2013/05/29
فاتن دعبول – الثورة
لم تكن بداياته إلا قفزة متميزة في عالم الفن، منذ كان طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية، فقد آمن أن الطريق لن يكون معبداً، وعليه أن يجتهد ويسعى لرسم خطواته بشكل صحيح .. كان الفنان يحيى بيازي مقتنعاً بعدم الركون إلى لون واحد،
حتى لا تقف موهبته عند شكل محدد، وقرر أن يثبت نفسه في هذا الإطار الصعب، ورغم اقتران اسمه بالعديد من الأعمال التي أكدت تألقه وموهبته (التغريبة الفلسطينية، المارقون، تحت المداس، أهل الراية، وأيضاً الغفران..) إلا أن أدوار الشر ظلت تطارده في أكثر من مكان ، ذاك الشرير الذي همه دائماً الانتقام من الآخرين، أو إيذائهم .
برأيك ما الذي دفع المخرجين لاختيارك في ادوار الشر ؟
لم أجد لذلك سبباً مقنعاً، رغم أني توقفت كثيراً عند هذا الأمر، فالبداية كانت من مسلسل (على طول الأيام) مع المخرج حاتم علي، وامتدت إلى دوري في مسلسل (طالع الفضة) وأيضاً حدث الأمر ذاته في مسلسل (الغفران) وكأن هذا الدور سمة باتت تلازمني ، ولكني مع ذلك لا أجد غضاضة في ذلك ، فأنا أقدمه دون تكلف لأني على قناعة أن هذا الشخص هو حقيقي وموجود بيننا، وربما لدافع الشر عنده مبررات، وعندما أريد تأدية أدوار تمتاز بهذا الطابع، أسعى لدراسة علاقة هذه الشخصية مع المحيط الذي تعيش فيه، وكيف ينظرون له، أما ما نسبة نجاحي في أداء هذا الدور، فهذا يقرره الجمهور، وأظن أني نجحت في ذلك .
هل يتطلب أداء هذا النوع جهداً إضافياً ومختلفاً ؟
هذا صحيح، لا شك أنه يتطلب جهداً للوقوف عند تفاصيل معينة، فقبل أن أذهب للتصوير، أشعر بالخوف، وهذا الشعور يلازمني عند تقديم هذه الشخصية . أما لجهة أن هذا الدور قد يولد انطباعاً سيئاً عند المشاهد فهذا غير ممكن، لأن المشاهد يعي أن التمثيل شيء والواقع شيء آخر .
إلى أي درجة الشكل يساعد في أداء هذا النوع من الشخصيات ؟
لم أجد جواباً شــــافياً لذلك، ترى هـــل الأنـــف الطويـــل والعيون بهــــذه النظـــرة تدعــــم حالة أن أكون بهـــذه الملامح التي توحي للمخرج أن يسند إلى هذا النوع من الأدوار، فمثلاً دوري في (طالع الفضة) هو مراهق شرير، يسعى لإيذاء الغير ، فهل حقاً الصفات الخارجية يجدها المخـــرج تربــة خصبة لإنتاج هذه الشخصية الشريرة ربما .
كيف تسعى لمحاولة عدم تأطيرك في هذا الإطار ؟
رغم أنني لعبت أكثر من دور، ولكني أقولها صراحة، لست الآن بمكان أستطيع أن أقرر على الصعيد الفني ما يسند إلي من أدوار ، ولا يمكن أن أرفض هذا الدور أو أقبل ذاك، فاعتذاراتي قليلة، لكني أضع توازناً للأدوار التي أقوم بها، فاعمل ما أحبه، ولم أصل بعد إلى مرحلة التي أكون فيها صاحب قرار، أرفض ما أريد وأقبل ما أريد ، وأتمنى أن تكون الأيام القادمة أفضل .
هل تستطيع أن تجد فرصتك بين هذا الكم من الوجوه الجديدة ؟
نعم .. الازدحام يزداد، ولا شك أن هناك عدداً جيداً من الشباب والصبايا والخريجين قد حققوا التألق. وما علينا وسط هذا الكم إلا البحث والسعي لاقتناص الفرص. وأظن أنني محظوظ، فالفرص كانت تعرف طريقها إلي، فلم أطرق باب أحد، ومع ذلك، لا أدري ما المعايير التي يتم على أساسها اختيار ممثل لدور ما دون غيره، وكيف توزع الأدوار، فهذا السر لم أكتشفه بعد .
هل هذا الأمر يصيبك بالإحباط ؟
بالطبع لا، فهذا المكان اخترته بإرادتي، له مكانة كبيرة في قلبي، وأنا سعيد لأني جزء من أسرة الدراما لسورية، وأظن أنني استطعت أن أجد مكاناً لي وسط هذه الساحة، والأعمال التي قمت بها مع مخرجين لهم باع طويل في هذا المجال تشهد على ذلك، وليس معيباً أنه إذا اضطر الأمر أن نذكّر بأنفسنا ضمن هذا الكم، لكن المهم أن نختار الشخص المناسب الذي يعزز ويقدر موهبتنا ويؤمن بإمكاناتنا . وأنا على ثقة بأن الأيام القادمة لنا، ولست في عجلة من أمري فالمشروع لا يزال طويلاً .
أي الأدوار أقرب إلى قلبك؟
هناك أدوار أشعر أنني أحببتها كثيراً، وليست بمفردها بل ضمن الطاقم الذي وجدت فيه، مثل: (التغريبة الفلسطينية) ودوري في الجزء الأول من (أبو جانتي) ، ومسلسل (طالع الفضة) ، و(الخوف والعزلة) كنت أقوم بالدور وأنا في غاية السعادة، وأتمنى أن تتكرر هكذا أعمال وبالظروف نفسها .
ماهي تطلعاتك على صعيد العمل؟
أتمنى أن أؤدي دور (راقص) وأمنح هذه الفرصة، لأني سبق أن كنت في فرقة رماد، وفرقة جلنار وأيضاً أتمنى أن أقف في عمل ما، أمام الفنانة الكبيرة منى واصف، وأيضاً سمر سامي .
ماذا عن السينما والمسرح ؟
قدمت عملا مسرحيا واحدا بفرقة كون، وفي مجال السينما ، شاركت بفيلم (الهوية) وأظن أن التلفزيون والدراما، هما وسيلتي الوحيدة الآن .