2013/05/29

يختتم مسيرة جاكي شان في أفلام الأكشن «الأبراج الصينية» .. عين على الآثار المسروقة
يختتم مسيرة جاكي شان في أفلام الأكشن «الأبراج الصينية» .. عين على الآثار المسروقة

غسان خروب – خمس الحواس


خلال السنوات الأخيرة بدا عود السينما الصينية أكثر قوة وشدة، مكّنها من رفد السوق العالمي بمجموعة أفلام يمكن وصفها بالضخمة من ناحية أفكارها وإنتاجها وتقنيتها العالية على شاكلة "زهور الحرب" و"العودة إلى عام 1942" وغيرها، ما يبشر بولادة سينما عالمية قادرة على منافسة هوليوود الأميركية.

ومع بداية هذا العام تطل علينا السينما الصينية بواحد من أضخم أفلامها تحت عنوان "الأبراج الصينية" للممثل جاكي شان، الذي يعتزل من بعده أفلام الأكشن، ونطل من خلاله على قضية سرقة الآثار وتهريبها وكل ما يتعلق بها من أعمال تزييف وحجم الأموال والاستثمارات التي تضخ في هذا المجال، فضلاً عن تقديمه نفحات من الثقافة والحضارة الصينية الغنية بالإرث الإنساني والثقافي.

إرث إنساني

جاكي شان لم يتطرق إلى قضية الإرث الإنساني الصيني في هذا الفيلم وحسب، فقد سبق له تقديم أفلام على ذات النسق ومن بينها سلسلة "أرمور أوف غاد"، وهناك من يعتقد أن هذا الفيلم جاء ليستكمل هذه السلسلة التي عرض الجزء الأول منها عام 1987 والثاني في 1991، فضلاً عن أنه يختتم مسيرة جاكي شان الطويلة في أفلام الأكشن.

حيث يتوقع أن يكون "الأبراج الصينية" فيلمه الأخير في هذا المجال بعد إعلانه أكثر من مرة نيته اعتزال أفلام الأكشن والتوجه نحو الدراما والكوميديا، والسبب يكمن في "شيخوخة" شان الذي يقف حالياً على عتبة ألـ 60، فلم يعد شان الذي دائماً يرفض الاستعانة بدوبلير قادرعلى تقديم الحركات السريعة والخطرة بنفس الروح التي كان يقدمها في شبابه.

وفي هذا الفيلم الذي يسعى فيه شان إلى جمع رؤوس برونزية لـ 12 حيواناً تمثل رموز التقويم الصيني بطلب من تاجر آثار، لم يطل علينا بصفته ممثلاً فقط، وإنما منتجاً ومخرجاً وكاتباً أيضاً، وهو ما يؤهله لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كأكثر ممثل حي أدى أدوار مجازفة، وأكثر ممثل يكتب اسمه في تتر (جينيريك) فيلم واحد.

رأس التنين

وبغض النظر عن طبيعة الحركات التي قدمها شان في هذا الفيلم، والتي كان بعضها خطيراً بالفعل خاصة مشهد سقوطه من السماء بالقرب من بركان متفجر، فقد حاول شان فتح عيوننا على مشكلة تهريب الآثار وسرقتها خاصة أيام الحروب التي عاشتها الصين في القرن الماضي، ومن بينها الآثار التي سرقت إبان دخول الجيوش الفرنسية والبريطانية للصين عام 1860، والتي فقدت فيها مجموعة كبيرة من الآثار الصينية، مبلوراً من خلال ذلك دعوة عامة إلى ضرورة العمل على إعادة هذه الآثار إلى مهدها الأصلي.

وقد بدت هذه الدعوة واضحة من خلال المشاهد التي تظهر فيها قنوات إخبارية عديدة تسلط الضوء على هذه المعضلة من خلال تقارير مراسليها أثناء متابعتهم لمزاد علني لبيع "رأس التنين" ومحاولة جاكي شان لمنع ذلك، والتظاهرات التي تقوم بها عديد المنظمات المهتمة بالآثار والمحافظة عليها.

سلسلة

يستكمل جاكي شان بهذا الفيلم سلسلته من أفلام الأكشن ليصل الى رقم 100، مارس خلالها هواياته الأكروباتية وقدم فيها مجموعة من الحركات الخطرة، وشاركه البطولة في هذا الفيلم كل من أوليفر بلات وستيفين داز.