2013/05/29

سيرة دراما
سيرة دراما


فجر يعقوب – الحياة

اذا كان صحيحاً أنّ الـــدراما السورية بدأت تقترب من عناوين الأزمة التي تشهدها البلاد في شكل يعدّ سابقة، كما يقول بعض صنّاعها هذه الأيام، فإن السؤال الذي يطرح بقوة يأتي مقروناً بهجرة أهم رموزها، ليس للعمل فحسب في درامات عربية مصرية أو خليجية، وإنما بانتقال فرق بكاملها إلى دبي وبيروت.

لم يكن في وسع هذه الدراما التي أسست قاعدة تقنية ومادية في العقدين الأخيرين أن تصبح في مهب الريح، لولا أنها استسهلت موضوعاتها في الأعوام الأخيرة، ولم تجدد فيها كما يفترض مع كل انعطافة، وبدا أنها غير مهتمة بما يدور حولها، اذ كشفت معظم المسلسلات التي عرضت في الموسم الدرامي الفائت عجزاً واضحاً في استلهام بعض ظروف الأزمة الناشئة في البلاد، بحيث يمكن قبولها أو تقبلها لدى قطاعات واسعة من الجمهور السوري الذي بات يتطلع إلى صور غريبة تتراكض أمامه لممثلين وممثلات لم يعد يتعرف إليهم بسهولة، نظراً الى الأوضاع الاستثنائية السائدة. بالتأكيد لا أحد يستعجل هنا هذه الدراما بأن تعكس كل الأزمة دفعة واحدة، ولكن ضرورة معاينة الحالة، مقارنة بفداحة الصورة الجديدة لبلد قام على دراما تلفزيونية متفوقة، واكتشف أن ما يحدث في الواقع أصبح يفوق هذه الصورة، وقد بدت عاجزة عن فهم بعض ما يدور، وآثر كثر الانسحاب وراء أعذار شتى.

بالتأكيد لن يكون «باب الحارة» على حاله، حتى وإن اكتشف مؤلفو هذه الدراما أن البوابة الشامية لا تزال بمثابة الفرس الرابح في العملية كلها، ولسنا نعرف الصورة التي ستكون عليها هذه الدراما المهاجرة حين تتخلى عن بعض شجاعتها الأخلاقية والأدبية، وتقبل بدور قد لا يتلاءم اطلاقاً مع توجهاتها الجديدة. فلم يكن «أبو جانتي» علامة مضيئة في الطريق إلى هناك، على رغم مراعاته الخلطة السرية التي تسمح له بالوصول إلى بر دبي. كذلك لن يكون أمام أهل الحارة وغيرها من المسلسلات التي يجرى الحديث عنها إلا الانصياع لخلطة مهجنة من الأفكار في استوديوات متخصصة قد ترفع سقف المطالب، ولكنها تنزع غطاء البيئة الحاضنة. حينها لا يمكن معاينة الأمر كما لو أنه استكمال لسيرة سابقة.