2013/05/29
آمنة ملحم - عربي برس
لاتبرح الدراما السورية بالتفكير لاقتناء النجوم أبطالاً لأعمالها للترويج للعمل بالدرجة الأولى وضمان متابعة الجمهور له بالدرجةالثانية والأكثر أهمية بالنسبة لصناع الداراما .. هذا المبدأ الذي ألصق بها في الأعوام الأخيرة بدرجة كبيرة وعلى إثره أخذت ظاهرة الشللية تنمو رويداً رويداً لتصبح سمة ملصقة بكل مخرج على الإطلاق.
وفي هذا العام بالذات ومع الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد اشتعلت هذه الظاهرة وبدت واضحة بشكل كبير علها تسعف الدراماالتي أثقلت بأعباء أزمة بلادها فرأينا وجوهاً مكررة مع مخرجين التصقت أسماء بعض الممثلين بهم ليصبحوا كادراً فنياً متعايشاً إلى أبعد الحدود .
فمع المخرجة رشا شربتجي لحظنا تكرار أسماء لاتستغني عنها كقصي خولي وكندة حنا وفادي صبيح وكذلك مع المخرج فيصل بني المرجة تكررت أسماءكصفاء رقماني وريم عبد العزيز واللبناني ربيع الأسمر وأندريه سكاف .. والمخرجون الذين يعانون الشللية كثر .. بالمقابل ابتعد بعض المخرجين عن إطار الشللية وأدخلوا وجوهاً جديدة لأعمالهم ودعموها وعلى رأسهم الليث حجو الذي يؤمن بالمواهبالجديدة ومايقدمه المعهد العالي للفنون المسرحية من دعم لطلابه بحيث يجعلهم قادرون على دخول الوسط الفني بجدارة وبقليل من الدعم.
ولكن إن أسهمت تلك الشللية التي تمتد براثنها بتفوق العمل فلا ضير من تكرار أسماء لمع نجمها خدمة للدراما ولإثبات تفوقهم عاماً تلو الآخر هذا مايراهبعض صناع الدراما منطقياً .. بينما يرى آخرون من الوسط الفني أن الشللية تبقى سلاح ذو حدين لأنه من الضروري وجود تفاهم وانسجامبين الفريق الفني، ولكن وبذات الوقت فإن تغلب فكرة الشللية على فكرة المنطق في العمل الفني بأن يُختار فنان لشخصية لا تناسبه لمجرد أنهيخضع لشلة المخرج أو الكاتب فهذا خطر كبير يهدد حياة الدراما السورية واستمرارها.
ليجد آخرون أنفسهم بعيدين عن فكرة الشلة الدرامية ورافضين لها بشكل كامل ويعتبرونها خطر حقيقي يحدق بمستقبل الدراما السورية .. كما أن الشللية تسهم بشكل أو بآخر بتأطير الفنان بنمط ظهور متقارب موسم تلو الآخر حيث سيراه المخرج متفوق في أداء نمط من الشخصيات فيكرراسمه باستمرار في ذلك النمط كالأم أو الشرير أو اللين والعطوف وبالتالي يبعد الفنان عن إظهار مقدراته الكاملة بفعل تلك الشللية التي ستشل تقدمه مع الوقت .
وظاهرة الشللية قديمة قدم التاريخ ولكنها لاتزال موجودة رغم كثرة الأعمال المنتجة وتعدد أفكارها مع تنوع مضامينها ولم يعف التطور الإنتاجي الذي شهدته الدرامامن وقوعها في فخ العلاقات الشخصية والصداقات التي تطغى عليها .. وإن كان البشر معجونين بالحاجة للآخر، ويبحثون دائماً عن الفهم المتبادل والقواسم والمصالحالمشتركة .. فإن سلبية الفكرة تكمن في خطر تقوقعها والخوف من عدم قابليتها للتطور بحيث تتحول الشلة الفنية لعصابة يصعب اختراقها فتودي بالدراما السورية إلى شفير الهاوية.