2012/07/04
وائل العدس - الوطن السورية
ستكون النكهة الشامية حاضرة بقوة في الدراما الرمضانية لموسم 2012 من خلال عدة أعمال تبدو متشابهة شكلاً لكنها مختلفة كل الاختلاف في المضمون. ورغم دعوات المقاطعة التي تحاول المساس بالدراما السورية إلا أن مسلسلات البيئة الشامية تبدو عصية لأنها مادة مطلوبة جماهيرياً وإعلامياً وتحتل في كل عام المراتب الأولى من حيث المتابعة والإثارة، لذلك اعتمدت شركات الإنتاج على الأعمال المضمونة بعيداً عن المجازفة. وفي حين انتهى المخرج تامر إسحاق من تصوير «الأمّيمي» يشارف ناجي طعمة على تصوير المشاهد الأخيرة من «طاحون الشر»، في حين يستمر أحمد إبراهيم في إخراج «زمن البرغوت» المؤلف من 60 حلقة، في الوقت الذي انطلقت فيه العمليات التصويرية لـ«شتاء الياسمين» للمخرج شفيق محسن، أما «ياسمين عتيق» فقد تم تأجيله إلى وقت قريب لكنه بكل تأكيد لن يكون جاهزاً للعرض في شهر رمضان القادم وقد باشر المثنى صبح بعمليات التحضير باعتباره سيكون عملاً ضخماً وعلامة فارقة في البيئة الشامية وفقاً للشركة المنتجة.
من الواضح أن دراما البيئة الشامية لم تعد حكراً على كتاب ومخرجين محددين بعد دخول أسماء جديدة تخوض تجربتها الأولى في هذا المجال.
ومن الملاحظ أن أسماء الأعمال الشامية تبدو جدلية نوعاً إلى حد التعقيد لمن لم يقرأ قصص الشام وتفاصيلها، فتنطلق من «أميّمي» حمام السوق، وتمر بـ«البرغوت» العملة النقدية القديمة، و«طاحون الشر» الذي استقر عليه المخرج بعد عدة طروحات، وأخيراً «ياسمين عتيق» و«دمع الياسمين» وهما الاسمان الأسهل والأقرب إلى رمزية دمشق. وفيما يتعلق بالممثلين نجد أن أيمن زيدان يخوض تجربته الأولى في أعمال البيئة، في حين يستمر عباس النوري في ظهوره الرائج بعد نجاحه في «أيام شامية» و«ليالي الصالحية» و«باب الحارة»، وأيضاً رشيد عساف الذي حقق نجاحاً منقطع النظير في «رجال العز» وذات الكلام ينطبق على شكران مرتجى ووفاء موصلي وكاريس بشار اللواتي أصبحن وجوهاً مألوفة على الدراما الشامية.
بعض القضايا المطروحة تبدو جديدة وبعيدة عن اللهجة المعتادة التي تتطرق إلى الزعيم المطلق والعكيد الذي لا يخطئ، وتطرح أحداثاً موثقة تثير اهتمام قراء التاريخ الدمشقي العريق.
التاريخ الشامي
يتناول مسلسل «الأمّيمي» حقبة زمنية مرت على مدينة دمشق بعد خروج إبراهيم باشا منها، ويسلط الضوء على الحالة العامة للمدينة بعد عودة العثمانيين وقضائهم على الإصلاحات السياسية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية.
ويطرح العمل حالة الفساد الضريبي والمالي في «الحكمدارية»، كما يعتمد العمل على الطرح الحقيقي لتلك المرحلة المهمة من تاريخ دمشق مع توثيق للحالة الاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك.
أما الشيء الجديد في العمل فهو أنه عمل تاريخي دمشقي يدخل أكثر في الوثيقة وأحداث حقيقية، ومشاكل الحياة الاجتماعية، ويتجه نحو التاريخ الشامي من خلال أحداث اجتماعية موجودة وليست مفترضة لكن الشخصيات ستظهر بمسميات مختلفة، وتتكلم عن الربط بين الحياة الاجتماعية والسياسية بعد خروج إبراهيم باشا وعودة العثمانيين إلى دمشق، هذه الفترة سببت خللاً بالمعيشة وأثرت في الناس اجتماعياً.
لكن العمل لم يعتمد على تناول العلاقات الاجتماعية النبيلة أو البيئة المغلقة التي اعتاد الجمهور رؤيتها في أعمال البيئة الشامية، بل امتد العمل ليتناول تفاصيل الحياة بكل تعقيداتها وبساطتها، لذلك سيكون مختلفاً بالمضمون، أما الاختلاف بالشكل والصورة والأداء.
أما «الأمّيمي» فهو الشخصية الرئيسية وهو الذي تدور حوله الكثير من الأحداث حيث يتعرض للكثير من الظلم في بداية العمل وليكون ذلك سبباً رئيسياً في انحرافها وميولها نحو الخطأ لتتحول إلى شخصية سلبية للغاية تستمر في إيذاء كل الشخوص القريبة منها ضمن حكاية درامية تتناول محاور عديدة أخرى. وللعلم فإن «الأمّيمي» هو الشخص الذي يعمل في حمام السوق وهو المسؤول عن تغذية النار لتسخين مياه الحمام من خلال ما يتم تجميعه من أغصان الأشجار وأكوام الخشب.
بطاقة العمل
إخراج: تامر إسحاق
تأليف: سليمان عبد العزيز
إنتاج: شركة الخيام
بطولة: عباس النوري، وفاء موصلي، خالد تاجا، كاريس بشار، شكران مرتجى، سيف الدين سبيعي، نزار أبو حجر، نضال سيجري، حسن عويتي، أحمد رافع، سليم كلاس، جلال شموط، أندريه سكاف، حسام تحسين بك، قيس الشيخ نجيب، معتصم النهار، يزن السيد.
خارج السور
يقدم مسلسل «زمن البرغوت» حكايته عبر جزأين مؤلفين من ستين حلقات، فيتابع المشاهد الجزء الأول في شهر رمضان القادم على أن يكمل الحكاية موسم 2013.
ويبدو اسم العمل غريباً للوهلة الأولى لكنه مستوحى من «البرغوت» الاسم الشعبي للعملة القديمة التي كانت مستخدمة خلال الحكم العثماني، في إشارة إلى صعوبة الأوضاع المادية التي عاشها أهل ذلك الزمان.
أما أحداث المسلسل فتدور بين عامي 1919 و1926 أي بين نهاية الحكم العثماني لسورية وفترة الاستعمار الفرنسي، مروراً بمرحلة الثورة العربية الكبرى، وحكم الملك فيصل الأول للعاصمة السورية ضمن عوالم جديدة وغنية، ويتناول العمل حكاية الناس في حارة «عياش» إحدى حارات حي الميدان الدمشقي، راصداً العلاقات التي كانت سائدة في تلك المرحلة، إضافة إلى علاقة الريف بالمدينة وكيف كان أهالي الأرياف يأتون إلى دمشق وينزلون في الخان ويتبضعون هناك.
وفضّل المخرج الذهاب باتجاه غير المتوقع والتعامل مع بعض الممثلين التي لم تألف عين المشاهد رؤيتهم في أعمال البيئة الشامية. إن الحدث الذي يتناوله العمل خارج سور دمشق، وهذه العوالم لم تطرح بأي مسلسل شامي قبل ذلك، كما يعرض العمل العلاقات التجارية والتباري بين أهالي الحارات في سباقات الخيل، وكل هذه التفاصيل لم تذكر من قبل.
بطاقة العمل
إخراج: أحمد إبراهيم أحمد
تأليف: محمد زيد
إنتاج: شركة قبنض
بطولة: أيمن زيدان، رشيد عساف، سلوم حداد، فاديا خطاب، صباح الجزائري، عبد الهادي الصباغ، سحر فوزي، مرح جبر، حسام تحسين بك، رضوان عقيلي، قيس الشيخ نجيب، سلطان، عبد الفتاح مزيّن، سليم كلاس، أمل بوشوشة.
طاحون الشر
بعد أن تعددت أسماؤه من ابن الميتة لابن اليتيمة ثم ابن الداية وكسر الرجال، استقر مخرج العمل على اسم «طاحون الشر» ليكون المسلسل الشامي الثالث الذي ينتج هذا العام.
هذا العمل أثار جدلاً واسعاً بين الكاتبة إحسان شرباتي والكاتب مروان قاووق اللذين تبادلا الاتهامات في خلاف على اسم الكاتب الحقيقي للعمل، في حين رفع الكاتب قصي الأسدي دعوى قضائية على الشركة المنتجة بتهمة السرقة والتزوير!
وبكل الأحوال يشكّل هذا المسلسل أولى تجارب ناجي طعمة الإخراجية في أعمال البئية الشاميّة، ويستقطب نخبة من أشهر نجوم هذا النوع من الأعمال.
وتدور أحداث المسلسل حول الفترة التي تلت احتلال الفرنسيين لدمشق بعامين تقريبا، بعدما تعرضت إحدى الحارات الدمشقية التي تدعى حارة «الكبادة» إلى أبشع صور دمار مرت عليها، وبعدما انهالت عليها المشاكل من كل جانب، حتى كثر القتل والصدامات بفعل تراكمات لأحداث اجتماعية كثيرة فاحتدمت الصراعات، منها على السلطة والمال ومنها الثأر ومنها الحب.
بطاقة العمل
إخراج: ناجي طعمة
تأليف: مروان قاووق
إنتاج: غولدن لاين
بطولة: رفيق سبيعي، بسّام كوسا، منى واصف، وائل شرف، ميلاد يوسف، صباح الجزائري، وفيق الزعيم، محمد خير الجرّاح، ناهد الحلبي، لينا حوارنة، ليلى سمور، لمى إبراهيم، ليليا الأطرش، لينا دياب.
شتاء الياسمين
يرصد «شتاء الياسمين» فترة الاحتلال العثماني ويسرد حكايات حارة دمشقية تقوم بين قهوة شعبية وحمام السوق، وهو عمل كتب خصيصاً لخريجي برنامج دراما ستار.
بطاقة العمل
إخراج: شفيق محسن
تأليف: مروان قاووق
إنتاج: الأصايل الدولية
بطولة: أمانة والي، ناهد الحلبي، سعد مينا، وسيم الرحبي، علي سكر، فاتح سليمان، علي كريم، إيمان عبد العزيز، مظهر الحكيم، نزار أبو حجر، سوزاف سكاف، بسام لطفي، أمية ملص، رائد مشرف، إضافة إلى نحو 25 ممثلًا وممثلة من الشباب الذين كانوا ضمن برنامج «دراما ستار» لتعليم فنون الأداء.
تشويش وتأجيل
في الوقت الذي يستعد فيه المثنى صبح للدخول في معترك «ياسمين عتيق» الذي يغطي مرحلة توثيقية مهمة وحسّاسة من تاريخ سورية عامّة ودمشق خاصـّة في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، مازالت الأخبار مشوشة فيما يتعلق بتصوير مسلسل «طوق البنات» الذي يخرجه علاء الدين كوكش وألفه الكاتب أحمد حامد.
لكن بعض المصادر أشارت إلى أن نسرين طافش ربما تجسد بطولته لتعود إلى هذه الدراما من بوابة البطولة المطلقة، وخصوصاً أنه يتناول قصة فتاة تعيش حالة حب مع أحد المسؤولين الفرنسيين الذين كانوا يحكمون الشام في تلك الفترة.
وينطبق ذات الكلام على مسلسل «خوابي الشام» للكاتب قصي الأسدي والمخرج تامر إسحق، ومن المقرر أن يضم العمل بسام كوسا، عبد الهادي الصباغ، لينا دياب، أحمد الأحمد، وائل شرف، وعلى الأغلب سيؤجل عرضه للموسم الرمضاني 2013 وهو من إنتاج شركة غولدن لاين، مع الإشارة إلى بعض الإشكاليات بين كاتب العمل والشركة المنتجة.
أما مسلسل «خاتون» فقد تم تأجيل إنتاجه للموسم القادم، وهو من إخراج أيمن زيدان وتأليف طلال مارديني.
ويحكي العمل قصة بطل يدعى «الزيبق» وبطلة تدعى «خاتون» تصدوا للاحتلال الفرنسي بحبهما لبعضهما البعض، وسيؤدي قصي خولي دور «الزيبق»، في حين تصب الترشيحات الأولية في أن طافش أيضاً ستؤدي شخصية «خاتون»، وسلوم حداد «الزعيم ووالد خاتون».