2013/05/29
وسام كنعان - الأخبار
ضمن أجواء الفوضى التي تعيشها سوريا، ما زالت مجموعة كبيرة من الفنانين والإعلاميين السوريين تتعرض لحملة تتقصد تشويه سمعتهم والإساءة إليهم، وخصوصاً لدى مغادرة بعضهم عاصمة الأمويين بحثاً عن الأمان لعائلاتهم وأطفالهم. مرة، تنشر تصريحات مفبركة وتنسب إلى بعضهم، ومرة تتعرّض عائلاتهم للتهديدات بسبب مواقفهم السياسية، ثم تنتشر بعد ذلك صفحات مزوّرة على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل أسماء ممثلين وإعلاميين سوريين بهدف الترويج لمواقف غير حقيقية وإلصاقها بهم، فيما يجد بعض المشاهير أنفسهم في حالة مَن ينطبق عليه المثل الشعبي الدارج «يبتلع السكين على الحدين». عندما يلوذون بالصمت ويعتكفون في بيوتهم ويرفضون إجراء أي حوار إعلامي، فإنهم يتهمون بالخوف والجبن وعدم الاكتراث بما يجري في بلادهم، فيما تبدو عملية نسب تصريحات مفبركة إليهم مسألة سهلة من طريق استثمار هذا الغياب. فيما سيكون تحوير كلام هؤلاء والاجتزاء منه هو الحل المغري لبعض وسائل الإعلام التي قررت دخول الأزمة السورية من طريق سياسات تحريرية متحيزة ومحسوبة على أحد الأطراف في سوريا.
هكذا، تعرض النجم السوري باسل خياط لمجموعة من الشائعات التي فبركت تصريحات كاذبة على لسانه، رغم أنه أقفل حساباته على موقع التواصل الاجتماعي ومضى بعيداً منذ اندلاع الأزمة في سوريا. كذلك، فقد اعتذر عن عدم المشاركة في الموسم الرمضاني الأخير بسبب عدم جاهزيته على المستوى النفسي، واختار إمارة دبي ليقيم فيها مع زوجته وابنه، وقد ابتعد كلياً عن أي ظهور إعلامي، رغم أنه لم يتوان عن الظهور التلفزيوني مطلع الأحداث في سوريا لأكثر من مرة. وقد عبّر صراحةً عن رأيه، داعياً إلى إجراء إصلاحات في سوريا من دون تبنّي خيار العنف، ومشدداً على ضرورة أن يتحصّن المجتمع السوري ضد الطائفية.
لكن مع بدء ظهور العنف وتفشي طاعون الطائفية في ثنايا الأزمة، قرر نجم «على حافة الهاوية» أن يتخذ من صمته عنواناً لهذه المرحلة الصعبة. وبالفعل هذا ما حصل، رغم أنّ خياره عرّضه لملامات كثيرة وقوبل بسهام النقد أحياناً، وفبركت بعض الأقاويل على لسانه. مع ذلك، احتمى بالصمت المطلق إلى أن قرر أن يخرج أخيراً وأن يجري حواراً مع مجلة «شباب 20» الإماراتية التي خاضت مع نجم «أحلام كبيرة» في الأزمة السياسية التي تتخبّط بها بلاده، وسألته عن سبب ابتعاده عن سوريا، وعن الطرف الذي يؤيده في الصراع.
كان جواب خياط واضحاً، فقال: «لم يكن بمقدوري أداء أي دور في الأزمة، لذا قررت الابتعاد عن البلد لفترة من الزمن، علّ الأمور تنفرج وتعود إلى ما كانت عليه في السابق من هدوء وطمأنينة وأمن وأمان». وعن الطرف الذي يؤيده، أجاب: «لا أؤيد أحداً على أحد سوى حقوق الناس في العيش باحترام وأمان، لم أعمل في السياسة، ولا يمكن لي أن أطرح رأياً سياسياً، وعلى الفنان أن يكون مراقباً ويترك السياسة لأهلها».
لكنّ المجلة الإماراتية ارتأت نشر الموضوع بمانشيت عريض نسب إلى النجم السوري تصريحاً مفاده أنّه لن يعود إلى سوريا إلا مع رحيل الأسد، وهو ما سارع الفنان إلى نفيه نفياً قاطعاً. هذا ما حصل مع خياط، فيما ما زالت أصداء قضية نجم آخر وقع ضحية التزوير الإلكتروني تتردد حتى الآن. إنّه الفنان السوري عابد فهد الذي ظهرت باسمه مجموعة من الصفحات على فايسبوك، ثم بدأت إحدى تلك الصفحات المزورة تنشر له صوراً غريبة. ورغم أنّ نجم «الولادة من الخاصرة» نفى في حوار له مع «الأخبار» (28/9/2012) أن يكون لديه أي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنّه لم تمضِ أيام على القصة حتى عادت القرصنة الإلكترونية لتطاول صفحة زوجة فهد، الإعلامية زينة يازجي. هذه الأخيرة فقدت حسابها الشخصي على الموقع الأزرق، ثم بدأ «الهاكر» نشر عبارات مسيئة وألفاظ نابية وتوجيه رسائل بأسلوب مبتذل إلى النظام السوري، ما دفع الإعلامية إلى الاتصال بـ«الأخبار» ونفي مسؤوليتها عمّا ينشر على الحساب الذي يحمل اسمها. وأكّدت يازجي أنّ وجودها على الموقع يقتصر على صفحة برنامجها «الشارع العربي» الذي يعرض أسبوعياً على قناة «دبي».
هكذا، يبدو أن مسلسل اقتناص النجوم والمتاجرة بأسمائهم واستباحة خصوصياتهم لن ينتهي وسيحمل مفاجآت جديدة لن تكون أقل تشويقاً عما قدموه من أعمال تلفزيونية.