2013/05/29

الفضائيات والدراما... متخصِّصة ولكن.. مهجَّنة المصطلحاتِ الأخبارية
الفضائيات والدراما... متخصِّصة ولكن.. مهجَّنة المصطلحاتِ الأخبارية


هفاف ميهوب – الثورة

لاشكَّ أن أكثر ما باتَ يدل على بشاعةِ أهدافِ أولئك الذين لا يتوقفون أبداً عن الطلبِ من المشاهد بأن يترقَّب قريباً إطلاق فضائية جديدة وأخبارية,

تلك الشعارات التي يطلقونها بعد أن يزخرفوها ويفرِّغوا مضمونها, ومن كلِّ ما بإمكانه أن ينطق بكلمةٍ حقٍّ عادلة وهادفة وملتزمة بالأخلاق الإعلامية..‏

من تلك المحطات «عربيةSKY NEWS “ القناة التي أُطلقت هذا العام ودون أن تكون قادرة على إقناع كل متتبِّعٍ للبلايا التي انهالت فجأة على أمتنا بقصدِ تمزيق سوريتنا, بأنها ليست كسواها من فضائياتٍ استظلَّت بظلِّ العربية وادَّعت بأنها الأسبق في نقلِ الأحداث بصدقٍ ومهنية, وإلى أن استلّت سلاح مصالحها لتغمد الويل غدراً, إرادته يمزق قلب العروبة النابض بالكرامة والمقاومة والحضارة الإنسانية..‏

إذاً.. هل بإمكاننا أن نصدّق تلك الشعارات التي أطلقتها مدَّعية بأنها الأكثر تقدماً من الناحية التقنية, وبأنها ستلتزم بتقديم أخبارٍ مباشرة ومستقلة وموضوعية, وللمشاهد العربي الذي وقع في فخِّ الكثير من فضائياتٍ تصاعدت هيمنتها إلى أن فرضت عليه متابعتها ليتَّضح له بعدها بأن ادِّعاءها النطق بالعربية, لم يكن إلا محاولة منها لإيقاعه في شركِ سياستها القائمة على كذبها وتحريضها وفتنتها, وبما أكدته الأحداث التي كشفتْ بشاعتها عن خيانة تلك المحطات لمهنيتها مثلما تواطؤها وعمالتها.‏

بيدَ أن التهجير والتخريب والقتل والتدمير وأيضاً الكذب والافتراء في الخبر, وباختلاف ما أوجدت له فضائيات التضليل والتهويل من تبريرٍ وتفسير, هو من جعلنا على يقين بأن هكذا فضائيات ومهما ادَّعت تخصّصها الإخباري, إلا أن اشتراكها في بثٍّ «صهيو عربي» و «غربي عربي» أي مهجَّن, وإن دلَّ على هدف فهو على أن بثّها خالص لوجه الانحياز ولجهاتٍ لم يعد خافياً على واعٍ استماتتها لتغييب صحوة العقول العربية..‏

هذا ما استنتجناه بعد متابعة هذه القناة, وبعد أن علمِنا أنها ثمرة شراكةٍ بين شركة أبو ظبي للاستثمار الإعلامي, وبين مؤسسة «سكاي» البريطانية, وأيضاً بعد أن فوجئنا بأن الكادر الهائل من الإعلاميين العاملين فيها, قد تمَّ استقطابه من محطات ما أشد ما أغرقتنا بالويلات وفي تصريحاتها وأخبارها وحواراتها وصورها المفبركة وتحقيقاتها.. كادرٌ أتانا مُدرَّباً من «العربية» و«الجزيرة» وال»بي بي سي» و»فرانس 24» و»الحرة» وسواها من محطات, أقل ما يمكن القول عنها بأن لا عروبة فيها ولا مسؤولية أو أخلاق مهنية.. أخيراً .. «الآن ومن كلِّ مكان».. شعارٌ ليست «عربيةSKY NEWS “ وحدها من ابتكرته فاحتكرته ليميز أهدافها ومضمون بثِّها. ذلك أنه الشعار ذاته الذي شاهدنا الكثير من المحطات تتفاخر بمضمونه دون أن تحترمه وتصونه, وسواء تلك التي أُطلقت وهيمنتْ إلى أن انكشف باطلها وأُسقطتْ أو تلك التي لا تتوقف في إطلالتها التجريبية عن وعدنا بتغطيةٍ أخبارية تتميَّز بالمصداقية والموضوعية والاستقلالية والحيادية, وغير ذلك مما تفشى فأفشى أسرار المصطلحات التي باتت تُستخدم كوسيلة لجذبِ أكبر عددٍ من المشاهدين, ممن انقاد بعضهم لفضائياتٍ تمكنت من إقناعه واستلابه, ليعي البعض الآخر بأنها لن تقوده إلا إلى هلاكِ لا يقبله أي شرعٍ أو وطنٍ أو دين..‏