأكملها والدراما إحدى أدوات الإعلام التي هيمن عليها المال بحيث بات يفرض أفكاره لكن السبيعي لا يوافق على مقولة إن المال يسيطر ويوضح أن كتاب الدراما باتوا يحذون حذو غيرهم ولا يبدعون طروحات اجتماعية جديدة لها قيمة وللأسف الشديد يتبعون الأسهل عبر جمع كم شخص يختلفون ويتشاجرون وبعدها يتصالحون بمعنى ليس هناك بعد اجتماعي أو قيمة حقيقية ولذلك لابد من العودة إلى الأصول.

كما يتابع الفنان رفيق سبيعي مشواره مع برنامجه الإذاعي حكواتي الفن لكن هذه المرة سينقله إلى التلفزيون من إنتاج شركة سورية الدولية ضمن محاولة لفتح المجال واسعاً أمام توثيق تلفزيوني لذاكرة وطن يرويها فنان الشعب وليزيد قدرته على التواصل مع الجمهور فهو لا يريد أن يقتصر عمله على الإذاعة ولا أن يقف خصما تجاه التلفزيون.

يقول: أحاول أن أساير وسائل الإعلام عموماً لكن لدي أفكار أريد أن تصل كما هي وهناك بعض المسؤولين في التلفزيون يقفون بوجهي نتيجة عدم وجود خبرة كافية عندهم ويعملون كسدّ في طريق النفاذ إلى الناس بما يفيد الوطن لا أريد أن أتهم أحداً لكن في كثير من الأحيان أصبح محبطاً تجاه ذلك.

أما ما يتعلق ب فن المونولوج الذي كرسه السبيعي وانتقد من خلاله كثيراً من أخطاء المجتمع فليس من الممكن أن يرجع للشاشة إلا باهتمام المسؤولين عن الإعلام هكذا يقول صاحب أغنية شرم برم كعب الفنجان ويضيف.. أذكر أنه كان في كل بلد عربي ناقد شعبي مشهور يتناول أهم القضايا الاجتماعية ضمن أعمال دمها خفيف تساعد أن تدخل إلى المجتمع وتجعل المستمع و المشاهد ينتبه إلى الأخطاء التي يقترفها أما الآن خف وجود هذا الناقد إلى الحد الأدنى وأكاد أكون الوحيد من الذين يقدمون هذا النوع من الأعمال التي لا يمكن أن تستمر إلا بعد أن تأخذ الضوء الأخضر.

ويبين سبيعي أنه قدم الكثير ضمن هذا الفن وبعد أن سجلها يلاحظ أنها لا تأخذ الاهتمام الكافي لذا يعتب على القائمين على التلفزيون لأنهم لا يعطونها حقها لافتا إلى أنه عندما يرى أنه لا تتم الاستفادة مما يقدم تثبط همته ولا يعود متحمساً لتقديم شيء جديد.

ويقول بطل فيلم أحلام المدينة معاتباً المؤسسة العامة للسينما: السينما هي الشيء الوحيد الذي لا يقدم لها حيزها المناسب ولا يسمح لها بالظهور كما يجب وخاصة في القطاع العام وعلى ما يبدو أن مؤسسة السينما مازالت تتعامل مع الإنتاج كواجب تقديم فيلم أو فيلمين في السنة دون النظر إلى تطلعات الفنانين وللأسف الشديد أن العمل فيها يصطدم بروتين وأشياء عجيبة غريبة وأنا ما زلت أعتبر انتاجها متواضعاً وغير كافٍ وغير مجد.

يتذكر المبدع الكبير أساتذته ورفاق دربه فيقول: أفتقد اليوم القصاص والناقد الشعبي حكمت محسن وزملاءه الذين تعاونوا معه في تلك الفترة التي لم يكن فيها إلا الإذاعة حيث استطاعت فرقته أن تستحوذ على إعجاب الناس بشكل مكثف لأنه استمزج أعماله مما يلاحظه أمامه ويشاهده ويحتك فيه وهموم الناس حيث نقل الواقع والحقيقة عن طريق الدراما ونجح فيها وأمثال أولئك الناس نفتقدهم فليس هناك أعمال تترك آثارا كما كانت تلك الأعمال لكن حتى الآن هناك أدوات قد تستخدم من قبل الفنان ليقول ما يريده.

لكن السبيعي مع ذلك متفائل بالطاقات الفنية الجديدة ويصفها بالواعدة متمنياً أن تزول كل العوائق أمام هذه الأجيال لتقدم ما عندها لاسيما أن حصلت على دعم أكبر لقول ما يريدونه.