2013/05/29

عادل إمام: الجمهور دفعني للعودة إلى الدراما
عادل إمام: الجمهور دفعني للعودة إلى الدراما

خالد فرج – دار الخليج

يظل دائماً هو الزعيم الذي ينتظر الجمهور أعماله بمنتهى الشغف، حيث استطاع في رمضان الماضي بفضل خبرته وحنكته في تقديم وجبة درامية دسمة مسلسل “فرقة ناجي عطا الله«، الذي قدم خلاله الفنان المصري عادل إمام تجربة مختلفة عن كافة أعماله السابقة . . عن هذا المسلسل وأبرز ردود الأفعال التي تلقاها حوله، وكذلك سر موافقته على خوض دراما رمضان المقبل من خلال مسلسل جديد كان لنا معه هذا الحوار .

ما سر موافقتك على خوض دراما رمضان المقبل من خلال مسلسل جديد للكاتب يوسف معاطي؟

الجمهور كان السبب في المقام الأول بعد كم الإشادات التي تلقيتها عن مسلسل “فرقة ناجي عطا الله«، الذي عرض في رمضان الماضي، وبالرغم من اتخاذي قراراً بعدم التواجد في دراما رمضان المقبل، إلا أنني فوجئت بالناس تطالبني بمسلسل جديد، كما طالبني الكثير منهم أيضاً بجزء ثان من “فرقة ناجي عطا الله«، حيث جاء كل هذا ليجعلني أتحمس لدخول بيوت المشاهدين للعام الثاني على التوالي من خلال سيناريو مميز للكاتب يوسف معاطي .

لماذا لم تحقق مطلب الجمهور بتقديم جزء ثان من “فرقة ناجي عطا الله«؟

لأن هذا الأمر لم يكن مطروحاً من الأساس منذ أن بدأنا تحضيرات المسلسل منذ عامين تقريبا، كما أرى في الوقت ذاته أن المسلسل قد وصل لأعلى درجات النجاح من خلال إشادات الجمهور والنقاد، وبالتالي كان من الضروري البحث عن فكرة جديدة وهو ما حققه يوسف معاطي من خلال المسلسل الجديد .

ماذا عن تفاصيل هذا المسلسل؟

اسمه “العرّاب”ونعمل عليه منذ عامين، وكان المفترض أن يكون فيلماً سينمائياً، كما كان حال سيناريو “ناجي عطا الله«، ولكننا حولناه إلى مسلسل، ولا أستطيع الإفصاح عن أي تفاصيل أكثر من ذلك، وهذه هي عادتي دائماً أحرص عليها منذ بداية مشواري الفني .

هل سيكون لابنيك رامي ومحمد مقاعد محجوزة في هذا المسلسل مثلما كانا معك في “فرقة ناجي عطا الله«؟

هذه الأمور لم تتضح بعد حتى الآن، وإن كنت بالتأكيد أتمنى التعاون مع رامي مجدداً بعد تألقه في إخراج “فرقة ناجي عطا الله”من خلال تقديمه لصورة أكثر من رائعة، وكذلك تصويره لأماكن لم يرها المصريون من قبل، أما بالنسبة لمحمد فلم يتم حتى الآن ترشيح أبطال المسلسل، والذي سيتم اختيارهم بالتأكيد بناء على مشاورات بيني وبين مخرج العمل والمؤلف وكذلك المنتج تامر مرسي .

ما سر تعاونك الدائم مع يوسف معاطي؟

توهجه وتألقه من خلال كتاباته هي ما تدفعني دائماً للتعاون معه، ولاسيما أنه يطرح قضايا مهمة من خلال أعماله سواء الدرامية أو السينمائية .

بالانتقال للحديث عن “فرقة ناجي عطا الله«، ما ردك على الاتهامات التي وجهت للمسلسل على أنه حمل في طياته دعوة صريحة للتطبيع مع “إسرائيل«؟


أعتقد أن كل من شاهد المسلسل أدرك عدم صحة تلك الاتهامات، خاصة أنني قمت بتوصيل رسالة من خلال هذا العمل، وكلي ثقة في ذكاء المشاهد المصري والعربي الذي أصبح بإمكانه حالياً التفرقة بين العمل الجيد الذي يحمل رسالة حقيقية، والعمل الزائف الخالي من أي رسالة أو مضمون .

ماذا عن نهاية المسلسل التي تعرضت لانتقادات عدة؟

اعترف بأن تبرع ناجي عطا الله وفرقته بالأموال التي استولوا عليها من أحد البنوك “الإسرائيلية”لدولة الصومال كان أمراً غير متوقع للمشاهدين، ولكن لو نظرنا من ناحية أخرى فسنجد أنه ليس من المعقول أن نقوم بضخ أموال “إسرائيلية”في مصر، فهذا أمر لا نقبله بالتأكيد، ولكن تبرعنا بالأموال للشعب الصومالي البائس تعد من وجهة نظري نهاية إنسانية قمنا من خلالها بعرض مشكلة شعب بأكمله على الشاشة الصغيرة، ويكفي المشهد الذي استقل خلاله ناجي عطا الله وفرقته الأتوبيس أثناء طريقهم إلى المطار للعودة إلى مصر وظل أحد الأطفال يجري بموازاة الأتوبيس ليطلب طعاماً يأكله وحينما ألقى له “ناجي”مبلغا من الدولارات نظر إليه فوجده لن يشبع غريزة الجوع بداخله فألقاها وظل يشير له إلى فمه في إشارة منه إلى شعوره بالجوع الشديد، حيث كانت تلك اللحظة إنسانية جميلة لدرجة أنني تلقيت بعدها سيلاً من المكالمات الهاتفية للإشادة بالرسالة من وراء هذا المشهد، حيث وصل الأمر إلى أن أحد المتصلين أبلغني أن هناك عدداً كبيراً من المشاهدين بكوا بسبب هذا المشهد، وهنا شعرت براحة شديدة بعدما تأكدت من وصول الرسالة إلى المشاهدين .

ما تقييمك لأداء ابنك محمد من خلال المسلسل؟

هذا المسلسل يعد التعاون الثالث بيني وبين محمد بعد أن شارك معي في فيلمين هما “حسن ومرقص”و”عمارة يعقوبيان«، مما جعله أكثر نضجاً في “فرقة ناجي عطا الله«، وكان ذلك سر نجاحه الكبير من خلال شخصية “إبراهيم«، التي انعكست طبيعتها في الأحداث على حياته الشخصية فبعدما كانت الفتيات تلهث وراءه في المسلسل تحول هذا الأمر إلى واقع حياته العادية أيضاً لتتسبب تلك الشخصية في قيام ابني بخطف المعجبات مني، حيث كلما نذهب لأي مكان أجد الفتيات تلتف حوله صائحات: محمد محمد، وكأنني غير موجود من الأساس إلا أن ذلك لا يمنع فرحتي بابني من خلال إشادة الجمهور به .

لماذا يتردد دائماً أنك تفرض محمد على أعمالك؟

هذا كلام غير صحيح لأنني بصراحة أظل “أتحايل”وألح عليه لكي يعمل معي لدرجة أنه وافق بالعافية على المشاركة في فيلم “حسن ومرقص«، فهو يريد أن يبني شخصيته بنفسه بعيداً عن نجومية والده، وهذا حقه، كما أنني بطبعي لا أحب المجاملات في عملي، ولا أمنح أي شخص دوراً إلا إذا كان يستحقه، وذلك يكون عبر مشاورات بيني وبين مخرج العمل .

ما حقيقة ما تردد عن استعدادك لبطولة مسرحية بعنوان “المرشح المنتظر”تتناول من خلالها الشروط الضعيفة التي وضعتها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية المصرية في الانتخابات الماضية؟

لا أعرف شيئاً عن تلك المسرحية، حيث لم أتلق أي سيناريو بشأنها، وإن كنت مشتاقاً بصراحة للوقوف على خشبة المسرح من جديد، بعد ابتعادي عنها لما يقرب من 4 سنوات منذ مسرحية “بودي جارد”.

كيف كانت رؤيتك لحكم البراءة الذي حصلت عليه أخيراً في القضية التي اتهمت خلالها بازدراء الأديان عبر عدد من أعمالك؟

على الرغم من صعوبة تلك القضية بالنسبة لأي شخص محب وغيور على دينه، إلا أنها حملت في طياتها مكاسب عديدة كان أبرزها معرفتي بحجم محبة الناس لعادل إمام، وهو ما تمثل مثلاً في كم المكالمات الهاتفية التي تلقيتها فور صدور الحكم وعلى مدار يومين كاملين بعدها لدرجة أنني وضعت هاتفي المحمول على الشاحن الكهربائي وجلست بجانبه لكي أستطيع ملاحقة الاتصالات التي تتوالى .

هل كنت تتوقع حصولك على البراءة؟

كنت أتوقعه بدرجة كبيرة، وإن كنت أضع الخيار الآخر في حسباني أيضا المتمثل في تأييد الحكم بحبسي لمدة 3 أشهر، ولذلك لم أتوجه لمقر المحكمة يوم صدور الحكم خشية تأييده وإلقاء القبض عليّ في لحظتها، ولكن الحمد لله أن عدالة المولى عز وجل هبطت لأحصل على حكم البراءة، وليظل إيماني بنزاهة القضاء المصري ثابتة لن تتزعزع مهما حدث .

ماذا عن كواليس لقائك بالرئيس المصري محمد مرسي ضمن وفد الفنانين والأدباء والمثقفين؟

اللقاء كان مثمراً للغاية في ظل تطرقنا من خلاله للحديث في كافة الأمور السياسية ونظيرتها الفنية، حيث كان الرئيس على قدر عالٍ من الصراحة والوضوح في كلامه معنا، كما حرص الرئيس على طمأنة الجميع بأن سفينة الوطن “عفية”وأن البنية الأساسية مازالت تحتفظ بصلابتها، وإن أشار في الوقت ذاته إلى أن المركب  ويقصد بها الوطن  تسير بمعدل بطيء للغاية، حيث رأى أنه لزاماً على جميع المصريين أن نحاول السير بتلك المركب وبعدها نقفز فيها لكي نصل إلى بر الأمان، كما تطرق اللقاء أيضاً إلى أزمة السيدة إلهام شاهين مع أحد الشيوخ بعد أن وصفها بألفاظ نابية لا تصح أن تخرج من رجل دين، حيث قدم الرئيس اعتذاره عن تلك الواقعة وهو الأمر الذي أسعدنا بشدة .

كيف ترى الأوضاع السياسية التي تشهدها مصر حالياً؟

أتمنى من كل قلبي كل الخير لمصر، كما أطالب الرئيس مرسي بأن يحقق كل أمنيات الشعب المصري، وكذلك مطالب الثورة والثوار المتمثلة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية .