2013/05/29
ميدل ايست اون لاين
رحل المُنتج السينمائي الكندي جيك ايبرتس، صديق العرب والذي زار المملكة العربية السعودية، حيث عُرض فلمه الوثائقي "الطّريق الى مكة"، وزار فلسطين المُحتلّة، حيث عُرض فلمه "غاندي"، وكان من مُؤسسي "ناشونال جيوغرافيك أبوظبي".
رحل ايبرتس عن سن تُناهز 71 عاما إثر مرض عُضال بعد أن أنتج أو موّل خمسين فيلما حازت على 37 أوسكار، من بينها "عربات النار" (أوسكار لأفضل فيلم عام 1982) و"غاندي" (أوسكار لأفضل فيلم في 1983)، "واسم الوردة" و"ديزي ملكة جمال" (أوسكار لأفضل فيلم في عام 1990) و"الرقص مع الذئاب" (أوسكار لأفضل فيلم في عام 1991) و"مدينة الفرح" و"المخادع".
"الطّريق الى مكة" تحسين صورة الإسلام في الغرب
يتحدث فيلم "الطّريق الى مكة" (Roads to Mecca ) عن رحلة ابن بطوطة في القرن الرابع عشر من طنجة بالمغرب وعبر الصحراء على امتداد آلاف الأميال إلى مكة المكرمة لأداء الحج، حيث يعرض الفيلم للمخاطر والصعاب التي تعرض لها ابن بطوطة خلال رحلته الطويلة ويمزج بين الصورة التي كان عليها الحج في الماضي وتلك التي يبدو عليها الآن من سهولة ويسر.
ويعرض الفيلم كل الأعمال التطويرية في البنية التحتية للأراضي المقدسة ويشرح الأهداف النبيلة للحج لغير المسلمين ولمسلمي الخارج من خلال حديث ابن بطوطة نفسه كما دُونت في مذكراته.
وتقول "البي بي سي" أن الفيلم "يهدف إلى إبراز التراث المشترك بين الديانات السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام من خلال إبراز رحلة ابن بطوطة لأداء الحج".
وتنقل عن جيك إبرتس قوله "لست مهتما بالديانة بصفتها ديانة ولكن بصفتها ثقافة". ويضيف قائلا "ابن بطوطة جزء من النسيج الثقافي لمنطقة الشرق الأوسط. لقد كان ذا نظرات ثاقبة في ترحاله إذ التقطت ذاكرته جغرافية البلدان التي زارها وطبيعة غطائها النباتي والحيواني الذي مر به والناس الذين التقاهم بما في ذلك تاريخهم وثقافتهم. لقد كان مصدرا ثريا للمعلومات".
وتنقل عند أحد منتجي الفيلم قوله "إن الهدف من إنتاجه هو تحسين صورة الإسلام في الغرب وفي الوقت ذاته نقل صورة تقريبية لما كانت عليه الحضارة الإسلامية".
وقد تم عرض الفيلم لأول مرة في مدينة الخُبر في حزيران (يونيو) 2011 وبدأ بعدها عرضه في أكثر من خمسين دولة حتى الآن وشاهده حتى الآن أكثر من مليون مشاهد هذا العام، بعد أن تمت ترجمته إلى عدة لغات منها العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية والتركية.
والفيلم، الذي يتميز بجودة التصوير وروعة الإخراج وقوة السيناريو ودقة المعلومة، هو من إنتاج "ناشيونال جيوجرافيك" التي يرأسها جيك ايبرتس، وكذلك المنتج الأميركي تاران ديفيز والبريطاني دومينيك رايد.
وقد زار ايبرتس الرياض في كانون الثاني (يناير) 2011، مُصاحبا لرئيس الوزراء الكندي السابق، جان كريتيان، والتقيا بالأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة.
"غاندي" أو "قوة الحقيقة"
وفي ابريل/نيسان 2005 عُرض فيلم "غاندي" الحائز على جائزة أوسكار، بعد دبلجته باللغة العربية، للمرة الأولى في رام الله، قبل عرضه في كافة أرجاء المناطق الفلسطينية والعالم العربي.
وأشار ايبرتس آنذاك أن "الفيلم ليس عن العنف أو اللاعنف، وإنما عن كلمة واحدة، ذكرها باللغة الهندية وهي "ساتياغراها" وتعني "قوة الحقيقة".
والتقى جيك ايبرتس الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قال لن أنه يأمل أن يحمل الفيلم رسالة للشعب العربي والفلسطيني بأن "قوة الحقيقة لا يمكن تحجيمها".
وعرض الفيلم، الذي استخدم 129 ممثلاً وممثلة من فلسطين، في المدن والقرى الفلسطينية، من بينها القدس وبيت لحم وغزة ومخيمات اللاجئين في كل من الأردن ولبنان وسوريا.
وجيك ايبرتس هو من مُؤسسي "ناشونال جيوغرافيك أبوظبي" (National Geographic Abu Dhabi) وهي قناة فضائية وثائقية ناطقة باللغة العربية، تبث برامجها المُدبلجة للعربية من قناة ناشيونال جيوجرافيك الأم، وتبثها مجموعة قنوات أبو ظبى الإماراتية.
وتهتم قناة ناشونال جيوغرافيك أبوظبي بالبرامج الوثائقية العلمية والجغرافيا والعلوم الطبيعية وتقدم بثها مجانا منذ يوليو2009 على قمرى النايل سات والعرب سات.
تُوفّي جيك ايبرتس الذي،قبل الاهتمام بالإنتاج السينمائي، كان يعمل مصرفيا استثماريا في "وول ستريت"، إلى حين "انفجار" سوق الأفلام المُستقلة التي تُعاني من حصول على تمويل.
وقال آنذاك "كان هناك مكان ضيّق (للسينما) في السوق، وحدث أنني كنت في المكان المناسب في الوقت المناسب".