2013/05/29
ماهر منصور – تشرين
لاعبون سوريون جدد، منهم كتاب ومخرجون، أغلبهم من الشباب يشاركون، أول مرة، في صناعة عشرة مسلسلات سورية، في الموسم الدرامي 2012، أي ما يقارب نصف إنتاج الدراما السورية،
وعلى نحو يوحي بأن الدراما السورية تشهد ولادتها الثالثة بعد أن شهدت مرحلتين من التطور.. أولاهما على يد جيل التأسيس، وثانيتهما على يد جيل السينما المتلفزة والإبهار في الصورة، ومن تتلمذ على أيديهم من جيل الشباب، وهاهي تشهد ولادتها الثالثة.. في ظل غياب لاعبين رئيسين في الدراما السورية.
ما عرف بمسلسلات البيئة الشامية سجل رقماً قياسياً بعدد لاعبيه الجدد، ولاسيما على صعيد الإخراج الذي ترافق مع غياب أربعة مخرجين اختصوا بهذا النوع الدرامي هم (الأخوان الملا، سيف سبيعي، علاء الدين كوكش) ليبقى تامر اسحق هو الوحيد من مخرجي هذه، الدراما حاضراً من خلال مسلسل «الأميمي» وإلى جانبه سيدخل لاعبون جدد منهم مخرجون سابقون ولكنهم يقدمون دراما البيئة الشامية أول مرة مثل: أحمد إبراهيم أحمد الذي أخرج «زمن البرغوت» وناجي طعمي الذي اخرج «طاحون الشر» ومنهم من يسجل تجربته الإخراجية الأولى مثل: فادي سليم الذي أخرج المسلسل الشامي «مختار حارتنا» وشفيق محسن الذي قدم مسلسلين شاميين دفعة واحدة هما «لعنة قسم» و«حكواتي الحارة».. وعلى صعيد الكتابة شهدت الدراما الشامية دخول السيناريست «محمد زيد» كاتب مسلسل «زمن البرغوت» والسيناريست سليمان عبد العزيز كاتب مسلسل «الأميمي».
في الكوميديا السورية يدخل «شادي دويعر» تجربته الدرامية أول مرة بمسلسلات طويلة بعملين دفعة واحدة هما «رومانتيكا» و«أنت هنا» والعملان سيسجلان باسم مخرجين يخوضان تجربتهما الإخراجية الأولى أيضاً فيخرج علي ديوب مسلسل «أنت هنا»، بينما يخرج مهند قطيش مسلسل «رومانتيكا»، وبدوره يخوض الشابان أحمد قصار كاتباً، ويامن الحجلي مخرجاً، تجربتهما الأولى في مسلسل «خلصت» وبالمثل يقدم محمد الجمل كاتبا ومحمد نصر الله مخرجاً، تجربتهما الأولى أيضاً في مسلسل «كمون وليمون».. وفي الدراما التاريخية سيسجل العمل التاريخي السوري الوحيد لهذا الموسم «إمام الفقهاء» باسم كاتب جديد هو حامد علي.
لكن اللاعبين الجدد لم يكونوا على مستوى خير السلف... فجاءت أعمالهم أقل بكثير مما هو متوقع في الدراما السورية، وباستثناءات قليلة (الأميمي، خلصت) لم يسجل الكثيرون منهم حالة إبهار درامية، سواء على صعيد المضمون أو المستوى الفني... فجاءت أعمالهم عادية بسيطة، من دون أن تقدم لنا الحد الأدنى من قناعة أن الدراما السورية ولادة، على الأقل هي جاءت هذا العام بولادات مشوهة... وهو الأمر الذي لا يمكن أن نغفل أن واحداً من أسبابه هو حالة الاستسهال التي أصابت المنتجين.. فثمة استسهال فني، بدافع مالي بحت... فالجميع يعرف أن ثمة نصوصاً لكبار كتاب الدراما السورية تغفل في الأدراج، وأن هناك كبار المخرجين يجلسون في بيوتهم الآن... فما الذي يمنع من استقدامهم للاستفادة من خبراتهم؟
لسنا هنا بصدد الدعوة لسد الباب في وجه الوافدين إلى صناعة الدراما السورية من الشباب.. ولكننا نريد أن يدخلوها جاهزين، وأن يدخلوها مستحقين، وأن يدخلوها منافسين... لا لسد الفراغ حتى لو كان باللاشيء.