2013/05/29
سلوى عباس – البعث
ما من شك أن للبرامج بكافة أنواعها دوراً كبيراً في رسم هوية الوسيلة الإعلامية التي تقدمها سواء كانت مرئية أم إذاعية، لكن يبقى للبرنامج التلفزيوني وقعه الخاص لدى المشاهد لما يتضمنه من عناصر تتفوق على البرنامج الإذاعي من خلال حضور الضيف ومقدم البرنامج. وهنا تتجلى وظيفة الإعداد التلفزيوني الذي يمثل العمود الفقري لأي برنامج تلفزيوني، فإعداد البرامج هو الأساس الذي تبنى عليه بقية العناصر في التلفزيون التي تحول ما كتب على الورق إلى صورة، وهنا تبدو مؤهلات من يرغب في تقديم برنامج تلفزيوني التي تعتمد على الموهبة والعلم والممارسة، كما يترتب على
معد البرامج استيعاب مقومات صياغة الرسالة التلفزيونية، وكيفية توظيف كل عنصر فيها، لأن هذه العناصر هي مفردات لغة التلفزيون التي يصوغ بها ويعبّر من خلالها عن أفكاره ومعلوماته ومشاعره وكل ما يريد إيصاله للمشاهد. والصورة ومكوناتها وزوايا تصويرها وشكلها وحجمها والأضواء والملابس والماكياج وحركات وإيماءات الشخصيات كلّها عناصر على معد البرنامج أن يوضحها في النص الذي يكتبه على شكل تعليمات، سواء أكان النص درامياً أم غير درامي.
وإذا توقفنا عند البرامج التلفزيونية التي قُدّمت على الفضائيات السورية في فترة عيد الأضحى المبارك نرى أن هذه البرامج مازجت مابين المتعة والفائدة، وبالمقابل كانت هناك برامج لم يكن الهدف منها بمستوى الغاية المطلوبة، فإذا تطرقنا إلى برامج قناة سورية دراما نرى أنها وفقت في برامج تناولت الدراما السورية بكل فنونها، عبر برنامج "مسلسل في ساعة" الذي اعتمد على وجهات نظر نقدية لأشخاص يقيّمون العمل الدرامي من جوانبه كافة، وهذه الإضاءات تضيف إلى المشاهد معلومات قد لايتوقف عندها في متابعته لأي عمل درامي، ما يغني ذائقته ويجعله يلمّ بحيثيات العمل من جوانب أخرى تضيف المعرفة إلى المتعة، ولايفوتنا الاشارة إلى برنامج عُرض على الفضائية السورية "نحنا ضيوفك" وهو برنامج يعتمد على شخصية ما ويتطرق إلى عملها وتفاصيله من خلال معرفة تفاصيل حياة الضيف الشخصية التي تمثل الحاضن الأساسي لما ينتجه الضيف من منتوج فني أو ثقافي وغيره، وبالمقابل كانت هناك برامج لم نعرف الغاية التي ترمي إليها، كبرنامج "سبورت دراما" الذي يعتمد على استضافة فنان وطرح أسئلة تتعلق بمسيرته الفنية وعلاقته بالرياضة وغيرها من الأسئلة التي لم نر فائدة ترتجى منها. وهنا تطرح علامة استفهام حول وظيفة البرنامج التلفزيوني هل هو يعتمد على غاية وموضوع محدد يعالجه وبالتالي هو من الأهمية بأن يفرد له المساحة والوقت المناسب الذي يغني موضوعه، أم أنه برنامج يقحم في برامج القناة لتعبئة فراغ ما، وبالتالي يفقد البرنامج التلفزيوني أهميته وفائدته، ونحن هنا لسنا بصدد التقليل من جهد أحد لكن من حرصنا على قنواتنا التلفزيونية وموقعها بين الفضائيات والتي أصبح "الريموت كونترول" هو المتحكم بحضور أي محطة فضائية فهل نعتبر؟!.