2013/05/29
هزار عبود – الثورة
تتساقط أوراق الروزنامة الصفراء من حياتنا واحدة تلو الأخرى بكل ما فيها من لحظات فرح أو مرارة وتبقى هناك حكمة مسجلة في نهاية كل يوم ومع سقوط كل ورقة تلخص العبرة أو الحكمة التي لابد أن نتعظ منها في الصفحات البيضاء القادمة من حياتنا في السنة الجديدة.......
وبشغف لمعرفة الغيب .. وتطفل بما يمكن أن يحدث لنا...يترقب معظمنا وربما جميعنا الآن..المتنبئين...المالكين لتلك القدرة العجيبة على رؤية الغد ..متربعي عروش الفضائيات العربية لما سيكشفونه من خبايا مع وداع عام 2012 الذي نفارقه ونحن نقول بصوت واحد (ينذكر ..وما ينعاد!!) لما حمله من حزن..وأسى..وفقدان أحبة..وجعل الابتسامة التي كانت على شفاهنا تدخل في سبات عميق فكان عنوانه الأبرز (التعتير) على جميع الأصعدة.....ولم نصل إلى نهايته إلا مع طلوع الروح.. كما يقولون!!
كونه شكل عاما استثنائيا بالسواد الذي لف أيامه..وغلف سجل ذاكرتنا ...كانت هناك هرولة لاكتشاف ما ينتظرنا في العام القادم..وأصبح هناك ماراتونا بين المحطات الإذاعية و التلفزيونية على حجز الاسم الألمع بين نجوم عالمي الفلك القادر على التربع فوق الكوكب الأكبر ورؤية مسارات الأبراج و تضاربها مع الكواكب و بالتالي المطبات الحياتية و الاجتماعية و الاقتصادية التي تنتظرنا!
وكوننا نتطلع بشوق لانقضاء هذه السنة على خير ان شاء الله تجاهلت بعض المحطات تاريخ ( 1\1 ) في نشر تنبؤاتها لتكون السباقة في رسم الخطوط العامة للعام القادم الذي عنونته إحدى عالمات الفلك في واحدة من الإذاعات المحلية على أنه عام الاضطرابات و الكوارث ...وهذا ما كان ينقصنا!!
إلا أنها لم تكسر بخاطر مستمعيها و متابعيها خلال جولتها على أبراجهم الفلكية لترمي خبر.. و ربما رؤية.. وربما أكذوبة ...(والله اعلم..)لارتباط عاطفي لمن يعانون الفراغ في حياتهم..أو زواج لمن ملت العزوبية منهم...أو سفر وما أكثره هذه الأيام.....
لعبٌ على وتر قضايا و مشكلات عامة نراها ونسمعها كل يوم وربما تتكرر في ذاكرتنا أكثر من اسمنا..فمن لا يعرف منا...الأوضاع الاقتصادية و العادات الاجتماعية وما ولدته من عنوسة و بطالة ....وبالتالي رغبة تواقة للزواج و الاستقرار و السفر...وهي الهالة التي تحيط بحياة غالبية الشباب الآن....ومن منا لا يتابع النشرات الإخبارية وما تورده لنا من أخبارٍ عاجلة بعدد عمليات الشهيق و الزفير التي تحدث أثناء تنفسنا المتقطع...الخالي من أي نقاء جراء ما نسمع ونشاهد....فالكل أصبح منجما...وعالم بالغيب..وضاربا بالمندل...
ورغم أننا على يقين بأنه(كذب المنجمون ...ولو صدقوا..)إلا أن حالة الحشرية كعادة عربية شرقية ....تجعلنا متبسمرين أمام الشاشة بموعد محدد مع الساعات الأخيرة من نهاية كل عام ...في داخلنا أمل.. و في عيوننا بريق كغريق متمسك بقشة...نفقدها ما إن تدق الساعة الثانية عشرة وينتهي حلم سندريلا ..معلنا 1-1 بداية روزنامة جديدة نخط فيها دقائق ولحظات جديدة....وأتمنى أن تكون أوراقها لعام 2013 مليئة بالمحبة..والمجد لسوريتنا الغالية....وأعتقد أنكم تشاركونني ذلك..