اعتذر عن "حسن البنا" ليقدم "أحمد ياسين" رشيد عساف: "زمن البرغوت" شدني إليه

علاء محمد – دار الخليج

بات ملك الشخصيات الإشكالية في الدراما التاريخية العربية، فمن شخصية “معاوية بن أبي سفيان” إلى شخصية الشيخ “أحمد ياسين”، ورفضه لأداء شخصية “صدام حسين” واعتذاره عن أداء شخصية “حسن البنا” . كل ذلك يجعل الإبحار مع نجم بقيمته أمراً في غاية الأهمية .

رشيد عساف النجم الداخل بقوة إلى عالم دراما البيئة الشامية بعد رفضه لها لسنوات طويلة، يتحدث في هذا الحوار عن كثير من الأمور .

تظهر للعام الثاني على التوالي في مسلسل بيئي شامي وأنت لم تعمل قبل مسلسلات من هذا النوع، ما الذي شدّك إليها في هذه الفترة؟

- هذا العام تلقيت أكثر من عرض لمسلسل بيئي شامي، لكنني لم أختر إلا مسلسلاً واحداً هو “زمن البرغوت”، والسبب هو قوة النص والقرب من الواقع الذي يتحدث عنه المسلسل، بينما اعتذرت عن أعمال أخرى هذا العام وفي أعوام سابقة لأني رأيتها تراثية أكثر مما يلزم . وفي الحقيقة فإن البوصلة بيني وبين أي عمل، بيئي وغير بيئي، هو النص، النص يسحبني للعمل، أو يمنعني من المشاركة، لا أكثر ولا أقل .

ما الدور الذي تؤديه في “زمن البرغوت”؟

- أؤدي شخصية (العكيد) “أبو أدهم” في حارة شعبية مفترضة في فترة زمنية تقع بين 1916 و1925 وهي الفترة الانتقالية بين خروج العثمانيين من سوريا ودخول الفرنسيين إليها، والنص المكتوب يكاد يصف ظروف 200 سنة كاملة وليس بضع سنوات لأنه يسلط الضوء بوضوح على ممارسات العثمانيين في بلادنا بصورة عامة، ومن ثم استبدالهم بالفرنسيين الذين واجهوا في سوريا مقاومة كبيرة وواسعة النطاق استمرت حتى أخرجتهم منتصف الأربعينات .

قيل إن العمل مكتوب لعدد كبير من الأجزاء هل هذا صحيح؟

- لا أدري، لكن بين أيدينا حتى الآن جزأين فقط سيعرض واحد منهما هذا العام والآخر العام المقبل، وعندما ترتئي الشركة المنتجة تحويل العمل إلى سلسلة، سنتحدث بالأمر، لكن لا شيء رسمياً حتى الآن بالنسبة لي .

في حال كان من سبعة أجزاء كما يقال، هل توافق على المشاركة فيه؟

- انتقدنا مسلسلات صنع منها أجزاء كثيرة، لكننا احترمنا مسلسلات أخرى كان لا بد من وجود أجزاء لها، وفي المسلسل الحالي “زمن البرغوت” بالإمكان الحديث عن أجزاء إذا سار الكاتب والمخرج في الزمن تسلسليا إلى مرحلة متقدمة من تاريخ سوريا الحديث . وكما قلت، كل شيء متوقف على النص، وعندما تعطيني مسلسلاً من خمسين جزءاً ويكون النص قوياً ومتيناً سأوافق بلا تردد، وسأرفض المشاركة في سهرة تلفزيونية من حلقة واحدة عندما يكون نصها غير ملائم لما أراه في الدراما، وفي الفن عموماً .

أليس هناك خوف من قبلك بأن تكرر نفسك في “زمن البرغوت” بعد شخصيتك في “الزعيم”؟

- على الورق، لا يوجد أي تشابه بين المسلسلين، لا بالأفكار ولا بالشخصيات ولا بأي شيء آخر سوى البيئة، شخصية العكيد (نوري) في “الزعيم” كانت لقبضاي افتراضي في بيئة افتراضية وزمن افتراضي، لكن هنا يحدد لك المخرج والكاتب، عبر النص، الفترة الزمنية التي يتحدث عنها المسلسل وهي ما بين 1916 و1925 وهذا يعني أنه سيصور لك واقعا بحكم تحديده للزمن الحقيقي . كما أن رفضي لمسلسلات أخرى شامية، كان لأنني وجدت على الورق تشابهاً مع ما قدمته في مسلسل “الزعيم”، وهذا يعني أنني أتوخى هذا الحذر في “زمن البرغوت” .

علمنا أنك اعتذرت عن مسلسل “حسن البنا” وأداء شخصيته، هل من فكرة عن الأمر وبخاصة أن الحديث طال كثيرا حوله؟

- لم أعتذر عن أداء الشخصية وحسب بل اعتذرت عن المشاركة في العمل ككل، والسبب هو أن الأمور لم تحسم بالنسبة لأسرة العمل من منتج ومخرج، وبينما كان المسلسل سيصور العام الماضي ووافقت على أداء الشخصية، تم تأجيله للعام الحالي، وفي هذا العام، عادت الأمور للبطء والتفكير بالتأجيل، وهذا ما أدى إلى خسارتي لكثير من العروض من شركات أخرى كانت تستبعدني من أعمالها ظنا منها أنني أنتظر مشروع “حسن البنا” فكان أن اعتذرت في النهاية من أجل مصلحتي المهنية وهذا من حقي .

أخبرنا عن شخصية الشيخ “أحمد ياسين” التي ستؤديها قريباً؟

- أولاً، وبالمناسبة، الشركة المنتجة لمسلسل “الشيخ أحمد ياسين” هي نفسها التي ستنتج مسلسل “حسن البنا” . أما بالنسبة لتوقعاتي فهو سيقدم الصورة الحقيقية والواقعية لرجل معتدل هو “أحمد ياسين” والذي يستحق أن يذكر في التاريخ المرئي وليس المكتوب على ورق فقط .

اعتذرت من الشركة عن مسلسل وشاركت معها بمسلسل، ألا خشية هنا من استياء الشركة مثلاً؟

- تقصد اعتذاري من شركة “المها” عن المشاركة معها في مسلسل “حسن البنا”، أقول إنني اعتذرت عن المسلسل لكني سأشارك معها في مسلسل آخر هو “أحمد ياسين” وهذا يدل على أن الشركة لم تتعامل معي بمنطق رجعي، بل باحترام، لأنها راعت الظروف التي جعلتني أعتذر عن الاستمرار في الانتظار والتي أهمها أن أحسم أمري للعام الحالي 2012 حيث كانت العروض متوقفة تقريبا بالنسبة لي بسبب ارتباطي ب “حسن البنا” معها .

منذ سنوات والجمهور لا يراك إلا في الأدوار التي تجسد فيها شخصيات يدور حولها جدل في التاريخ لماذا؟

- الأمر ليس عندي، فالجواب عند المخرجين الذين يرونني في هذه الأدوار، علماً أنني لست إشكالياً أو جدلياً في حياتي وعملي المهني في الفن، فقد لعبت شخصية “معاوية بن أبي سفيان” في مسلسل “الحسن والحسين” العام الماضي، وقريباً سألعب شخصية الشيخ “أحمد ياسين”، وكنت سألعب دور البطولة لشخصية مؤسس جماعة الإخوان في مصر الشيخ “حسن البنا”، فضلاً عن عرض تلقيته قبل فترة لأؤدي شخصية الرئيس العراقي السابق “صدام حسين”، كل ذلك يُسأل عنه المخرجون وليس رشيد عساف لأن رشيد لا يملك شركة إنتاج تنتج هذه الأعمال، بل هو فنان يتلقى العروض وحسب.