2012/07/04
ماهر منصور – السفير
في الجزء الثاني من مسلسل «أيام الدراسة»، يقفز بنا الكاتب السوري طلال مارديني، إلى سنوات تلت تخرّج طلاب ثانويّة «العلم نورٌ». ففي الموسم الرمضاني الماضي، تابعنا قصص أولئك الطلاب، في قالب كوميدي، حمل توقيع المخرج إياد نحّاس. وفي العام الجاري، سنتعرّف إليهم بعدما بلغوا سنّ الرشد، ودخلوا معترك الحياة العمليّة، والدراسة الجامعيّة.
يرصد المؤلّف مصائر الطلاب، كيف تفرّقوا، وأين انتهى الأمر بكلّ واحد منهم. وسنتابع التغيّرات التي طرأت على كلّ شخصيّة من الشخصيات، بعدما نضجت، ورمت خلفها طيش المراهقة ونزقها.
وتشكّل مصائر الأبطال الجديدة، مادة دراميّة أساسيّة في الجزء الثاني من «أيام الدراسة»، الذي يتولّى إخراجه مصطفى برقاوي. ولن تكون أيام الدراسة في الجزء الثاني، سوى ذكرى، أو مبرر درامي للجمع ما بين الشخصيات التي سبق لنا أن تعرفنا اليها، في الجزء الأول. سنكون هنا أمام حكايات راهنة، تربطها علاقات قديمة، لم تعد موجودة. ولأنّ تلك الذكرى أضعف من أن تشكّل إطاراً عاماً يجمع الأبطال، سيكون الكاتب أمام تحدّي خلق خطّ درامي رئيسي جديد.
ويتولّد التحدّي الثاني من طبيعة «أيام الدراسة» الكوميدية، التي كانت نابعةً من مقالب الطلاب وطرافتهم وطيشهم، بشكل أساسي. لكننا سنجد أمامنا أبطالاً ناضجين في «أيام الدراسة 2»، ما قد يفقد العمل أحد مرتكزاته الكوميدية. ويفرض ذلك على الكاتب إيجاد روافع أخرى مبتكرة لنصّه الكوميدي.
لا شكّ في أنّ نجاح الجزء الأول، هو ما دفع بمارديني إلى استكمال الحكاية. لكنّ مقوّمات نجاح المسلسل لا بدّ من أن تختلف أيضاً، تماماً كما تختلف الحكايات بين الجزأين. لن تكون وصفة النجاح جاهزة ومضمونة ــ إذا ما استثنينا تجاوز فريق العمل، حالة جسّ النبض مع الجمهور. فقد عرفهم في الجزء الأول، وبالتالي سيمضي إليهم من دون اختبار. وهو أمر إيجابي، لكنّه مقلق في الوقت نفسه، لأنّ خيبة المشاهدين مما يعرفونه، تتجاوز بأشواط خيبتهم مما يكتشفونه للمرة الأولى.
يخوض المخرج مصطفى برقاوي في «أيام الدراسة 2» تجربته الثانية خلف الكاميرا، بعدما قدّم العام الفائت سلسلة اللوحات الناقدة «كريزي». ويرافقه في هذه التجربة، مجموعة من أبرز نجوم الدارما السوريّة، في مقدّمتهم نضال سيجري، وجيهان عبد العظيم، وزهير رمضان، ورندة مرعشلي، ومحمد قنوع، ورشا الزغبي، وشادي مقرش، ولينا دياب، ونادين قدور، ومعتصم النهار، وأيمن عبد السلام، ورغد مخلوف، ويامن الحجلي، وحازم زيدان، وميريانا معلولي، وهامي بكار، وكنان العشعوش، وخالد حيدر، وخلود عيسى، ورزان أبو رضوان، إضافةً إلى مؤلّف العمل طلال مارديني.