2013/05/29
فاتن دعبول – الثورة
لأنها الشريحة الواعدة, أمل الأمة ومستقبلها، يتجه العديد من كتاب الدراما ومخرجيها، في كل مرة إلى دخول عالمهم الذي يمثل في مضمونه وشكله من جهة وقضاياه من جهة أخرى المجتمع السوري بشكله المصغر، وقد تصدى المخرج وسيم السيد بمسلسل (روزنامة) لهذه الشــريحة يشـــاركه الكاتـــب سيف حامد
ولم تكن التجربة الأولى للمخرج وسيم السيد، فقد سبق ذلك إخراجه لفيلمين، الأول فيلم قصير بعنوان (نخاع) وحصد جائزة التفوق والإبداع وشارك في عدد من المهرجانات ، وفيلم (زهرة الحسين) ومدته ساعتان، وهو الآن في مراحله الأخيرة . إضافة إلى فيلم (دوران) مع المؤسسة العامة للسينما وهو قصير سيشرع في تصويره قريباً . وفي دول الخليج كان للمخرج أعمال عدة منها (ما أصعب الكلام، لحظة ضعف..) .. عمره الفني تجاوز الأربع عشرة سنة، تنقل خلالها في تفاصيل المهنة، فقد عمل في (هندسة الصوت، الإضاءة، المونتاج، التصوير، ومساعد مخرج، ومخرج منفذ..) واكتسب خلال هذه المرحلة خبرات تراكمية .
رفض الطائفية
عن عمله الجديد (روزنامة) ومن موقع التصوير يقول: إنه عمل شبابي، يحكي قصصاً وحكايات يعيشها طلاب الجامعة، نطرح من خلالها قضايا عديدة من مثل انشغال بعض الطلبة عن دراستهم باللهو ومعاكسة الفتيات، بينما يلتفت قسم منهم للدراسة والمتابعة والتحصيل الجاد . وهناك فئة ثالثة وخصوصاً الفتيات، ممن ينشغلن بالاستعراض والتباهي بلباسهن وجمالهن، بينما يكن خاويات من الداخل . أما طاقم العمل فهم في غالبيتهم من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، بالإضافة إلى بعض النقابيين، فالعمل شبابي بامتياز، لكن حتى يكون العمل متكاملاً، يشاركهم من النجوم، جهاد سعد، مروان أبو شاهين، وسيم الرحبي، مداح اسماعيل .
إلى أي نوع درامي ينتمي العمل؟
العمل عبارة عن (سيت كوم) فالتصوير يتم ضمن الجامعة، وهو منفصل متصل، كل حلقة تتضمن موضوعاً محدداً، وهو في مضمونه دراما، يتسم بكوميديا خفيفة . والقاسم المشترك بين الحلقات، الشخصيات الأساسية، وفقط الحكاية تتغير . أما رسالة العمل، فهي الوقوف عند معاناة هؤلاء الطلبة على اختلاف أشكالهم وألوانهم وبيئاتهم، وخصوصاً في الأزمة الحالية وما أفرزته من سلبيات، يتضح ذلك من خلال بائع الصحف الذي يعلن أهم العناوين للفت انتباه الطلاب، لكن دون جدوى، فهم يسعون لعدم الدخول في متاهات الأزمة... وجميع الطلاب يتكلمون لهجاتهم المحلية معلنين رفض الطائفية وغيرها، من الأفكار التي تحاول أن تثير الفتنة...
هل من صعوبات في التعامل مع الخريج الجديد؟
كانت الصعوبات بالغة، لم أتوقعها، وخصوصاً أن الخريج يظن أنه أتقن فنون العمل الفني، لذلك كان لا يتقبل الملاحظات . ومع ذلك، كنا نتابع العمل بالاقناع والتفاهم والحوار، لنصل في النهاية إلى الرؤية التي أريدها . وأظن أن العمل سيفرز عدداً من الممثلين المحترفين .
أطياف الشباب السوري
التقت الثورة بعض الفنانين المشاركين في العمل وكانت البداية من كاتب العمل الفنان سيف رضا حامد، الذي كانت له تجارب عديدة في كتابة السيناريو، فقد كتب للمسرح أعمالاً عديدة من مثل (هارموني، على الهامش، مينبولي، وعلى رأس الموت) إضافة إلى فيلمين قصيرين (سماوي، 29 شباط) أما على صعيد التلفزيون فقد شارك بأربعة أعمال (أهل الراية بجزأيه، وطوق البنات، بر الشام) ، عن (روزنامة) يقول: الجامعة مكان غني، فهو مجتمع متكامل، يحمل الكثير من الذكريات، والأحلام والشخصيات، ويمثل مرحلة هامة من حياة الطلاب، فالمكان ليس فقط للدراسة، بل هو أيضاً هموم ومشاكل وسلطة وعلاقات اجتماعية، وباعتباري ابن الجامعة، فالشخصيات في غالبيتها أعرفها، وعايشتها خلال تجربتي في مكان الدراسة، المكان يضم كل أطياف الشباب السوري، وأسعى لتشكيل الشخصيات بطريقة تخدم المادة الدرامية والفكرة التي أطرحها .
ويؤدي الفنان يامن فيومي دور مصباح، شغله الشاغل ملاحقة الفتيات وخصوصاً الجميلات منهن، يهمل دراسته، ويسعى وراء إضاعة الوقت مع صديقه صياح، الذي يجسد شخصيته الفنان وائل شريفي، وهو عضو نقابة فنانين، يؤدي دوره كطالب جامعي وافد من محافظة حلب، إلى جامعة دمشق، ولأول مرة يخوض تجربة الاختلاط، يعشق فتاة اسمها سلاف، ويستمر في ملاحقتها حتى نهاية المسلسل دون جدوى .
أما الفنانة الواعدة هيا مرعشلي، فتقول: دوري في هذا العمل فتاة جميلة، لكنها مغرورة تشاركها صديقتها بالطباع نفسها، تسعيان للفت أنظار الجميع إليهما . وهذه الشخصية تقدم رسالة، بأنه لا بأس من اهتمام الفتاة بملابسها وشكلها، شرط ألا يكون على حساب المضمون من حيث الثقافة ومتابعة التحصيل العلمي .