2012/07/04
خاص بوسطة- تقرير: محمد الأزن
يعتبر اختيار مواقع التصوير عملية أساسية، وربما حاسمة في شكل أي مسلسل، وذلك تبعاً لنوع العمل، وطبيعة النص، وقد تبدو العوامل المؤثرة في هذه العملية أكثر تشابكاً، حينما تتدخل أمورٌ أخرى كالمتطلبات التسويقية التي تفرضها المحطات العربية الممولة، أو هاجس البحث عن أمكنة آمنة للتصوير في ظل الأوضاع السائدة في البلاد مؤخراً.
ربما هذا ما جعل كاميرات الدراما السورية تبدو خجولةً في تواجدها بالشارع السوري خلال تحضيراتها لموسم 2012، حتى أن بعضها أطلق العنان لعدسته بعيداً عن سورية.
فحينما يكون أكثر من نصف إنتاجات الموسم الدرامي تتنوع بين التاريخي، والبيئي، والسيت كوم، فهذا يعني انحسار فضاءات التصوير بالديكورات المغلقة لمدن الإنتاج على قلّتها، والبيوت الدمشقية التي يتم استثمارها في هذا المجال حتى كدنا نحفظ تفاصيلها عن ظهر قلب.
وما استجدّ في هذا الموسم خيار إحدى المحطات العربية الممولة للدراما السورية، وهي محطة روتانا خليجية للتصوير في دبي، فكانت النتيجة أن سيناريو الجزء الرابع من "صبايا"، و"أبو جانتي" بجزئه الثاني قد فُصّلا على مقاس رغبة هذه المحطة.
وكان الناقد ماهر منصور قد تساءل عن جدوى احتساب هذين العملين كاجزاءٍ لأعمال سورية سابقة، قياساً بالتأثير الذي سيتركه تغيير مسرح الأحداث، أو مواقع التصوير على شكل المسلسلين ككل، ومما قاله منصور: "خيار فريق التصوير في دبي أو غيرها من المدن خارج سوريا، يعني أننا سنكون أمام مقترح جديد، لا علاقة له بـ"أبو جانتي" ويومياته كما تتبعناها منذ عامين، على الأقل فإن يوميات سائق التاكسي في دبي وركابه المحتملين لهم همومهم ومشاكلهم التي تكاد لا تتقاطع أبداً مع ركاب سيارة الأجرة وسائقها في سوريا، ما يطرح هنا سؤالا: هل سنكون أمام جزء ثان من "أبو جانتي" أم نسخة خليجية عنه؟
!"
وأضاف الناقد ماهر منصور في مقاله المنشور بجريدة السفير: "الكلام السابق ينطبق على مسلسل "صبايا"، الذي تقوم فكرته الأساسية على يوميات بنات سوريات، وهي يوميات تختلف عنها في مجتمع ثان، ولو جزئيا. ولو افترضنا أن صناع العمل سيستغنون عن هذا الجزئية، ويجعلون الصبايا يسافرن إلى دبي، مثلاً، كمغتربات، لمتابعة يومياتهن من هناك، فنحن على هذا النحو سنكون أمام مقترح جديد، يفترض أن يأخذنا إلى مناطق أخرى في العمل. لكنها بالغالب ستكون محفوفة بالخطر، ونرجو ألا تكون مقحمة على الأحداث".
وبالعودة للحديث عن موضوع تقريرنا الأساسي "مواقع التصوير" ؛ ننوه إلى أنه وفيما عدا المسلسلات البيئية والتاريخية لموسم 2012 وعددها عشرة، تم تصوير عملي "سيت كوم" لهذا الموسم، أي في موقع تصويرٍ واحد هما:
سيت كاز: من إنتاج شركة سورية الدولية، وتم تصويره بالكامل في محطة وقود بجنوب مدينة السويداء أعيد تأهيلها خصيصاً لهذا الغرض.
ورومانتيكا: من إنتاج شركة بانة، واختير لتصويره منتجع على الساحل السوري يقع جنوبي مدينة طرطوس.
وربما كان خيار الـ"سيت كوم" في الحالتين السابقتين آمناً على مستوى مواقع التصوير، لكنّه بقي سورياً خالصاً خلافاً لـ "صبايا4"، و"أبو جانتي2".
وتجدر الإشارة إلى أن المخرج فيصل بني المرجة أجّل مشروع الجزء الثاني من مسلسل بومب آكشن، لأن شريكه المنتج الكويتي اشترط عليه تصويره بالكامل خارج سورية.