2013/05/29
محمد رُضا – دار الخليج
على الرغم من أن عدد أعضاء “جمعية صحافيي هوليوود الأجانب” التي تمنح جوائز “الغولدن غلوبس”، لا يتجاوز التسعين، فإن جوائز الجمعية التي ستعلن مساء هذا اليوم الأحد في الثالث عشر من هذا الشهر، مازالت تشكّل المؤشر الأهم لاتجاهات جوائز الأوسكار التي تمنحها أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في هوليوود، التي يتجاوز عدد أعضائها الستّة آلاف عضو .
يعود ذلك إلى عوامل عدّة من بينها أن جوائز “الغولدن غلوبس” المذكورة تشمل معظم الفروع الرئيسة لجوائز الأوسكار، إضافة إلى جوائز الإنتاجات التلفزيونية، ما يجعلها ذات تأثير على جانبي الإنتاج في هوليوود، ومن بينها أيضاً حقيقة أن أعضاء هذه الجمعية ينتمون إلى إعلام ما يزيد على أربعين دولة في نحو 25 لغة (بينها العربية عبر هذا الناقد ممثلاً صحيفة “الخليج” ومجلة “كل الأسرة”)، ما يجعلها نافذة التأثير في وقت ترتفع فيه نسبة اعتماد السينما الأمريكية على الأسواق العالمية عما كانت عليه في أي وقت مضى .
والأفلام المرشّحة حالياً للخروج بجائزة “الغولدن غلوبس” تنقسم، كما العادة دوماً، إلى قسمين، واحد للأفلام الدرامية، بأنواعها المختلفة، وآخر يجمع بين الأفلام الموسيقية والكوميدية . كذلك يتم توزيع جوائز التمثيل الرجالي والنسائي الأساسيين حسب هذا التصنيف، تبعاً لذلك، فإن الترشيحات في هذه المجالات جميعاً تُنبئ بمعركة حاسمة بين المرشّحين .
جائزة أفضل فيلم درامي تشهد تنافساً بين خمسة أفلام بالغة الأهمية كلها من عروض الشهرين الأخيرين وثلاثة منها تتبع سير حياة أو أحداث كانت جرت في الواقع وهي “أرغو” (Argo) فيلم بن أفلك عن إنقاذ ستّة أمريكيين هربوا من السفارة عندما اجتاحها المتظاهرون الإيرانيون خلال “ثورة” الخميني ولجأوا إلى السفارة الكندية القريبة، و”الثانية عشرة والنصف ليلاً” Zero Dark Thirty عن التحقيقات التي قادت إلى مقتل بن لادن، وهو من إخراج كاثرين بيغيلو، و”لينكولن” عن الأشهر الأخيرة من حياة الرئيس الأمريكي الراحل الذي سعى إلى إصدار تشريع يمنح السود حرّيتهم المدنية، وهو للمخرج ستيفن سبيلبرغ .
الفيلمان الآخران من صنع الخيال كاملاً وهما “دجانغو طليقاً” لكوينتين تارانتينو الذي يدور حول السود في زمن متقارب مع زمن أحداث “لينكولن”، و”حياة باي” لآنغ لي عن الهندي الشاب الذي يلجأ إلى قارب مع نمر متوحّش بعدما غرقت السفينة التي كانا يستقلاّنها .
موسيقياً وكوميدياً فإن الأفلام الخمسة المرشّحة هي البريطاني “أفضل فندق ماريغولد غريب” لجون مادن، وهو كوميديا عن تصرّفات مجموعة من السياح البريطانيين في زيارة هندية، و”صيد السالمون في اليمن” وهو كوميديا راقية من المخرج لاسي هولستروم عن ثري يمني (عمرو واكد) يزعم إنشاء بحيرة صناعية لسمك السالمون لكي يؤمّن هوايته في الصيد، ثم هناك “كتاب خطوط فضيّة” لديفيد أو راسل عن الرجل الخارج من المصحّة النفسية لبدء حياته من جديد، والفيلم الرابع هو أيضاً من الأعمال الكوميدية وعنوانه “سطوع مملكة القمر” للمخرج وس أندرسن، أما الفيلم الموسيقي الوحيد في هذا القسم فهو “البائسون” لتوم هوبر المقتبس عن رواية الفرنسي فكتور هوغو .
تبعاً لذلك، فإن المخرجين الخمسة المتنافسين على جائزة أفضل إخراج الذين يتم انتخابهم من كلا القسمين الدرامي والكوميدي - الموسيقي، هم: بن أفلك عن “أرغو” وكاثرين بيغيلو عن “الثانية عشرة والنصف ليلاً” وآنغ لي عن “حياة باي” وستيفن سبيلبرغ عن “لينينكولن” ثم كونتين تارانتينو عن “دجانغو طليقاً” . بذلك، والملاحظة هنا أساسية، تم للأعضاء استبعاد المخرجين الذين قدّموا أفلاماً كوميدية أو موسيقية (وذلك من دون عمد) لتأتي النتائج حكراً على مخرجي فئة الأفلام الدرامية وحدها .
وهناك قسم للأفلام الأجنبية ويتنافس عليها “حب” لميشيل هنيكه (النمسا) و”علاقة ملكية” لنيكولاي أرسل (دنمارك) و”غير الملموسون” لأوليفييه نقّاش (فرنسا) ثم “كون - تيكي” لواكيم رونينغ (فنلندا) و”غبار وعظام” لجاك أوديار (فرنسا) .
على صعيد الممثلين والممثلات، فإن الدائرة واسعة وتشمل في الدراما جسيكا شستين عن “زيرو دارك ثيرتي” والفرنسية ماريون كوتيار عن “غبار وعظام” والبريطانية هيلين ميرين عن “هيتشكوك”، ثم ناوومي ووتس عن “المستحيل” وراتشل فايز عن “البحر الأزرق العميق” .
أما في الكوميديا النسائية فتحتوي اللائحة على إميلي بلانت عن “صيد السالمون في اليمن” وجودي دنش عن “أفضل فندق ماريغولد غريب” وجنيفر لورنس عن “كتاب بخطوط فضيّة” ثم ماغي سميث عن “خماسي” وميريل ستريب عن “هوب سبرينغز” . ولا تقل المنافسة بين الرجال ضراوة، ففي القسم الكوميدي/ الموسيقي لدينا جاك بلاك عن “برني” وبرادلي كوبر عن “كتاب بخطوط فضيّة” وهيو جاكمن عن “البائسون” ثم إيوان مكروغر عن “صيد السالمون في اليمن” ومن ثم بل موراي عن “هايد بارك على الهدسون” .
درامياً يتبارى كل من دانيال داي لويس عن “لينكولن” ورتشارد غير عن “مراجحة” وجون هوكس عن “الفصول” ونجد واكين فينكس عن “السيد” ثم دنزل واشنطن عن دوره في “طيران” .