«كمّون وليمون».. كوميديا بكلّ ألسنة العرب

ماهر منصور - السفير

تتشابه الحكايات العربيّة، وتتقاطع عند الهمّ الإنساني ذاته، رغم اختلاف الأوطان. اختار صانعو المسلسل السوري «كمّون وليمون» من تلك الحكايات ما يستحقّ أن يروى، وجعلوه مادّة مثيرة للضحك، في أكثر من 250 مشهداً كوميدياً ساخراً. لكنّ الضحك لن يكون مجرّد لحظات عابرة، يؤكّد صانعو العمل. إذ يلفت المخرج محمد نصر الله إلى أنّ «الجرعات الكوميدية في نسيج اللوحات قائمة على مبدأ الفكر والمتعة والمخاطبة الدرامية غير المباشرة». فيما يشير كاتب العمل محمد الجمل إلى أنّ «العمل يحاكي كلّ الناس بكافة شرائحهم واختلاف مستوياتهم الاجتماعية والفكرية» ويهدف إلى «رسم ابتسامة صادقة على شفاه المشاهدين». وسيشارك في أداء اللوحات مجموعة كبيرة من نجوم الدراما السوريّة، منهم أندريه سكاف، ومظهر الحكيم، وجمال العلي، وفوزي بشارة، ووليد سعد، وهو من إنتاج شركة جمان للإنتاج والتوزيع الفني.

من حيث الشكل، تتقاطع رؤية صانعي «كمون وليمون» مع أعمال سبق وقدمتها الدراما السورية مثل «بقعة ضوء» و«ع المكشوف» و«مافي أمل». إلّا أن الجديد الذي يحمله «كمون وليمون»، هو الاتكاء على تعدد اللهجات بين مصرية، ولبنانية، وعراقية، وفلسطينية، ومغربية، إضافةً إلى مجموعة من اللهجات السوريّة. سنكون إذاً على موعد مع بانوراما لحكايات اجتماعيّة، تروى بأسلوب كوميدي، يصوّر البيئات السورية المتعدّدة، إضافة إلى بيئات اجتماعية عربية أخرى. ويرى المخرج أنّ هذا التنوع الكبير في اللوحات من شأنه أن يفتح شهية الممثلين، كما أنّه يعدُّ اختباراً لقدراتهم على تقديم عدد من الشخصيات ضمن عمل واحد.

ويبقى التحدّي الأبرز أمام «كمّون وليمون» في قدرته على تقديم شيء مختلف عن سلسلة «بقعة ضوء» الاجتماعيّة الناقدة. تحظى هذه الأخيرة بإرث جماهيري واسع، وسيعرض الجزء التاسع منها في رمضان المقبل، وتحظى بإرث جماهيري. ونجحت خلال السنوات الماضية بالتحوّل إلى ناطقة باسم الناس، تحمل همومهم ومشاكلهم وهواجسهم وأحلامهم. وهذا العام تحديداً، يترقّب الجميع «بقعة ضوء 9»، ليقيسوا مدى جرأة العمل في ظلّ الأزمة التي تشهدها سوريا. وهذا التحدّي ينسحب أيضاً على مسلسل «كّمون وليمون». ويبقى السؤال إن كان العمل الجديد قادراً على تجاوز هذا التحدّي، بالاتكاء على مساحة الضحك المبني على اختلاف اللهجات، والنقاش الجريء لهموم اجتماعية عربية.