محمود ادريس :جدلية العنف في (حياة بحجم خبر عاجل)

فاتن دعبول – الثورة

رغم ولادته ونشأته بعيداً عن أرض الوطن، وسنوات عمره التي تجاوزت الثلاثين ونيف،  قضاها في دول الخليج، إلا أن رائحة تراب بلده سورية أعادته إلى حضنها مدفوعاً بحب كبير وشعور بالمسؤولية .

فقد آمن أن لا بديل عن الوطن مهما طالت الغربة وبعدت المسافات ..‏

إنه الفنان محمود مصطفى ادريس، درس التجارة والاقتصاد لكن عشقه للكتابة أهله ليحمل دبلوم النقد السينمائي . وأغنى دراسته بالمشاركة في ورش للكتابة ، وحالياً قدم فيلماً ضمن مشروع دعم سينما الشباب بعنوان (حياة بحجم خبر عاجل) .. والبداية عن تجربته في ورش الكتابة ، يقول :‏

ضمت هذه الورشة عدداً من الخبراء من أوروبا أشرفوا على التجربة، وهي تضم تدريباً عن كيفية الكتابة ضمن ورشة، وقد شاركت فعلاً في كتابة مسلسل (طاش ما طاش) وبعض المسلسلات الخليجية منها (كريمة) المأخوذة عن رواية الكاتب مانع سعيد العتيبة، وكلفت بكتابة الجزء الثاني من (أوراق الحب) . أما في سورية فقد شاركت في كتابة بعض اللوحات في (بقعة ضوء) وهناك أعمال أخرى لم تصور بسبب الظروف الحالية .‏

ـ كيف تمت مشاركتك بمشروع دعم سينما الشباب؟‏

قدمت بالتعاون مع صديقي عبود سعيد فكرة الفيلم، وهو بعنوان (حياة بحجم خبر عاجل) وهو من إخراجي . ويتناول الفيلم موضوع العنف الذي يتعرض له المواطن العربي البسيط بأكثر من مكان ، مثل العنف المنزلي، مدرسي، العنف في الشارع، وما يتركه هذا العنف من أثر في النفس، وما يخلفه هذا التراكم من تلبد في المشاعر ، وإحساس باللامبالاة . لكن تصويره كان مغامرة بالنسبة لي، لأن الأبطال فيه هم الأرجل، أدواته وممثلوه عبارة عن أرجل، فحركتها هي التي تحكي القصة، والأرجل هي من أصعب الزوايا التي يمكن أن تصور سينمائياً .. صحيح أنها جميلة ومثيرة لكن تقنيتها صعبة جداً .‏

ـ هل كانت منحة المقدمة للفيلم كافية ؟‏

كانت مؤسسة السينما واضحة وصريحة منذ البداية، بأنها ستقدم منحة، ومن لم تكفه فليستعن بجهة أخرى، والتجربة الأولى لاشك تكون أقل حظاً، بما تحمله من أخطاء وحسنات في الآن نفسه، لكن يكفي هذه المبادرة لدعم نتاجات الشباب ودفع عجلة السينما إلى الأمام . فشكراً لمؤسسة السينما التفاتتها للشباب ليأخذوا فرصتهم .‏

ـ ما الصعوبات التي اعترضتك في اخراج الفيلم ؟‏

أولها يتعلق بمواقع  التصوير، فكان من الصعوبة بمكان الوصول إلى بعض المواقع ما اضطرنا إلى اختيار بدائل . بالإضافة إلى صعوبات تتعلق بفكرة الفيلم وطريقة التصوير، لإيصال الرسالة المتوخاة ورؤيتي الخاصة إلى المشاهد بدقة وصدق . لأن الفيلم يتناول قضية إنسانية حساسة جداً . وخصوصاً أن هذه تجربتي الأولى في الإخراج .‏

ـ كيف تغلبت على هذه الصعوبة؟‏

الفيلم كان يحتاج إلى غرافيك فاستعنت بالمخرج والمونيتير اللبناني ميشيل ملكاني الذي ساعدني بالرؤية الإخراجية ، والإشراف على الغرافيك، وأيضاً كان لباسل سراوجي مدير التصوير والإضاءة دور هام في الفيلم، لأن الفيلم يصور الحياة من وجهة نظر الكاميرا، لذا كانت الكاميرا هي البطل ومن ورائها مدير التصوير والإضاءة .‏

ـ هل من مشاريع قيد التحضير؟‏

مشروعي الدرامي مستمر، لكن مع شركة انتاج غير سورية، والفكرة جديدة، وهي دراما تلفزيونية ستصور بمصر، يشاركني في كتابة العمل ياسمين أبو الفخر اختصاص سينوغراف، والشاعر والإعلامي السوري تمام هنيدي، والعمل بعنوان (خمسة جنيه) ويطرح التفاوت الطبقي بين شرائح المجتمع من خلال راصد جديد، وهو الورقة النقدية التي يتم تداولها من شخص آخر، حيث تنقل ما يحدث عند من يمتلكها . ويضم المسلسل حوالي 18 قصة ويشارك فيها عدد كبير من النجوم .‏

ـ ما طموحاتك؟‏

أن توجد صناعة حقيقية للدراما والسينما، بعيداً عن الدخلاء الذين غزوا الساحة الفنية، وأن يتألق اسم سورية في كل بقاع الأرض، وأتمنى على الصعيد الشخصي تحقيق الأمان لنستطيع كما كنا، أن نصور في أي مكان دون عوائق أو صعوبات . وقد قدمت أفكاراً عديدة للمشاركة بمبادرة السينما للموسم القادم .‏