2013/05/29
تشرين – فنون
كانت المشاركات الأولى للفنانة الشابة كندة حنا في الدراما السورية وخلال السنوات القليلة الماضية تؤكد انها فنانة موهوبة ويمكن ان تحقق انجازات جيدة مع تقدم عمرها الفني إذا ما عرفت كيف تتعامل مع التمثيل كأحد أنواع الفنون الجميلة
التي تتطلب المتابعة والمثابرة وفي الوقت نفسه التعامل مع هذه المهنة الاحترافية تعامل الهواة والسعي الدائم والمستمر لتقديم الأفضل بعيداً عن فقاعات نجاح عابر في دور أو مسلسل ما وتالياً الاعتماد على المثابرة وتطوير الأدوات بعيداً عن الغرور والاستسهال، لكن وفي الحقيقية فإن ما شاهدناه على الشاشة وبالتحديد في الموسم الدرامي الرمضاني 2012 جاء عكس ما يجب ان تعمل عليه الفنانة الشابة تماما ً رغم أهمية ونوعية عدد من الأدوار التي قدمتها، فبدا واضحاً أن الغرور قد تسلل إلى نفسها بعد نجاحها في أداء شخصيتين أو ثلاث خلال المواسم السابقة، فتعاملت مع أدوارها باستسهال زائد، فكان تركيزها منصباً على الشكل لا المضمون، فمثلا ً شخصية «ريم» التي تابعت أداءها في الجزء الثاني من مسلسل «الولادة من الخاصرة» أو «ساعات الجمر» للكاتب والسيناريست سامر رضوان و المخرجة رشا شربتجي، ظهرت الفنانة كندة حنا من خلالها انها باحثة عن الشكل والمظهر من دون اهتمام بتفاصيل ومراحل تطور الشخصية من النواحي العاطفية والنفسية وتقاسيم الوجه وردات الفعل على المواقف التي تحدث معها رغم ظهورها في مشاهد جيدة نوعاً ما في العمل، فمثلا ً كانت طريقة كلام كندة حنا وإن كانت محاولة للغنج فإنها جعلت الكلام غير مفهوم ما يثير الكثير من التساؤلات إن كان ذلك مقترحا ً درامياً؟؟؟ أم ترك الممثلة تعمل على هواها، وهو ما يجب ان نسأل عنه المخرجة رشا شربتجي، فإن كان مقترحاً درامياً لشخصية «ريم» فهو «مقترح لم يكن موفقا ً على الأقل من وجهة نظري النقدية» ويمكننا القول إنه مقترح غير منطقي لأسباب عديدة يأتي في مقدمتها أن الممثلة الشابة لم تظهر لنا مقترحات تمثيلية أو فنون أداء في هذا المقترح، بل إن كل ما شاهدناه على الشاشة ليس سوى بالتعامل الإيقاع نفسه وردات الفعل مع شخصية «ريم» رغم انتقالها بين مستوى درامي وآخر، فمثلا ً المشهد الذي يكتشف فيه والدها قيامها بفعل خاطئ كأنثى مع «علام» بدت في أدائها للمشهد التمثيلي وكأنها خارج سرب أو إطار الشخصية العام فلم تظهر عليها ردات الفعل الجسدية والنفسية المتعلقة بالخوف وما إلى ذلك من آثار على عائلتها وعلى سمعتها كفتاة ، بل ظهرت وكأنها في موقف عادي لا يستوجب أي إضافات على الشكل العام للشخصية، ولم يختلف الأمر في المشاهد الأخرى و التي تتعلق بقيامها مع «أم حازم» التي أدت شخصيتها الفنانة مها المصري بالعمل على سرقة ثروة « علام « بعد اتهامه بقتل والده
وترتيب مجموعة من الإجراءات غير الشرعية وغير القانونية وكان من المفترض ان نشاهد «ريم» في هذه المشاهد في حالات نفسية عديدة تبعا ً للمواقف المترتبة على الأحداث المتسارعة بين فرح الحصول على المال والخوف من العقاب بعد قيام «أم حازم» بالاعتراف أمام القضاء بأن «علام» لم يقتل والده، لكننا لم نشاهد ذلك إطلاقاً بل رأينا حالة واحدة للشخصية بغياب ردات الفعل النفسية والجسدية المطلوبة لتبقى على التعامل نفسه مع الشخصية مع حصولها على منزل «واصل» وبيعه بمبلغ كبير .
بالمجمل وبقراءة لأداء كندة حنا في مسلسل «ساعات الجمر» نجد انه كان أداءً عادياً وبغياب أدوات أو مهارات الممثل الباحث عن تقديم لمسة خاصة به من خلال هذه الشخصية فظهرت باحثة عن الشكل بلا المضمون وإظهار المكياج و الملابس أكثر من التركيز على الأداء وكأنها مازالت تقدم شخصية «سميحة» في مسلسل «صبايا».
ونؤكد مرة أخرى أن هذا الموضوع يجب أن تسأل عنه المخرجة رشا شربتجي المعروفة بحسن إداراتها للممثل بشكل عام وذلك على الرغم من المستوى الجيد الذي ظهر به العمل بشكل عام وهو ما يحسب لشربتجي أيضاً والتي صورت العمل في ظروف صعبة جداً.
ولا يتوقف الأداء العادي للفنانة الشابة كندة حنا عند مسلسل «ساعات الجمر» بل تعداه إلى مسلسل «صبايا» الذي تابعت فيه تقديم شخصية «سميحة» حيث وقعت في مطب ثبات الإيقاع أيضاً بعيداً عن الملابس و التركيز على المكياج الذي تتطلبه الشخصية بشكل أو بآخر ولكن ذلك لا يعني أن تبقى في الإيقاع نفسه على مدار ثلاثين حلقة وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لفنانة محترفة باحثة عن إثبات نفسها في الدراما السورية.