2013/05/29
أحمد مصطفى – دار الخليج
في ظل الأحداث التي يمر بها العالم العربي، ورغم الأزمات المالية، ظهرت مجموعة من الفضائيات خلال عام 2012 . ومن يتابع الشاشة، يجد أن هناك ما يقرب من 350 فضائية جديدة معظمها مجهول الهوية، بعضها يعرض إعلانات من مختلف الدول العربية وبعضها الآخر يقدم مسابقات وأغاني وأفلاماً . في هذا التحقيق رصدنا مجموعة من الفضائيات التي ظهرت خلال هذا العام وتحدثنا مع عدد من خبراء الإعلام عن مدى أهميتها وظهورها وهدفها .
اللافت في المشهد الإعلامي هو إرتفاع عدد قنوات الدراما والسينما والقنوات الدينية التي تتنافس في ما بينها على عرض الأعمال الحصرية ودون فواصل إعلانية، من أجل جذب أكبر نسبة من المشاهدين، ومعظمها ظهر مع بداية شهر رمضان الماضي، حيث تزداد نسبة الأعمال الدرامية .
لكن في المقابل، أسهمت الأحداث في لفت الأنظار إلى القنوات الإخبارية، وشهد العام إطلاق قناة “سكاي نيوز عربية” من أبوظبي، و”العربية الحدث” والتي تعتبر إضافة إلى قناة العربية الإخبارية . تكمل نشر ومتابعة الأحداث وتقدم مجموعة من البرامج الإخبارية . كما ظهرت قناة “فرانس 24” باللغة الإنجليزية والتركية .
قنوات أخرى كان لها نصيب من الظهور هذا العام من بينها مجموعة من الفضائيات الليبية التي وصل عددها لأكثر من 40 قناة ومنها:”ليبيا الحرة” و”أحفاد المختار” و”مصراته” و”ليبيا الأحرار” و”ليبيا وان” وقناة “العاصمة” و”ليبيا الشباب” و”ليبيا الوطنية” و”ليبيا شات” و”ليبيا إف إم” . . وتنوعت هذه القنوات ما بين قنوات مخصصة للمنوعات واخرى للسياسة والأحداث الاجتماعية، إلا أن معظمها لا يزال في مرحلة البث التجريبي .
من بين “قنوات الدول” أيضاً مجموعة من الفضائيات الموريتانية وهي “موريتانيا مستقلة” و”المرابطون” وقناة “الساحل” وقناة “شنقيط” وهناك أيضاً قناة “السلام الموريتانية” وكل هذه الباقة معنية بالشأن الموريتاني فقط .
وظهرت أيضاً مجموعة من القنوات السورية ومن بينها “سوريا حرة” وقناة “كركوك” وهي تعرض دراما تركية، وقناة “كردستان” وهي خاصة ببرلمان كردستان، لكنها لم تعلن بعد عن موعد بثها الرسمي، وظهرت أيضاً قناة مصرية بعنوان: “صوت الشعب” وهي مخصصة لعرض جلسات البرلمان المصري .
أما عن قنوات الدراما والسينما التي كان لها النصيب الأكبر هذا العام من الانتشار، فقد جاءت في الطليعة مجموعة القنوات التي أعلن عنها المنتج محمد السبكي والذي قام بإطلاق باقة قنوات بعنوان “تايم” وهي مخصصة للأفلام السينمائية والأعمال الدرامية ذات العرض الحصري، ومن ضمن الباقة أيضاً مجموعة قنوات “تايم تركي” مخصصة للأعمال التركية إضافة إلى قناة دينية بعنوان “تايم قرآن” وفيها يعرض القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة .
من بين القنوات المتخصصة في الأفلام قناة “روتانا أفلام” التي أعلنت عنها مجموعة روتانا منتصف هذا العام، حيث أضافتها لباقة قنواتها المتخصصة . وآخر القنوات العربية التي ظهرت في هذا العام وأحدثت صدى هي قناة “إم بي سي مصر” والتي تعنى بالشأن المصري وتقدم مجموعة من البرامج المنوعة، إضافة إلى قناة ام بي سي دراما مصر ولكن لم يتم افتتاحها حتى الآن حيث من المتوقع أن تفتتح مع بداية العام الجديد . ومن بين القنوات المتخصصة في مجال الأفلام أيضاً قناة بعنوان “توك توك” وهي تقوم بعرض الأفلام والأغاني الشعبية المصرية .
قنوات أخرى أضافت باقات جديدة إلى مجموعاتها ومن بينها شبكة قنوات “الحياة” حيث أضافت قناة “الحياة الآن” و”الحياة سبورت” و”الحياة 3”، لكن كلها لم يتم الافتتاح الرسمي لها أو يعلن عن انطلاقها رسمياً . . إضافة إلى انطلاق “قناة المحور 2” و”القاهرة والناس” والتي كانت تعرض برامجها خلال شهر رمضان فقط حيث قرر صاحبها المنتج الإعلاني طارق نور أن تستمر طوال العام وأضاف لها “القاهرة والناس بلس” والتي تعرض ما تقدمه سابقتها بعد ساعتين، كما ظهرت أيضاً قناتان بعنوان “موالي” وهما مخصصتان لعرض الأعمال الدرامية .
من القنوات التي أضافت باقات جديدة إلى قنواتها قناة “النهار دراما” التي ظهرت مع بداية شهر رمضان العالم الحالي، وكذلك “بانوراما دراما 3” التي أضيفت إلى باقي المجموعة الخاصة بها، وهناك أيضاً قناة “فايف دراما” إضافة إلى مجموعة قنوات درامية جديدة بعنوان: “بلاي حكايات” .
اللافت أيضاً تعدد القنوات الخاصة بالدعاية الإعلانية ومن بينها قناة “بي بي” العقارية وقناة “درايز العراقية” وقناة: “إيميل وهي مخصصة للشات، وقناة “إرادة” وفكرتها ربما تكون جديدة على الساحة الإعلامية، حيث تقوم بعرض بعض الحالات المرضية التي هي بحاجة إلى عناية ودعم مادي، ويتم جمع التبرعات لها، لكن لم يعلن عن هوية القناة أو صاحبها .
قنوات الأغاني كان لها نصيب الأسد هذا العام حيث انطلقت مجموعة من بينها قناة “إف إم منوعات” وقناة “دلع” و”محبوب” و”مرح الخليج” و”نجوم العرب” و”راديو أغاني” . . وكلها تعرض فيديو كليب إضافة إلى شريط الرسائل النصية القصيرة، وكذلك قناة “مايسترو” و”المولد” التي تعرض إضافة إلى الأغاني بعض المسابقات والبرامج .
هناك أيضاً مجموعة من القنوات المتنوعة مثل “سافر مازال” وهي قناة خاصة بالشأن التراثي، وقناة طبية، وأخرى بعنوان “مصارعة” وقناة “نادي الأصدقاء” .
القنوات الدينية أيضاً كان لها نصيب هذا العام حيث ظهرت قناة “ماريا” حيث يتكون طاقمها من النساء اللاتي يرتدين النقاب ولا يوجد أي برنامج يقدمه رجل .إضافة إلى فضائية “رسالة الإسلام” وقناة “اكتشف الإسلام” و”المديح “ وقناة “بن عثيمين” . .
هناك مجموعة من الفضائيات المتنوعة أيضاً مثل قناة “الإعلانية” السياحية وقناة “سيتي سنتر” وهي دعائية وقناة “همسات المنوعة” وهي خاصة ببعض البرامج، وقناة “الحلبة” الإعلانية، وفضائية “نور الأردن” وهي دعائية وكذلك “نور الدنيا” و”نور الشام” .
من جانبه يقول الدكتور محمد الأمين استاذ الإعلام في جامعة الشارقة إن ظهور هذه الكمية من القنوات ما هو إلا نوع من الرغبة لدى أصحاب هذه القنوات في الحصول على المكسب المادي دون النظر لأي قيمة معنوية يقدمونها للمشاهد حيث أصبحت تجارة فقط من دون أي مضمون إعلامي جيد
ويضيف: لا أعتقد أن هناك شخصاً سيذهب إلى ريموت كنترول ويتنقل بين هذه الكمية الكبيرة من القنوات الفضائية التي تظهر كل يوم ومن دون أن يعرف مصدرها او هويتها ويشاهدها فكل قناة من هذه القنوات أنشئت من أجل فئة معينة خاصة المجهلة منها والتي تعتمد في الأساس على الإثارة والتي تعرض الفيديو كليب أو المقاطع غير الأخلاقية من بعض الأفلام بغرض جذب نسبة من المشاهدين .
د . الأمين يؤكد أن عمر هذه الفضائيات لن يستمر كثيراً خاصة وأن ميزانية بعضها يعتمد في الأساس على الرسائل النصية القصيرة والإعلانات التي تمر من أسفل شاشتها وفي حال انقطاع المشاهد عن ذلك فبالتالي سيتوقف الدعم لهذه القنوات حتى إن معظمها يطلب علانية الدعم من الجمهور بزيادة الرسائل النصية وجلب إعلانات مقابل أجر مادي .
وبالنسبة لزيادة قنوات الدراما والسينما والأغاني فهذا دليل على زيادة نسبة الجمهور المشاهد لها في ظل الحرب الشرسة بين هذه القنوات للحصول على العروض الحصرية للأفلام والأعمال الدرامية بغرض جذب أكبر نسبة من المشاهدين والمعلنين، وهو ما تمت ملاحظته خلال شهر رمضان الماضي فمع زيادة أعداد القنوات والأعمال الدرامية المقدمة زادت نسبة الإعلانات حتى أصيب المشاهد بملل منها .
يقول الدكتور خالد الخاجة عميد كلية الإعلام في جامعة عجمان إن الهدف الأساسي وراء هذه القنوات هو التجارة والربح السريع، خاصة قنوات الأغاني والمسابقات التي تعرض مواد إعلامية مقابل بعض الرسائل النصية القصيرة والمكالمات على الأرقام المخصصة، وبالتالي لا تقدم أي فائدة تخدم المجتمع بل تسعى لهدم الأخلاق والقيم .
ويرى الخاجة أن “قلة القيود على إطلاق الفضائيات كان السبب في انتشار قنوات لا نعلم هويتها ولا مصدرها، وبالتالي تقدم ما ترغبه، ونتيجة لارتفاع نسبة الإمية في العالم العربي، فمن الممكن أن ترتفع نسبة مشاهدتها خاصة القنوات الدينية، والقائمون على برامجها يلعبون على وتر العاطفة والدين .
ويطالب الخاجة بضرورة توخي الحذر عند مشاهدة أي قناة خاصة تلك المجهولة المصدر، والتي لم تكشف عن هويتها للمشاهدين، ويوجد بها إعلاميون غير معروفين لأن مثل هذه النوعية من القنوات بدأ ينتشر بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية، وكلها في الأساس تعتمد على الرسائل النصية لجذب الجمهور .