2013/05/29
غيث حمور - الحياة فجّر الموسم الرمضاني الماضي مواهب الفنانين والفنانات السوريات على مستويات عدة، فأطلوا علينا عبر الشاشات العربية كمحاورين في برامج جادة، ومقدمين في برامج خفيفة، ومطربين، وموزعي جوائز، وصحافيين كتبوا في بعض الصحف... حتى وصل الأمر أن يطلوا كطباخين محترفين! الفنان السوري الذي تنقل في ما سبق بين المهن الفنية من ممثل إلى كاتب سيناريو ومن ثم مخرج وأخيراً منتج، تقبله كثر على أساس الصلة الوثيقة بين هذه المهن. فعلى رغم أن غالبيتهم خريجو المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يجد الوسط الفني والصحافي وحتى الشعبي، لم يجد مشكلة في أن يتحول الممثل المسرحي في البداية إلى ممثل تلفزيوني ومن ثم إلى مخرج، أو أن يتحول كاتب السيناريو إلى منتج أو غيرها من التحولات اللافتة للنظر... ونسيت مختلف هذه الأوساط أن كل مهنة من هذه المهن لها أسسها وقوانينها ومبادئها وطرقها الخاصة، وتحتاج إلى دراسة أكاديمية خاصة ومعمقة، شكران مرتجى. واتفقت على التغاضي عن هذه الفوارق الجوهرية مكرسة المثل الشعبي «أهل مكة أدرى بشعبها»... قبول التحولات السابقة مهّد الطريق للفنان السوري للتمادي بتشجيع من القنوات الفضائية التي رحبت بوجود الفنان العربي عموماً والسوري خصوصاً على المنابر الإعلامية. والغريب في الأمر أن التواجد للموسم المنصرم فاق كل التوقعات، ودفع بعدد من الإعلاميين المميزين للجلوس في منازلهم من دون عمل، فتابعنا في موسم 2010 «مساكم باسم» مع باسم ياخور الذي طرح نفسه كمقدم ومحاور، وأيضاً «تحدي النجوم» مع أيمن رضا الذي طرح نفسه كمقدم برامج. ولم يكتف هذا البرنامج بالممثل الإعلامي بل قدم عبر حلقاته الممثل المطرب، ولم يتوقف الأمر عند تحول الفنان السوري إلى مقدم ومحاور بل أيضاً كان للطبخ نصيب فتابعنا برنامج قدمته نادين سلامة وآخر تقمص فيه جرجس جبارة موقع «الشيف»... كما شهدت الإذاعات السورية هجوماً كبيراً من الفنانين السوريين كمقدمين ومعدّي برامج باسم ياخور. منهم شكران مرتجى وديما قندلفت وسواهما. ووصل الامر في الأشهر القليلة الماضية الى قيام أحد المخرجين السوريين بتحليل إحدى مباريات الدوري السوري لكرة السلة. وبعيداً من تقويم هذه التجارب، تبقى قضية غياب التخصص هي الأهم. فالعمل الإعلامي عموماً ومهنة المحاور والمقدم خصوصاً لها أسسها الخاصة، ولا تأتي بين ليلة وضحاها، بل تحتاج علاوة على الدراسة الأكاديمية الى فترة تدريبية طويلة يخوضها الصحافي قبل تحوله إلى مقعد المحاور على الشاشة التلفزيونية. لكن الأمر مختلف على فضائياتنا، ويكفي أن يمتلك المقدم رصيداً جماهيرياً ليتحول إلى المنبر الإعلامي ويصبح نجماً إعلامياً ناجحاً. أياً يكن الأمر، لا شك في أن النجاح الذي حصده الممثل السوري في السنوات الأخيرة شرّع له التنقل والعمل في المهنة التي يريدها، والدور الآن على المهن الأخرى.