2013/05/29
مصطفى فتحي – السفير
بعد العديد من البلاغات التي طالت كتاباً وصحافيين مصريين، تتهمهم بإهانة الرئيس المصري محمد مرسي، ظهرت على سطح الأحداث السياسية في مصر تهمة جديدة تواجه بها جماعة «الإخوان المسلمين» المعارضين لسياسة مرسي. والتهمة هي: «السخرية من السيد الرئيس».
أمس الثلاثاء، تقدم المحامي السلفي ممدوح إسماعيل ببلاغ للنائب العام المستشار طلعت عبد الله، ضد إبراهيم عيسى، رئيس تحرير صحيفة «التحرير» ومقدم برنامج «هنا القاهرة» على قناة «القاهرة والناس»، يتهمه فيه بالسخرية من رئيس الجمهورية. وذكر إسماعيل في بلاغه أنّ إبراهيم عيسى، سخر واستهزأ من الرئيس في حلقة برنامجه يوم 29 تشرين الثاني الماضي، حين استعان عيسى بآيات من القرآن الكريم في سورة الحاقة «هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ»، وأيضاً آية «هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ»، ساخراً ومستهزئاً، قائلاً: «سلطانية سلطانية ده سلطانية محمد مرسي». وطالب إسماعيل، في نهاية بلاغه بالتحقيق مع المشكو في حقه واتخاذ الإجراءات القانونية ضدّه.
عيسى ليس أوّل من يواجه تهمة «السخرية» من رئيس الجمهورية. فقبل أيام قليلة تقدمت رئاسة الجمهورية ببلاغ للنيابة العامة ضد قناة «النهار» الفضائية، والإعلامي محمود سعد، مقدم برنامج «آخر النهار»، والدكتورة منال عمر، استشارية الطب النفسي، بتهمة السخرية من رئيس الجمهورية وإهانته. إذ ضمّن سعد حلقة برنامجه التي بثّت يوم 23 تشرين الثاني الماضي، تحليلاً نفسياً للرئيس محمد مرسي، اعتبرته مؤسسة الرئاسة سخرية من رئيس الجمهورية، خصوصاً أنّ منال عمر، شخّصت حالة مرسي بالمرض النفسي وطالبته بالتنحي.
ويوم السبت الماضي تقدمت رئاسة الجمهورية ببلاغ للنائب العام ضدّ الكاتبة الصحافية في جريدة «اليوم السابع» علا الشافعي، بسبب مقالةٍ بعنوان «جواز مرسي من فؤاده باطل»، سخرت فيها من تعامل الرئيس مع «موقعة الاتحادية» التي ذهب ضحيّتها 8 قتلى بعد هجوم شباب «الإخوان» عليهم أثناء اعتصامهم السلمي. وقالت علا الشافعي تعليقاً على اتهامها بالسخرية من رئيس الجمهورية: «مرسي وجماعته يقودون حملة شرسة لتكميم أفواه الإعلاميين، لكننا لن نصمت، وسننتقد أي سياسة تتعارض مع أهداف الثورة».
وفي حديث مع «السفير» قال سعيد شعيب مدير مركز «صحافيون متحدون» المعني بالدفاع عن حرية الرأي والتعبير في مصر، إن «البلاغات المقدمة من رئاسة الجمهورية ومن المحامين التابعين للتيار الإسلامي ما هي إلا محاولة من جماعة «الإخوان» لإرهاب الإعلاميين وتخويفهم، الرئاسة تقول لهم بشكل غير مباشر: نحن نتابع ما تكتبون ولن نترككم». وتابع شعيب: «بعض الإعلاميين سيتخوفون بالفعل مما يحدث، خصوصاً أن الأمر وصل الى مرحلة التهديد بالقتل، مثلما حدث للإعلامي يوسف الحسيني المذيع في قناة «أون تي في». ومن الواضح أنّ خطة الإخوان هي التخويف والإرهاب».
من جانبه، قال الدكتور ياسر علي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، في مؤتمر صحافي يوم الاثنين الماضي، إن «الرئاسة تحتفظ بحق التقاضي في مواجهة أي طرف في حال مخالفته القانون».. جاء ذلك تعليقاً على سؤال حول قيام مؤسسة الرئاسة بمقاضاة إعلاميين بتهمة السخرية من الرئيس في مقالات وبرامج.