2013/05/29
سامر محمد إسماعيل – تشرين
لا أعرف حتى اليوم كم يحقّ للدراما التلفزيونية أن تأخذ على عاتقها صناعة مسلسلات خاطفة عن شخصيات ثقافية وفنية، ولاسيما إذا ما تم أخذ قرارات عاجلة بعد رحيل هؤلاء,
كما حدث مع شاعر من قامة محمود درويش حين أعلن الفنان فراس إبراهيم بعد رحيله بأيام صناعة مسلسل عن حياته، فالصيغة التلفزيونية, كما يعرف الجميع, صيغة فيها من العجالة ما فيها من إعلانات الفضائيات العربية التي تحشر هذه المسلسلات بين أفلامها التسويقية، هكذا شاهدنا صاحب «لماذا تركت الحصان وحيداً» بين إعلانات الشامبو وربطات المعكرونة، وتردد صدى «الجدارية» بين أفلام دعائية لترويج السيارات الذكية وخلطة «الكاري المنحّفة».
أتكلم هنا عن اغتيال الغياب، عن هذا العصر التلفزيوني المدمّر، عن هذا الخراب الروحي المستطير، ليس احتقاراً للتلفزيون ودوره في برمجة الدماغ الجماعي للشعوب، بل هي محاولة للفت الأنظار أكثر فأكثر إلى أهمية وعي الدراما السورية كجزء لا يتجزأ من الآلة الإعلامية الوطنية، حيث شهدنا ونشهد ارتهان البعض لذهنية المال الجاهل, هذا المال الذي حرف مسار العديدين من صناع الدراما التلفزيونية، فجعلهم يستخدمون الديموغرافيا السورية ولهجاتها وأماكنها العبقرية لمصلحة فضائيات تدمير الذائقة وتخريبها، وشطب الوعي المتنور لمصلحة وعي الحارات المغلقة إلى حدّ الفضيحة، وعي مسلسلات الثأر والإحباطات الجماعية، والامتثال لسوق العرض وسوئه العجيب!