2013/05/29
البيان لم تشفع جاذبية وحضور سلاف فواخرجي، التي ارتدت أكثر من 50 فستاناً طوال أحداث العمل في صد هجوم علماء الآثار والمتخصصين في التاريخ والذين أثارت الأخطاء حفيظتهم وانفعالاتهم.. على الرغم من أن ميزانية الملابس المستخدمة فيه قد تجاوزت حاجز 250 ألف دولار، بالإضافة إلى 100 ألف دولار ثمن الإكسسوارات التي تم استخدامها. وكانت البداية مع الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار الذي بدأ حديثه قائلاً: عند الإعداد والتحضير لتقديم مسلسل تاريخي لابد أن يضمن صانعوه والقائمون عليه أن يحتوي على 60% من الحقائق التاريخية الفعلية الخاصة بالفترة التاريخية التي يتناولها العمل، ومن خلال متابعتي للحلقات الأولى لمسلسل «كليوباترا»، اكتشفت وجود مغالطات كثيرة لا يمكن حصرها، بدءاً من عنصري الملابس والديكور فلا يوجد أي تطابق أو ربط بالواقع على الإطلاق بين ما يقدمه مسلسل كليوباترا وبين الواقع التاريخي الموثق والمعروف في ما يتعلق بهذين العنصرين، فقد صدمت بمستواه الفني وعدم حرص صانعيه على تقديم الحقيقة من أكبر تفاصيلها حتى أصغرها. وتعجب مبروك من عدم لجوء القائمين على مسلسل كليوباترا الى الاستعانة بالخبراء المتخصصين وأشار قائلاً: «لقد أنفقت جهة الإنتاج على العمل بشكل كبير وخصصت له ميزانية ضخمة، فما السر الذي جعلهم لا يستعينوا بالمتخصصين في تاريخ هذه الفترة؟ فقد استعان الإنتاج بماكيير إيراني وكانت كلفة الاستعانة به عالية جداً، كما استعانوا بمصممين سوريين على رأسهم المصممة سحاب الراهب من أجل تصميم وتطريز الملابس وانطبق عليهم نفس الأمر في الميزانية فلماذا لم يتعاملوا بنفس الأسلوب في ما يتعلق بالحقائق التاريخية؟ فالإمكانيات في هذا العمل متوافرة ولكنهم افتقدوا العقول المبدعة، فلو أن الإنتاج استعان بالباحثين المصريين أو حتى السوريين لكانت النتيجة مختلفة تماماً. واستكمل مبروك رأيه قائلاً: «أيضاً من أخطاء مسلسل كليوباترا ان اختيار الإكسسوارات جاء بعيداً كل البعد عن الإكسسوارات الحقيقية باستثناء الأساور التي كانت ترتاديها كليوباترا في ذراعيها، أما الماكياج فكان مقبولاً لكن تصفيفه الشعر كانت بعيدة أيضاً عن الواقع، وليس هذا فحسب ولكنني شعرت ان مصفف الشعر لم يفرق بين تسريحات شعر الممثلات المشاركات فكلهن مثل بعضهن لا يوجد فرق وكأنهن قادمات معاً من تحت أيدي نفس مصفف الشعر. في حين يركز الدكتور إبراهيم بكر رئيس هيئة الآثار الأسبق على الملامح الشكلية فيؤكد أن بشرة كليوباترا برونزية لا بيضاء ولا سمراء، مشيراً إلى أن جمالها كان متوسطاً ولم يكن فائقاً كما يعتقد البعض، وأشار في نفس السياق إلى أن قوة شخصيتها ونفوذها هما العنصران اللذان كانا يجذبان الرجال إليها وليس جمالها الشكلي. لم يختلف كثيراً رأي الدكتور ممدوح الدمياطي أستاذ الآثار المصرية وعميد آداب عين شمس عن الآراء السابقة فبدأ مهاجمة المسلسل قائلاً: «لم أشاهد سوى حلقتين منه فقط لأنني صدمت من عدد الأخطاء التي وقع فيها مسلسل كليوباترا، فمثلاً تضمنت الأحداث أن كليوباترا سافرت إلى روما في صغرها وهذا لم يحدث، كذلك يظهر الملك بطليموس الثاني عشر والد كليوباترا في المسلسل بلحية وهذا غير حقيقي فجميع الصور الموجودة له لم يظهر فيها بلحية. ليضيف قائلاً: أتذكر انه عندما قدمت الأميركية إليزابيث تايلور فيلماً عن قصة حياة كليوباترا نجحت نجاحاً كبيراً في أن تترك بصمة لها من خلال ذلك العمل رغم أن إليزابيث كانت بعيدة تماماً عن كليوباترا الأصلية، فمثلاً إليزابيث زرقاء العينين وهو ما لا ينطبق على كليوباترا، وفي رأيي أن إليزابيث تايلور ليست بنموذج الجمال الصارخ فقد يراها البعض جميلة، بينما يعارض البعض الآخر ذلك، إلا أنها في النهاية نجحت في تجسيد الملكة كليوباترا بشكل اقنع وأبهر الكثيرين.