غسان بن جدو في فخّ زياد

صهيب عنجريني – السفير

على امتداد ساعة ونصف الساعة، حاور الإعلامي غسان بن جدو زياد الرحباني، ضمن حلقة خاصة لبرنامج «في الميادين» الذي بثّتها «الميادين» مساء الجمعة الماضي في جزئها الأول. وبانتظار الجزء الثاني الأسبوع المقبل، بدا واضحاً أنّ المحاوِر جاء إلى برنامجه بكامل كياسته ووقاره، بينما جاءَ المُحاوَرُ بكامل فوضاه وتلقائيَّته. هكذا وقع بن جدو في فخّ زياد؛ وبدا كأنَّه يحاور موديلياني بطريقة تناسب بيكاسو.

اتسمت المقدمات التي مهَّد بها بن جدو لكل من محاور حلقته ـ رغم أن لا ملامح ظهرت لمحاور حقيقية ـ بالطول الزائد عن الحاجة، وأغرقت في الاستطالة الكلامية. خارطة الحوار، بدت واضحة منذ مطلعه. وبالتحديد منذ أن سأل بن جدو عن الإيديولوجيا، ودورها في موسيقى زياد. أصرَّ الأخير على أنّ الموسيقى هي مطلق التجريد مدلِّلاً على ذلك بتأليفه عدداً من المقطوعات، وأغنيةً غنتها السيدة فيروز لاحقاً، وهو دون العاشرة من العمر.

وخلافاً للدَّارج لم يكن الإعلاميُّ هنا صاحب المبادرة الدائمة بالمقاطعات، بل إن الضيف هو الذي تصدَّى لهذه المهمة، حتى كاد بن جدو لا يكمل طرح سؤالٍ واحد من دون أن يقاطعَه ضيفه المشاكس بالفطرة. وكمحاولة لإضفاء صبغةٍ من التوازن على الحوار، أخذ بن جدو على عاتقه مهمة تقديم الإيضاحات غيرَ مرَّةٍ، وكان من أهمها ذلك الإيضاح الذي قدَّمه عندما وصف الرحباني الشعب المصري بأنَّه «غير منظم بالفطرة»، فسارع بن جدو للقول: «تقصد أنّه عفوي». وهكذا، انقضى معظم الوقت المخصص للحوار. فلا غسان حظي بإجابات للأسئلة التي حضَّرها مسبقاً، ولا «زياد» نال ما يستفزُّ مشاكسته، ليعتصرها بكلّ معنى الكلمة.

القسم الأكبر من الوقت المقرر سلفاً للحلقة، كان قد انقضى قبل أن يلجَ الحوارُ إلى المسألة السورية وموقف زياد منها، وهي بطبيعة الحال دافع أساسي لإجراء هذا الحوار. لهذا، صار الجزء الثاني المنتظر، ضروري.

في العموم، لم يخفَ على المتابع للحوار أنّ غسان بن جدو ارتبك غيرَ مرة على امتداد ساعة ونصف الساعة، وأن قامته الإعلامية لم تشفع له حين أحضرَ معه أسئلةً بربطة عنق إلى حوار مع «غجري مشاكس».