2013/05/29
بوسطة – مواقع وصحف عربية
أثار عدد كبير من المسلسلات الرمضانية لهذا العام جدلأً واسعأً بين الجمهور والنقاد بسبب عبارات كثيرة ومشاهد اكثر وصفت بأنها خادشة للحياء، مما أثار تساؤلات لدى الكثيرين حول الرقابة التي سمحت بهذا التجاوز، خاصة وان هذه العبارات جاءت زائدة وغير مبررة، ويصعب وصفها بأنها تخدم النص أو الحدث الدرامي في الهذا العمل الفني أو ذاك، بحسب البعض ، فيما يرى البعض الآخر انها في محلها. ولعل المسلسل المصري "خرم إبرة" أكثر المسلسلات التي تعرضت لانتقادات شديدة بسبب اللجوء لألفاظ تخالف الذوق العام، خاصة وان الكثير منها جاء على لسان سيدة أدت دورها الممثلة سوسن بدر. لكن الفنانة المصرية دافعت عن هذه الألفاظ قائلة انها "مناسبة تماماً للبيئة التي تتواجد فيها خلال الأحداث"، موضحة انها اذا ابتعدت عن هذه الألفاظ "فسيكون ذلك في غير صالح المسلسل، لأننا نرصد واقعاً من خلال مفردات متداولة في الشارع ويعرفها الجميع." كما تضمن مسلسل "مع سبق الإصرار" على عبارات غير لائقة تلفظ بها الممثل طارق لطفي أمام الممثلة غادة عبد الرزاق. واعتبر لطفي ان دوره في المسلسل يقتضي التلفظ بكلمات كهذه اذ انه يجسد شخصية سكّير يعلم بعلاقة تجمع بين زوجته ورجل، فبدا من الطبيعي اللجوء الى كلمات بذيئة كهذه في الحوار. ولم تختلف الحجة في تعليل استخدام هذه الألفاظ في مسلسل "البلطجي" بمشاركة محمود الجندي وكندة علوش وسامي العدل، اذ قال بطل العمل آسر ياسين ان العمل يدور حول البلطجية لذلك يجب ان يكون الحوار تلقائياً يعكس البيئة التي يتناولها، وإلا كان الحوار مصطنعاً، مشيراً الى ان القائمين على المسلسل راعوا الذوق العام ولم يقحموا في النص كل العبارات التي تدخل في قاموس البلطجية. ومن المسلسلات الأخرى التي لفتت انتباه الجمهور بكم الألفاظ البذيئة فها احتلت "الزوجة الرابعة" و"شربات لوز" وعرفة البحر" أماكن متقدمة في القائمة، وهي أعمال قدمها نجوم مثل يُسرا ونور الشريف وعلا غانم ولقاء الخميسي. وقد تفاعل الكثير من النقاد مع هذه الظاهرة، ففي حين يرى كثيرون انها تعكس الواقع الحقيقي في الشارع وان الترفع عن التفوه بها في المسلسلات وانتقاد الفنانين لذلك يدخل في إطار "النفاق"، يرى آخرون ان الفن وان كان المرآة التي تعكس مشاكل المجتمع، فذلك لا يعني ان ينحدر الى مستوى هابط بحجة محاكاة الواقع. ويستشهد أصحاب هذا الرأي بالعديد من الأعمال الفنية العربية القديمة التي نقلت الواقع بكل سلبياته دون الخوض في التفاصيل، كما يشدد هؤلاء على ان الفن يجب ان يربي الذائقة في الانسان لا ان يدفعه الى الموبقات، خاصة وان التلفزيون تحول الى مُعلم ووسيلة لتحديد الرأي والسلوك العامين بالنسبة للكثيرين. من جانب آخر ثمة رأي يمكن وصفه بالمتفق عليه من قِبل المشاهد البسيط يفيد بضرورة الأخذ بعين الاعتبار ان هذه الأعمال الفنية تعرض على شاشة يشاهدها جميع أفراد الأسرة، وذلك علاوة على ان الحديث يدور عن شهر رمضان الكريم وحرمته، وللروحانيات التي يفرضها شهر يُفترض ان تكون أيامه المباركة حافزاً إضافياً للمسلم كي يصبج أفضل ويرتقي بأخلاق وسلوك يتلاءم مع حرمة هذا الشهر.