2013/05/29
بعد تهميش السينما نجماتها 5 حواس البيان شهدت الدراما هذا العام حضوراً مكثفاً لنجمات الفن في دور البطولة المطلقة، فمن بين عشرات الأعمال الدرامية حصلت الفنانات على نصيب الأسد من تورتة المسلسلات، والأهم من ذلك هو نجاحهن في طرح دراما أنثوية لها طابع خاص تطرح قضايا المرأة والمجتمع بعمق، وتكون خلالها البطلات محور الأحداث، فهل تصبح الدراما النسائية فرس الرهان الرابح في الفترة المقبلة؟ وهل نفهم من ذلك تراجع الدراما الذكورية عن عرشها الذي ظلت متربعة عليه لسنوات طويلة، أم أنه توجه جديد من المنتجين لجذب الإعلانات؟.. تساؤلات عديدة تتعرض لها السطور المقبلة. الذي تابع دراما رمضان المنتهى، يلحظ أن الشخصيات الأنثوية لعبت دوراً أساسياً في معظم الأعمال الدرامية التي تم عرضها على شاشة الفضائيات العربية، وهذا ما اتضح من خلال تجسيد ناديه الجندي لدور الملكة نازلي في مسلسل «ملكة في المنفى»، كذلك إلهام شاهين في «امرأة في ورطة» وحنان ترك في «القطة العمياء» وهند صبري في «عايزة أتجوز» وغادة عبد الرازق في «زهرة وأزواجها الخمسة»، كذلك ينضم للقائمة كل من مي عز الدين في «قضية صفية» وسولاف فواخرجي في «كليوباترا» ومي كساب في «العتبة الحمر»، وغيرهن ممن التحقن بقطار البطولات النسائية هذا العام. وتؤكد إحدى الإحصائيات المتعلقة بدراما رمضان أن معظم من شاهدوا الأعمال النسائية ذكور، مما يعطي مؤشراً إيجابياً وليس سلبياً، حيث جاءت آراء معظم المشاهدين ايجابية بشأن البطولة النسائية التي غابت فترة طويلة عن الساحة في ظل هيمنة الدراما الذكورية. نوعية القضايا ويعد المنتج إسماعيل كتكت من أوائل المنتجين الذين فتحوا الباب على مصراعيه أمام النجمات لخوض البطولة النسائية، وكان أكثرهم اقتناعا بضرورة تغيير خريطة الدراما الذكورية ومنح الفرصة كاملة للبطلات لإخراج ما لديهن من قدرات، وبدأ كتكت في فك الحصار عن النجمات منذ سنوات؛ حيث استعان منذ عامين بسولاف فواخرجي في مسلسل «أسمهان»، ورغم الاختلاف الشديد على نجاح المسلسل إلا أنها كانت تجربة جيدة للمنتج، ما دفعه لتكرارها العام الماضي عندما استعان بصفاء سلطان في «قلبي دليلي»، والعام الحالي عندما قدم نادية الجندي في «ملكة في المنفى»، مع تصريحات جديدة له بأنه سيقدم العام المقبل عملين ذوي بطولة نسائية، ولكن هل سيلعب كتكت خلال الفترة المقبلة على البطولات النسائية فقط، أم هي مجرد نشوة النجاح؟.. يرد كتكت بقوله إن سبب انحيازه للبطولة النسائية خلال السنوات الماضية يرجع إلى نوعية القضايا التي يناقشها في أعماله وطبيعة النصوص الدرامية، نافياً أن يكون ظهور المرأة في الأعمال الدرامية من أجل الظهور والسيطرة على الشاشة، مضيفا أنها في كل مرة تظهر فيها تكون فاعلة من خلال تقديم الطرح الجاد وتقديم ما هو مختلف. السوق الإعلاني في حين ترى الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي أن النساء أصبحن الهدف الأول لصناع الدراما لأنهن يستحوذن على النصيب الأكبر من السوق الإعلاني.. وبعيداً عن المشهد الإعلاني فإن البطلة هي الأقدر على توصيل الموقف الدرامي؛ سواء كانت الأم أو الزوجة، لأن الرجل لم يخلق ليعيش تلك المواقف.. وترى أن ما حدث هذا العام ليس غريبا، لأن المشاهد منذ سنوات تعود على أن يجد يسرا والهام شاهين وليلى علوي ويسرا ونبيلة عبيد على المائدة الرمضانية، ولكن الجديد في السنوات الأخيرة والذي يعتبر ظاهرة مشجعة هو الاستعانة ببعض النجمات العربيات ليتحملن مسؤولية مسلسل بأكمله؛ مثل سولاف فواخرجي وجومانا مراد وسوزان نجم الدين. لكن البشلاوي ترفض المقارنة بين البطولة النسائية والذكورية أو قياس الأمر بتأثير أحدهما على الآخر، فمن وجهة نظرها النجومية تتوقف على الفنان نفسه وليس نوعه. حاجز الترقب ويعتبر الناقد سمير درويش أن الحشد الهائل من البطولة النسائية هذا العام لم يكن مرتباً له، بل جاء مصادفة، وجاء الاكتساح النسائي تماشياً مع السوق الذي من الممكن أن تتغير ظروفه وتتبدل من عام لآخر.. لكنه يؤكد أن الدراما النسائية استطاعت كسر حاجز الترقب والخوف لدي المعلن، وصارت تحظى بأهمية خاصة ومكانة متميزة لدى المعلنين خلال السنوات الخمس الماضية، لأسباب عدة، وفي مقدمتها تزايد كثافة المشاهدة عاماً بعد عام من كافة الشرائح والأعمار، ليس في مصر فقط، ولكن في كافة الدول العربية.. وأرجع درويش انتشار البطولة النسائية للنجمات الجدد خلال العامين الأخيرين إلى قيام هند صبري بمشاركة خالد صالح في بطولة مسلسل بعد الفراق، وحقق نجاحاً جماهيريا، وجاءت غادة عبدالرازق العام الماضي في الباطنية، مما أعطاها فرصة كبيرة للنجاح هذا العام في «زهرة وأزواجها الخمسة»، خاصة بعد نجاحها نقدياً في «قانون المراغي»، علاوة على نجاح زينة أيضاً في مسلسل «ليالي»، لذلك ثارت شهية المنتجين لاستثمار ذلك النجاح من خلال إسناد أعمال درامية لأكبر عدد من البطلات، وقام بعضهم بعمل مسلسلات تفصيل تناسب هؤلاء البطلات، بعد أن أصبح هناك وعي من الفنانات بكيفية الاستفادة من الفرصة المتاحة لهن. وبسؤاله عن سبب إسناد أدوار البطولة النسائية في الدراما إلى عدد كبير من الفنانات على العكس من السينما، قال درويش إن هناك حسابات وفروقاً كبيرة بين إسناد بطولة درامية لفنانة وبطولة سينمائية لفنانة أخرى، لأن شباك التذاكر هو الذي يفرض على المنتج أسماء بعينها. أفكار مكررة في الإطار نفسه ترى الفنانة يسرا التي أدت هذا العام بطولة مسلسل « بالشمع الأحمر» أن الدراما جزء لا يتجزأ من الواقع الذي نعيشه، والمتابع لحال المرأة عموما يجد اتجاها سائدا لتمكينها في المجتمع، وبالتالي لابد أن تتواكب الدراما مع ذلك التمكين وتعبر عنه، خاصة وأن التجربة أثبتت أن الفنانات قادرات على تحمل مسؤولية عمل كامل. وإذا كانت يسرا قد أشادت بأدائها وأداء زميلاتها، فإن الناقدة رانيا يوسف كان لها رأي آخر، حيث ترى أن التجربة النسائية في الدراما أثبتت فشلها أكثر من مرة لأسباب عدة، أولها أن أية ممثلة يسند إليها بطولة نسائية تظهر في شخصية مصلحة اجتماعية تقوم بحل مشاكل كل من حولها بسهولة، وهذه الشخصيات تفضلها دائماً يسرا وميرفت أمين وسميرة أحمد، وأحياناً تظهر في شخصية المرأة الحديدية التي لا يقف في وجهها أحد وتقف هي في وجه الجميع لتحقق أهدافها التي تتمثل في الانتقام، مثل شخصيات نادية الجندي.. وأحياناً أخرى تعيش البطلة في ثوب الفتاة الجميلة التي يلهث وراءها الرجال، وهي القصة المكررة والباهتة هذا العام في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»، والذي يكون في الغالب تفصيلاً على مقاس غادة عبد الرازق.