2013/05/29
ربيع فران – السفير
ليست المرة الأولى التي تترك فيها ميادة الحناوي منزلها في منطقة المالكي (وسط دمشق) لزيارة بيوت، بيروت، المدينة التي أعطتها «الحب والذكريات الجميلة»، كما تقول. تؤكّد صاحبة «أنا بعشقك» أنّ المرحلة الراهنة، لا تحتمل «أغاني عشق وحبّ وغرام»، لهذا أتت بيروت لتسجيل قصيدة مهداة إلى إقليم كردستان العراقي، كتبها الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، ولحنّها الملحن الكردي هلكوت. وقامت ميّادة بتصوير كليب الأغنية أمس الأول، مع المخرج فادي حــداد، بين اسـتوديو حــداد في الــدورة، وعلى مسرح مدرسة عينطورة/ الذوق.
تفضّل الحناوي عدم الحديث عن جديدها الغنائي، لأنّه «جاهز منذ ثلاث سنوات، لكنّ التوقيت والظروف تعاكسني»، تقول لـ «السفير». وتضيف: «أزور بيروت اليوم مع كل الحزن والخوف على بلدي سوريا». تقول الحناوي رأيها السياسي بصراحة: «بدأنا بما يُسمى ربيعاً عربياً، لكنَّنا وجدنا أنفسنا في حالة حرب». برأيها فإنّ المنطقة كلّها تمرّ بأزمة، «وما يجري في سوريا حرب كونيّة، بكلّ ما للكلمة من معنى، بعدما تآمرت كلّ البلاد من عربية وغربية على سوريا التاريخ»، بحسب تعبيرها.
تدمع عينا الحناوي حين تتحدّث عن الجيش والشهداء، وتقول: «كنّا نعيش حياة عاديّة بين كل أطيّاف المجتمع وطوائفه، لكن استفقنا على حشد خارجيّ مقيت بحق شعب أعزل، جارنا التركي فتح علينا جبهات قتاليّة ووفّر المال والسلاح والمقاتلين، ولا نعرف كيف دخل كل هؤلاء إلى سوريا وتمركزوا وماذا يريدون؟ سوريا حزينة الآن، لا يخرّج الناس من بيوتهم بعد الساعة الخامسة مساء.ً وأنا حزينة لكنّي صامدة في أرضي وبيتي».
ولكن لماذا تغنّي ميادة الآن لكردستان وليس لدمشق؟ تقول: «غنيت دمشق «قلب العروبة الصامد» من ألحان هيثم زياد، لكنني لم أصورّها بعد بسبب الظروف». تخشى ميادة على بلادها من المجهول، لكنّها متفائلة بما يحمله «الشعب السوري من إرادة وكبرياء»، لكنّ «الخراب سهل أمّا الإعمار فصعب»، تقول.
يختار نجوم شباب كثر الغناء من أرشيف الأغنيات الطربيّة القديمة، ومنهم من يغنّي من أعمال ميّادة. «أفرح عندما أسمع الشبّاب يؤدون هذه الأغنيات لكن أعود دائماً للأصل، فأسمع الأغنية بصوت أم كلثوم وعبد الوهاب. الصوت كالبصمة لا يستطيع أحد أن يؤدّي كالأصل، نحن حفرنا في الصخر حتى نجحنا». وبرأيها، فإنّ برامج الهواة «برامج تجارية، هدفها «تعبئة هوا»، حتى إن بعض لجان التحكيم لا تنبّه النجوم الهواة إلى النشاز». وتقول، «في الفنّ لا مكان للمجاملات، على العكس تماماً يجب أن يكون الحكَم أو المدرب صارماً». وتؤكِّد أنها ترفض الدخول في لجنة تحكيم لو طلب منها، لأنها بداية لا تمتلك الوقت الكافي لذلك، وثانياً لأنّها «صارمة والفنّ يتطلب منّا الصدق. هذه البرامج التجاريّة، لا تليق بميـادة الحناوي».