2013/05/29
هدى الزين - ميدل ايست أونلاين
أثار مسلسل "عمر" للمخرج حاتم علي جدلا كبيرا بين مؤيد ومعارض للأحداث والشخصيات وطريقة الإخراج والتقنيات وغيرها.
ومن اهم ركائز العمل التاريخي إخراج المعارك الحربية التي تحتاج عادة إلى كوادر ومجموعات كبيرة بشرية والى إمكانيات تقنية عالية, حيث شارك في العمل مجموعه من الكفاءات الفنية في الإخراج على رأسهم مخرج المعارك الحربية شادي أبو العيون السود الذي يعيش في فرنسا وهو من قام بتنفيذ تصوير الأجزاء الحربية الخاصة بالمعارك.
ويمتلك شادي خبرة كبيرة تمتد 12 عاما حول مؤثرات الصورة او الغرافيك وتوظيفها في السينما من خلال عمله مع شركات فرنسية كبرى شاركت بأهم الأفلام الهوليودية مثل "آفاتار" و"ماتريكس" و"هاري باتر" وغيرها.
ويقول شادي "موضوع المعارك له أهمية كبيرة في مسلسل 'عمر' حيث تم تصوير عشرين معركة حربية في مدة مئة يوم تقريبا، وتشغل المعارك ساعتين ونصف من حجم العمل وتحتاج لحكمة وحذر وحنكة لان أيام التصوير قليلة ومحددة مسبقا نظرا لتكلفتها العالية, إضافة لمشاركة عدد كبير من الممثلين (25 ممثل) وجزء منهم غير مؤهل جسديا لهذه المشاهد".
وسبق لشادي العمل في مسلسل "القعقاع" للمثنى صبح و"أبواب الغيم" لحاتم عليه،
ولكنه يرى أن مسلسل "عمر" متطور جدا من حيث الإخراج عن العملين السابقين.
ويقول إنه استعان كثيرا بالخبرات الفرنسية في مجال الغرافيك وتصوير المعارك الحربية.
ويضيف "اذا تذكرنا الأعمال العالمية التاريخية الكبيرة مثل 'سبارتاكوس' و'لورنس العرب' و'عمر المختار' و'الرسالة' نجد انهم استخدموا مجاميع هائلة من الكومبارس لإظهار مشاهد المعارك او مشاهد الهجرة والحج والأسواق الكبيرة بشكل مبهرو مقنع، أما اليوم فنستعين بالغرافيك لأن استخدام عدد كبير من الكومبارس باعداد كبيرة مكلف جدا و يشكل عبئا ماديا على جهة الانتاج, اضافة الى صعوبة التحكم بهذا العدد الكبير من الكومبارس".
ويضيف "اليوم ثمة فلسفة جديدة في العمل هي الاعتماد على الغرافيك، والكمبيوتر يساعد على تكرار الجموع الكبيرة وتصميمها من الصفر حتى تتوافق مع المشهد الكامل مع وضع مئات الألوف من الكومبارس الافتراضي الذي نحققه بالكمبيوتر".
ويقول إن ثمة فرق كبير جدا في التعامل مع الجهات الأجنبية والعربية و"الآهم في العمل الغربي هو الميزانيات الضخمة جدا المخصصة للعمل, وكان من حسن حظي اني عملت مع المخرج الكبير اوليفر ستون في فيلم 'الإسكندر المقدوني', هذا الفيلم صورناه في المغرب لمدة مئة يوم من اجل معركة حربية واحدة, وهذه المعركة دامت بالفيلم حوالي 25 دقيقة فقط، اما في مسلسل 'عمر' فقد كان مطلوب منا تصوير 20 معركة بمئة يوم مدة عرضها أكثر من 150 دقيقة".
ويضيف "عمليا الفرق هائل جدا بين العملين، فالغرافيك في 'الإسكندر المقدوني' كلف 15 مليون دولار، اما مسلسل 'عمر' الذي يعتبر من أهم الأعمال العربية فالميزانية كانت بسيطة وبعيدة جدا عن هذا الرقم، طبعا المعادلة مستحيلة بين العمل الأجنبي والعربي ومن اجل الوصول الى صيغة مناسبة أقنعنا المخرجين العرب بالتعامل مع الخبرات الأجنبية في موضوع الغرافيك والعمليات الحربية".
ويرى أن مسلسل "عمر" سيكون مقنعا للجمهور الغربي "كونه يندرج في لائحة المسلسلات التاريخية الكبرى واعتقد انه سيكون من الأعمال الناجحة جدا، رغم كل الملاحظات التي واجهناها بعد العرض، وخاصة اذا تم اختصار العمل إلى حلقات اقل لأن الجمهور الأوروبي تعود على مسلسلات من فئة العشر حلقات".
لكنه يرى أن العمل "افتقر لكتابة المعارك كنص وقصة موجودة ضمن سياق القصة الرئيسية، وكذلك هناك صعوبات لكون فريق العمل كبير جدا سواء الممثلين أوالكومبارس إضافة إلى وجود فنانين ن جنسيات مختلفة وهذا خلق بعض المشاكل في التواصل والترجمة".