2013/05/29
ميادة أنيس حسن - البعث
كثيرة هي الأسماء التي أسست للدراما السورية ثم جاء الجيل الذي نهض بها وأشهرها في العالم العربي وخارجه، و إلى الآن يتم تخريج أجيال جديدة مدعومة بالعلم والمعرفة وليس فقط بالموهبة والهواية لتساهم بالحفاظ على الإرث الفني وإكمال المشوار بما يتناسب مع متطلبات العصر، تلي دراما التقت الفنان يامن الحجلي الذي تحدث قائلاً :
قدمت عدة أعمال خلال فترة قصيرة وكان لها إيقاع جيد لدى الجمهور وهذه الحالة ليست مرتبطة بعمر زمني معين، وإنما هي مرهونة بجهد الفنان وسعيه الحثيث للوصول إلى الجمهور بأسلوب واقعي ومحترف، وفي العام الماضي كان لي أدوار هامة جداً كدوري في مسلسل "العشق الحرام" الذي كان صعباً ومركباً ولكنه نقلني درامياً خطوة كبيرة إلى الأمام وقدمني للجمهور، أما مسلسل "طالع الفضة " فقد كان عملاً جيداً، وكانت شخصيتي فيه فاعلة وقد غيّر آلية تفكيري في انتقاء الأدوار وأصبحت أكثر جدية في الاختيار والتركيز على الأدوار التي تدعم مسيرتي الفنية وتقوّي أدائي كممثل، ومثال ذلك تعاوني مع المخرج سيف الدين سبيعي في أكثر من عمل بيئي كمسلسل " الحصرم الشامي " بجزأيه ومسلسل" أولاد القيمرية " ولكنها أعمال لم تعرض إلا على قناة أوربت المشفرة لذلك كان "طالع الفضة" العمل الذي أتاح لي حضوراً هاماً أمام الجمهور، وكان له انطباعات ايجابية بين الناس محلياً وعربياً.
وفي تجربته الخاصة مع التلفزيون الإيراني يقول الحجلي: لقد تم اختياري لتقديم برنامج تلفزيوني لمحطة " أي فيلم" الإيرانية بعنوان " أنتم والدراما " والجمهور الإيراني متابع جيد للأعمال الدرامية السورية، ومن خلال هذه التجربة لمست التطور الفني الذي وصلوا إليه، فهناك في منطقة واحدة في إيران 46 أكاديمية تدرس الفن السينمائي، وهناك كم هائل من دور العروض السينمائية، إضافة إلى الدعم غير المحدود للخريجين الجدد والعديد منهم حصلوا على جوائز "كان" وغالبيتهم لم تتجاوز أعمارهم 25 سنة، أما بالنسبة لنا فتعتبر تجربة الإخراج السينمائي بمثابة حلم لأي شاب، فهناك أسماء محددة يسمح لها بهذا، وهي معروفة، وحتى على صعيد المسرح نحن متأخرون عن الآخرين، وليس لدينا أي مشروع.
وعن تجربته الإخراجية يتابع : هناك تجربة إخراجية لمسلسل درامي بعنوان "خلصت"، وهو عمل يتحدث عن الأزمة التي يعيشها المجتمع السوري على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي بعيداً عن الحديث السياسي ،والعمل يشرح كيف توقفت أحلامنا فجأة، ومجريات حياتنا تغيرت من حالة إلى حالة أخرى، ومقارنة بين ما كنا عليه وما آلت إليه الأمور، وأحداث العمل تدور في أربع ساعات فقط ولكنها ستقدم على مدى ثلاثين يوماً، وهو من تمثيل لينا دياب ومازن عباس وطلال مارديني، وهم أشخاص يحتجزون في قبو بناية ويبدأ كل منهم بالتحدث عن أحلامه وهمومه، وهذه التجربة كانت حلماً بالنسبة لي والمسألة ليست مقترنة بالحداثة أو القدم، فنحن درسنا الإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية وأردت أن أقدم ما نعيشه وألقي الضوء عليه ولكن مشروعي الأساسي هو التمثيل وحبي للإخراج يمكن أن يتبلور في تجربة أخرى في حال وجد نص جيد وشروط فنية تسمح بحالة إبداع متكاملة .
وعن جديده لهذا العام يضيف : أشارك في مسلسل "أرواح عارية " للمخرج الليث حجو بدور الشاب أمير المراهق وهو طالب في الثانوية، ومن خلال هذه الشخصية يتم إلقاء الضوء على فترة المراهقة، وضرورة فهم الحياة الجنسية في هذه المرحلة، أما العمل الثاني فهو مسلسل "رفة عين" وأقدم فيه شخصية الدكتور إياد والعمل يقدم رؤية جديدة وواقعية عن الحالة السلبية لطبيب أسنان يستغل الناس البسطاء في الحارة التي يقيم فيها ويستغل طيبتهم ويوقعهم في مشكلات نتيجة الضغط عليهم ليحصل على المكاسب المادية، بالإضافة إلى مشاركتي في مسلسل "زمن البرغوت" بشخصية عبدو، وهو من أعضاء الحارة لكنه ليس صاحب قرار بين أهله وزوجته وفي حارته، وهذه الشخصية لها تطور في الجزء الثاني من العمل وتتعزز درامياً وأتابع أيضاً دوري في مسلسل "أيام الدراسة" بشخصية يزن وهي تحمل السلوك ذاته ولكن هناك تطوراً درامياً لها بالإضافة إلى مشاركة متواضعة لي في مسلسل "بقعة ضوء " ويتابع الحجلي: لاأستطيع تجاهل مخاوفي من أن أزمة الدراما تكمن في التسويق وليس في الإنتاج فالشركات التي أنتجت في هذا العام إذا لم تتمكن من التسويق وجني الأرباح لن يكون لديها دافع للإنتاج في العام المقبل.