2013/05/29
وائل العدس - الوطن السورية
ثماني سنوات قضتها الفنانة الشابة رانيا أسعد في الوسط الفني لم تكن كافية لتنال فرصتها الحقيقية، فرغم ظهورها في أكثر من عشرين عملاً وبروز موهبتها بشكل لافت لكنها لم تحظ ببطولة باتت تستحقها، إلا أنها بذات الوقت تؤمن بأن لديها الكثير لتقدمه وأن مستقبلها الفني سيحمل لها التألق والإشراق وربما أكثر من ذلك. «الوطن» استضافت رانيا أسعد في هذا الحوار وإليكم التفاصيل:
شاركت في عمل واحد هذا الموسم هو «زمن البرغوت»، كيف تقيمين هذا العمل، ما صدى الناس لدورك؟
أعتقد أن «زمن البرغوت» حاول بطريقة ما عرض التأثيرات السياسية والاقتصادية مطلع القرن العشرين في الدمشقيين ولكن ليس بما يكفي أو يرضي الطموح، لكنني سعيدة برأي الشارع والأصدقاء.. فقد بددوا مخاوفي الكبيرة.
وبكل الأحوال سيكون لشخصيتي ظهور في الجزء الثاني ولكني لم أقرأ تفاصيل النص بعد.
ما تقييمك للأعمال الشامية بشكل عام؟
أنا ضد الأعمال الشامية وسبق أن تحدثت عن ذلك، وخاصة أنها ليست ذات جذر حقيقي في التاريخ وإنما عبارة عن «فانتازيا» تأخذ من الحياة الدمشقية الشيء البسيط، فهناك تغييب لكل الواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وظلم لواقع المرأة. إن تاريخ الشام أغنى مما يقدم، فنحن لم نر «السفربرلك» ولا ملامح الحرب العالمية الأولى التي حولت حياة الدمشقيين إلى حزن ومأساة.
لذلك فإن الدراما الشامية تكتب بمنطق يرضي الجمهور المتعطش لمصطلح «القبضاي»، ومن هنا يمكن أن نعتبر أن المسلسلات الشامية استجرار لنقود المعلنين وليست فناً درامياً يؤسس لقراءة واقع جديد، بل استسهال في الصناعة وبالتالي انخفاض للقيمة.
كيف تقيمين الدراما السورية لموسم 2012؟
أحببت بعض الأعمال مثل «ساعات الجمر» و«أرواح عارية» و«بقعة ضوء8»، والدراما السورية إلى الآن جيدة وما زالت مطلوبة وباستطاعتها التقدم أكثر فأكثر رغم كل الظروف.
هل تشعرين أن شيئاً ما ينقصك في التمثيل باعتبارك غير أكاديمية؟
بعد خبرة ثماني سنوات في المسرح والدراما لا أعتقد أن شيئاً من الدراسة الأكاديمية ينقصني ولكن أطمح دائماً إلى تقديم الأفضل، وأسعى إلى تطوير أدواتي، وأنا بالعموم أعتمد في عملي على إحساسي بالشخصية.
إذاً.. لماذا لم يسطع نجمك حتى الآن بعد مرور السنوات الثماني؟
هنالك الكثير ممن سطع نجمهم من كبار فنانينا بعد سنوات طويلة، والأسباب بسيطة.. منها مثلاً عدم تقديم الشخصية المناسبة.
لك مشاركة عربية أردنية، حدثينا عن هذه التجربة، وما الفرق بين العمل في الدراما الأردنية والسورية؟
شاركت في مسلسل «نصف القمر»، وهو عمل اجتماعي معاصر تكلمت فيه باللهجة الأردنية. وهنالك فرق بين الدراما الأردنية والسورية بسبب الفوارق بالحياة الاجتماعية والبيئة المحيطة، كما أن لكل مخرج رؤيته الخاصة.. فحتى المخرجين السوريين لكل منهم رؤيته. بكل الأحوال أحببت اللهجة الأردنية كثيراً، وزملائي الممثلون ساعدوني كثيراً، وكانت تجربة جميلة تعرفت من خلالها إلى الأردن وخاصة أننا صورنا مشاهدنا في عدة مناطق مختلفة.
هل صحيح أن الدراما السورية باتت دراما الصبية الحلوة بعيداً عن الموهبة؟
هذا الكلام غير صحيح.. ولكن لا مانع من وجود الجمال بجانب الموهبة.. والممثلات السوريات بكل الأحوال يشعن جمالاً وتألقاً.
حدثينا عن تجربتك في مجال الدوبلاج؟
فيما مضى كان الدوبلاج جزءاً لا يتجزأ من حركة الفن وخاصة إذا استذكرنا أفلام السينما التي كانت كاميراتها تقتصر على تسجيل الصورة فقط، ما يضطر الممثلين لعملية الدوبلاج كي تكتمل العملية السينمائية.
لكن عندما عُزل جسد الممثل عن صوته وأصبح الشخص منا يبيع صوته لممثل آخر فخسر الدوبلاج جزءاً كبيراً من قيمته وأصبح مهنة يقتات عليها من لا يجد فرصة عمل مهمة، وهذا ليس تقليلاً من شأن الدوبلاج، بل أصبح منفذاً للكثير من الممثلين وبالتالي حمى أسراً كثيرة من العوز، من هذه الزاوية أجد أن وجوده ضرورة إلا أنه لا يمكن أن يعتبر فناً خالصاً.
من 2004 وحتى 2012، ما الذي تغير في حياتك الفنية والاجتماعية؟
ربما يرى البعض التغييرات الفنية بسيطة، لكنها بالنسبة لي كبيرة جداً لأنني أثبت حضوري في الوسط الفني واكتسبت خبرة كبيرة، أما اجتماعياً فقد لم أتغير أبداً، بمعنى «أنا متل ما أنا».
ختاماً.. كيف تنظرين للأزمة السورية؟
مع كل يوم جديد نتأكد أكثر بعدم وجود ربيع عربي، بل ما يحدث حراك غير نظيف جند لمصلحة مشروع خارجي، فأنا أومن بالحرية ولكن ليس في مجتمع متخلف، وبالتأكيد لا أعني عدم حاجتنا للتغيير ولكن عبر طرق سياسية سلمية إذا ما أردنا حقاً أن نسعى نحو حرية حقيقية علمية ومدنية، لذلك نحن بحاجة إلى أجيال أكثر نضجاً ووعياً لتقود حراكاً سياسياً، ومن هنا يجب القضاء على الجهل في مجتمعاتنا فهذه الثورة الحقيقية.
وختاماً أنا لا أومن بالديمقراطية في بلداننا، فقد شاهدنا ماذا جلبت معها في مصر وتونس.