2013/05/29
محمد عبد الرحمن – الأخبار
إنّها المرة الأولى منذ سنوات طويلة التي يطرح فيها فيلم جديد بعيداً عن المواسم الرئيسية ويحقق كل هذا الصخب، شريط «ساعة ونص» وصل أخيراً إلى الصالات المصرية بعد قرابة عام ونصف عام من انطلاق تصويره وتأجيل عرضه مراراً. أخيراً، اختار المنتج أحمد السبكي طرحه منفرداً قبل أسابيع من عيد الأضحى، على أمل أن يجذب نجومه الجمهور ويظل صامداً لينافس أفلام العيد التي لم تعلن بشكل نهائي حتى الآن.
يعتمد منتج الفيلم على العديد من مصادر القوة فنياً ودعائياً لجذب الجمهور من دون الحاجة إلى الإنفاق على الدعاية. مثلاً، حضر النجمان عادل إمام ومحمود عبد العزيز العرض الأول للفيلم في «سينما صن سيتي» في القاهرة. طبعاً، فحضورهما يعطي دفعاً للعمل، لكنّهما لم يأتيا مجاملةً للمنتج، بل لأنّ نجليهما محمد عادل إمام وكريم محمود عبد العزيز يشاركان في بطولة الفيلم، وهو ما يعدّ مصدر قوة للشريط الأساسي. إلى جانب نجلي «الزعيم» و«الساحر»، يشارك أيضاً أحمد صلاح السعدني، وأحمد فاروق فلوكس، وعمرو مصطفى متولي، وأحمد فاروق الفيشاوي، وايتن شقيقة وفاء عامر وناهد السباعي حفيدة فريد شوقي. إذاًَ، نحن أمام توريث في الفن المصري، لكنّه يختلف عن السياسة. إذ يرى البعض أنّه حتى لو كان أبناء الفنانين موهوبين، إلا أنّهم يحظون بفرص أكثر من غيرهم بسبب علاقات ذويهم.
في كل الأحوال، نجح السبكي ومعه المؤلف أحمد عبد الله والمخرج وائل إحسان في جمع 25 ممثلاً وممثلة معظمهم من النجوم المحبوبين في شريط واحد (لا تزيد مدته على 90 دقيقة). أياد نصار يطلّ كبائع لكتب الحب في قطار البسطاء، ويسرا اللوزي طبيبة صعيدية ترتبط بشاب دونها في المستوى التعليمي (يجسده فتحي عبد الوهاب)، كريمة مختار عجوز يضعها ابنها في القطار مع خطاب تسلّمه إلى أي شخص تصادفه في محطة الوصول كي يقودها إلى دار مسنّين، وماجد الكداوني شاويش شرطة ينقل أحمد الفيشاوي من القاهرة الى قسم الشرطة في محافظة بني سويف في صعيد مصر. والفيشاوي شاب متحرر آت من السويد قُبض عليه بتهمة تقبيل صديقته في الطريق العام... كل هؤلاء وغيرهم يجتمعون في قطار واحد سيواجه اللصوص ومصيراً أسود. الفكرة عنصر جذب آخر للفيلم مستوحاة من حادث حريق «قطار الصعيد»، إحدى أبرز الكوارث التي أصابت المصريين في عهد مبارك. ورغم تغيير سبب حادث القطار، إلا أنّ ما أراد صانعو العمل التأكيد عليه أنّ المجتمع المصري سيذهب إلى كارثة محتومة، لكن الضحايا لن يكونوا سوى الفقراء وأصحاب الأحلام البسيطة. يضاف إلى عناصر قوة الفيلم استعانة وائل إحسان بأسماء بارزة في التصوير والموسيقى. وضع الموسيقى التصويرية ياسر عبد الرحمن صاحب فيلمي «ناصر 56» و«أيام السادات»، وأشرف على الصورة سامح سليم. وقد تأجّل إنهاء تصوير العمل مراراً بسبب مشهد انقلاب القطار وضرورة تصويره بطريقة فنية تتطلّب إمكانات خاصة. كذلك، تعرضت أسرة الفيلم لهجوم البلطجية خلال فترة الانفلات الأمني التي شهدها الصيف التالي للثورة. حصل ذلك مباشرة على خط القطار الذي كان مخصصاً لتصوير الفيلم، حيث معظم المشاهد تدور والقطار يتحرك قبل أن يصل إلى محطة النهاية.