2013/05/29

الدراما السوريّة تحيي الشيخ أحمد ياسين
الدراما السوريّة تحيي الشيخ أحمد ياسين


وسام كنعان – الأخبار

هم يملكون طائرات وأسلحة ثقيلة، ونحن نملك قنابل بشرية ترعبهم». تلك الرسالة التي تردّد صداها على مسمع العالم، قالها الشيخ أحمد ياسين (1934ـــ 2004). واليوم، يرفع بعض صنّاع الدراما السورية الصوت عالياً ليقولوا بأنّ الشيخ الشهيد الذي يعدّ من أبرز قادة المقاومة، يحتاج إلى توثيق تاريخي مكتوب ومرئي. لذا، قرروا صناعة مسلسل عنه كتبه محمد عمر، ليروي سيرته منذ نعومة أظافره حتى نهايته شهيداً بصواريخ العدو الاسرائيلي.

على أن يخرجه الفلسطيني السوري عبد الباري أبو الخير وتنتجه شركة «المها» الكويتية التي وقّعت عقداً مع رشيد عساف لتجسيد شخصية الشيخ بعد اعتذاره عن عدم تجسيد دور حسن البنا  لكنّ شهوراً مرّت من دون أن نسمع عن خطوات جدية للبدء بتنفيذ المشروع الذي كان مقرراً تصويره في سوريا، وتحديداً في المناطق الريفية الشبيهة بالطبيعة الفلسطينية. لكن أخيراً، ترددت أخبار عن نية الشركة بدء إنجاز المسلسل ليكون جاهزاً في رمضان، على أن تدور الكاميرا مطلع شباط (فبراير). وبالفعل، يقول النجم السوري رشيد عساف في حديثه مع «الأخبار» بأنّه تلقى خبراً من فرع الشركة في مصر يعلن بدء التنسيق. وقد اتصل بالمخرج ليؤكد له جدية الموضوع. ويلفت بطل «البركان» إلى أنّ العمل «سيقدم سيرة حياة مؤسس حركة «حماس» منذ طفولته مروراً بإصابته بالشلل نتيجة حادث على شاطئ غزة، وصولاً إلى حياته الجامعية ومشروعه النضالي الذي انتهى بالشهادة. لذا فإن أكثر من ممثل سيؤدي شخصيته «لكن الأكيد بأنّ هناك قفزات زمنية لبلوغ مرحلته العمرية التي أثمر عنها نتاجه النضالي والأحكام التي صدرت ضده والإفراج عنه بعد صفقة لتبادل الأسرى مع «جبهة التحرير الفلسطينية». وهذه المرحلة الهامة سيؤديها عساف الذي يلفت إلى أنّ «جمالية العمل تكمن في أنّه لا يتطرق إلى القصة من المنظور السياسي البحت، بل من الجانب الوطني وفي قالب ريفي واجتماعي وإنساني يغلّف العمل ويمنحه صبغةً أكثر تشويقاً وجذباً للمشاهد».

لكن ألا يعدّ تقديم قائد إسلامي في هذه المرحلة التي تسلّم خلالها «الإخوان المسلمون» الحكم في مصر، مساهمةً في تلميع صورة هؤلاء من خلال شخصية استثنائية مرت في تاريخ النضال الفلسطيني؟ يجيب بطل «الكواسر»: «تحظى الشخصية بإجماع من مختلف التيارات الفكرية على عكس شخصية مؤسس «الإخوان» حسن البنا. الشيخ ياسين لم يروّج لجناح عسكري لحركة «حماس». ولم يناضل على أساس ديني أو متطرف. لذلك لا يمكن أن يحسب مشروع تقديمه على أنه تكريس لهيمنة «الإخوان». في مقابل ذلك، لا يمكن لأي متدين أن يكون ضد المناضل جورج حبش مثلاً». يعتبر عساف أنّ نجاح التجربة أو فشلها مرهون بتوقيت عرضها، مؤكداً أنّ المسلسل يتناول القضية الفلسطينية بمنظور هام شبيه بتلك الأعمال التي نجحت في الترويج الإيجابي لأكثر القضايا عدلاً على هذه الأرض. لكنّ تجسيد شخصية عرفها الجمهور، وحفرت في مخيلته يعدّ مغامرة محفوفة بخطر الفشل، طالما أنّه يقع على عاتق الممثل إعادة تقديم صورة حية عن شخصية خبرها الجمهور عن قرب. يتفق بطل «الخربة» مع هذا الرأي، ويفصح بأنّه أمام أصعب اختبار حقيقي له كممثل لكنّه يرغب في خوض هذه المغامرة الخطيرة: «اعتدت أن أختبر قناعة أصحاب العمل قبل الموافقة عليه. وعند أول تجربة ماكياج، أحس الجميع بأن اختيارهم لي كان مناسباً، وربما ليس ضرورياً تقليد الشخصية وتقديمها كما هي بقدر التقاط حالة قريبة من روح هذه الشخصية وإقناع الجمهور بها. وأكثر ما يجب التنبّه إليه هو نبرة صوت الشيخ لأنه يمكن أن تذهب نحو الكوميديا من دون أن ينتبه الممثل لذلك. لذا لا بد من التخفيف من هذه الحالة خاصة لدى انفراده بعائلته وعند الغوص في حياته الشخصية». أما بخصوص الوثائق والمقابلات والشخصيات التي عايشت الشيخ ياسين، فيقول عساف: «اطلعت على الأرشيف الذي أعده أحد المقربين من الزعيم الراحل، وما زال هناك ترتيبات للقاءات مكثفة مع عائلته وشخصيات قيادية من «حماس» وأخرى من «فتح». كل ما يهمني أن أقدّم شخصية سليمة وناجحة على المستوى الفكري». من جهة أخرى، لا يخفي النجم السوري خوفه من هذه الشخصية، مشيراً إلى أنه لم يلتقط مفاتيحها حتى الآن. لكنّه اعتاد الامساك بخيوط كل شخصية يؤديها عند اليوم الأول من التصوير ويحكم السيطرة على تفاصيلها بعد مرور أيام قليلة من العمل المتواصل، وهو ما يتوقع له أن يحصل عند تجسيده شخصية المناضل الحمساوي. إذاً، تقف الدراما السورية على خط الممانعة والمقاومة، فهل تقنع الجمهور بذلك أم أنّها ستواجه اتهامات بأنها مجرد مدعية، كما يحصل اليوم مع النظام السوري؟! الأمر مرهون بالقدرة على إنجاز هذا العمل وتقديمه بالشكل الجيد.



القائد دائماً

سبق أن عرض على رشيد عساف تقديم شخصيات زعماء عرب كصدام حسين وياسر عرفات، لكن الرد كان حاسماً من النجم الذي اشتهر بتجسيد شخصيات القادة. برأيه، عاشت تلك الشخصيات تفاصيل خطيرة لا يمكن تقديمها لأنّها تحتاج إلى المزيد من الوقت لتتكشف الحقائق المرتبطة بها. وعما سينجزه للموسم القادم، يقول عساف بأنه اتفق مع «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» على تجسيد دور بطولة في مسلسل «نساء حائرات» لرمضان المقبل. ويكشف أنّ هناك نية حقيقة لإنجاز جزء ثان من «الخربة» لكنّه تأجل بسبب الظروف الأمنية. ويضيف أيضاً أنّه كان يُفترض أن يؤدي شخصية أحد الزعماء الشعبيين في المسلسل الشامي «طوق البنات»، لكن لم يحسم حتى الآن موضوع البدء بتصوير هذا العمل.